مشاكل المنطقة لن تجد حلا لعدم الاعتراف بحقوق اللاجئين والمقهورين والذين يتعرضون للذل
إذا قبل الفلسطينيون حق إسرائيل في الوجود فسوف نحترم قرارهم
أرجو ان تكون أحاديث واشنطن والغرب عن فلسطين "استراتيجية فعلية" وليست "تكتيكات مرحلية"
نيويورك إيلين سولينو : قال الرئيس الايراني محمد خاتمي ان بلاده "لم تشارك، بأي طريقة، مباشرة في العمل العسكري مع اي جماعة في أفغانستان".
وأضاف في حديث اجري معه في نيويورك اول من امس: "ان العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد أفغانستان ستؤدي الى مزيد من المعاناة والالم للشعب الافغاني، ولن تؤدي الى النتائج التي نسعى اليها بعد الهجوم المأساوي الارهابي في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. ويوجد الكثير من التعاطف مع محاربة الارهاب، ولكن اذا كانت معاناة والم الشعب الافغاني سيستمران نتيجة للحرب، فإن هذا التعاطف ربما يضعف تدريجيا، وربما يستغل الارهابيون ذلك".
ودعا الى "تمهيد الطريق لأبناء شعب افغانستان من جميع الجماعات والاقليات العرقية للمشاركة في صنع قرارات مستقبل بلادهم وتشكيل ادارة قائمة على رغبة الشعب. وأشار الى "اهمية وجود فترة انتقالية يرتبها المجتمع الدولي تحت رعاية واشراف الامم المتحدة، لكي تتمكن كل الجماعات في افغانستان، اعتمادا على تمثيلها ووزنها في المجتمع من المشاركة في الحكومة الانتقالية. وهذه الحكومة، ستمهد الطريق للمشاركة النهائية للشعب الافغاني".
وقال: "أتمنى ان تكون المحصلة النهائية للتطورات الاخيرة، وما قيل في الآونة الاخيرة، ايجابية، واعني ما قالته الولايات المتحدة وما قاله الغرب حول ضرورة اعطاء المزيد من الاهتمام لفلسطين والشعب الفلسطيني. وأتمنى كذلك ان تكون هذه الاحاديث "استراتيجية فعلية" وليست مجرد تكتيكات مرحلية".
وفي ما يلي نص الحوار:
* ايران جمهورية اسلامية، وافغانستان دولة إسلامية كذلك، وبالرغم من ذلك فالعقليات مختلفة.. وربما لا يفهم الرأي العام الاميركي الفروق بين مفهومكم للحكم الاسلامي ومفهوم طالبان. هل لك ان تشرح الفروق؟
ـ اعتقد ان الفروق واضحة للغاية ونحن لا نحتاج لكثير من التفسيرات بخصوص تلك الفروق. في العالم الذي نعيشه اليوم، يجب ان نفهم ان البشرية في حاجة الى الحرية وتطالب بالتقدم والتنمية، ولذا فلا يمكن للمرء ان تكون له تصورات تحد من حرية البشرية، بما في ذلك مجال الحكم.
ان الديمقراطية مبدأ يقبله العالم اليوم، بالرغم من انها (الديمقراطية) حتى من زاوية المفهوم الغربي لديها مشاكلها الخاصة، ولكن البشرية في تاريخها الطويل توصلت الى قناعة مفادها ان الديمقراطية، ربما، كانت افضل واقل النظم كلفة لكي يمكن للبشرية ان تعيش في سلام مع بعضها البعض. وتتطلب الديمقراطية الحرية بالاضافة الى حرية التعبير وحرية فهم وجهات النظر المختلفة. ولذا فإنها تتطلب حكومات مفوضة بإرادة الشعب. ومن اجل ترويج الدين في ايامنا هذه يجب ان نجعله متوافقا مع هذه المفاهيم.
وفي اطار الاسلام ذاته لدينا وجهات نظر مماثلة بخصوص الانسانية: انسان لديه حرية التعبير عما يدور بخلده. ودستورنا (الدستور الايراني) ينص بوضوح على ان السلطة المطلقة هي سلطة الله فقط، وان الله هو الذي جعل الانسان مسيطرا على قدره. ولا يمكن لشيء او شخص ان يسلب البشر هذا الحق. هذه هي وجهة نظر الاسلام وهو ما يؤدي الى نظام مؤسس على حكم القوانين التي قبلها واقرها الشعب.
ونعتقد ان بلدنا عانى من الامبريالية ومن الاعتماد على الاجانب. والمؤكد انه في مثل هذه الاحوال يجب ان نكون مستقلين. ولذا فإن نوعية الاسلام الذي نعرضه هو الاسلام الذي يؤدي بنا الى الاستقلال. ولكي نظل في الصورة يجب ان نكون اقوياء. ولكي نكون اقوياء نحتاج الى التقدم، والتقدم قائم على العلوم والانجازات التكنولوجية.. كما هو قائم على تطورات اخرى. ويجب علينا تمهيد الطريق لمثل هذا التقدم وهذه التنمية في مجالات مختلفة. وهذا ما نهدف الى تحقيقه. ومما لاشك فيه ان تحقيق اهدافنا يتم بايجاد نظام حكم مثالي قائم على ارادة الشعب كما هو قائم على القيم الاخلاقية.
ونحن نواجه مشاكل.. العديد من المشاكل، ولكن بغض النظر عنها نؤكد اننا حققنا تقدما جيدا في مجتمعنا، واعتقد ان تبني الثورة الاسلامية يمكن ان يؤدي الى نموذج جيد لكل الدول التي ترغب في الحفاظ على دينها، ولكن في الوقت ذاته تتحرك نحو مزيد من الديمقراطية والحرية.
* اذن حكم طالبان ليس النموذج الذي تتبعونه في ايران؟
ـ اسمحي لي بالحديث عن المفاهيم وليس الجماعات او الافراد. لقد تحدثنا عن كيفية تقسيرنا لفهمنا للدين والديمقراطية، فهناك طريقتان للنظر الى الدين: واحدة تمثل المنطلق المتطرف وضيق الافق للدين، وهو غير انساني، والثانية هي تفسير الاسلام القائم على الحكمة. وكما أراد الله لنا كلنا من مسيحيين ويهود ومسلمين، يمكن لكل انسان ان يفسر الدين بطريقة حرة قائمة على الحكمة وبُعد النظر، لحماية ديننا، بالاضافة الى نشر السلام في منطقتنا بإذن الله.
* وهل يمكن ان تشرح لنا وجهة نظرك بالنسبة لمستقبل افغانستان؟ هل يوجد دور لطالبان وللملك ظاهر شاه؟
ـ افغانستان موضوع في غاية التعقيد.. فلسنوات عديدة كنا نحذر المجتمع الدولي بخصوص الموقف هناك، ليس فقط للبلد ذاته بل ايضا لشعبها والمشاكل التي ستثار من هذا المكان من العالم بالنسبة لنا. ولكن تم تجاهل الامر وما نزال مستمرين في تحذيرنا. ونقول ان العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد افغانستان ستؤدي الى مزيد من المعاناة والالم للشعب الافغاني ولن تؤدي الى النتائج التي نسعى اليها بعد الهجوم المأساوي الارهابي في 11 سبتمبر الماضي. ويوجد الكثير من التعاطف مع محاربة الارهاب، ولكن اذا كانت معاناة والم الشعب الافغاني سيستمران نتيجة للحرب، فإن هذا التعاطف ربما يضعف تدريجيا، وربما يستغل الارهابيون ذلك.
وعندما نتحدث عن افغانستان نفكر في عمليتين، الاولى: هي العملية الرئيسية، وتتمثل في تمهيد الطريق لابناء شعب افغانستان من جميع الجماعات والاقليات العرقية للمشاركة في صنع قرارات مستقبل بلادهم وتشكيل ادارة قائمة على رغبة الشعب. ولكن نحن نتحدث عن شعب يعاني، ويتألم ومشرد... وربما لا يكون على استعداد للمشاركة في هذه العملية في ذلك الوقت.
ونؤمن باهمية فترة انتقالية يرتبها المجتمع الدولي تحت رعاية واشراف الامم المتحدة، لكي تتمكن كل الجماعات في افغانستان، اعتمادا على تمثيلها ووزنها في المجتمع من المشاركة في الحكومة الانتقالية، وهذه الحكومة، واسمحي لي بتسميتها النظام الانتقالي، ستمهد الطريق للمشاركة النهائية للشعب الافغاني.
وآمل ايضا في ضرورة منع الذين اعتدوا على هذا الشعب الفقير، والذين خلقوا مثل هذا الالم وهذه المعاناة، لكن الامر المهم هو عدم فرض الحكومة النهائية في افغانستان من قبل قوى خارجية. ويجب ان تكون حكومة تشارك فيها جميع الاتجاهات والاقليات العرقية، ونأمل ان يشهد الشعب الافغاني بعد عشرين سنة من التشرد والفقر والقهر والحرب والعدوان، السلام والاستقرار في هذا البلد، في وقت قريب، من اجل شعب افغانستان ومن اجلنا كجيران لهذا البلد.
لقد عانينا كثيرا بسبب الاوضاع في افغانستان في ما يتعلق بتهريب المخدرات والامن، ولذا فإنني اتطلع الى هذا السلام والامن.
* تؤيدون الحملة العسكرية للتحالف الشمالي في أفغانستان، وتمدونهم بالمال والسلاح والمستشارين..والحملة العسكرية الاميركية تعمل مع التحالف الشمالي ايضا... هل يمكن ان تصف بالتفصيل مساعدتكم للتحالف الشمالي؟ الستم مشاركين في العمل العسكري؟
ـ تعلمين ان لافغانستان حكومة شرعية مؤقتة في الوقت الراهن، والتحالف الشمالي عضو في الامم المتحدة ويرأسها برهان الدين رباني، ولديه بعثات دبلوماسية في عدد من الدول. واذا كانت هناك علاقات فهي علاقات بيننا وبين حكومة شرعية.
وعندما يتعلق الامر بمستقبل افغانستان، نحتاج الى ان نكون اكثر شمولا مما نحن عليه الان. ونحن لا ننكر اننا وبقدر استطاعتنا، واعتمادا على امننا ومصالح شعب افغانستان، نتعاون مع التحالف الشمالي. واعتقد بحدوث تقارب بيننا في عدد من القضايا. ونأمل ان يكون في استطاعتنا تحويل ذلك الى تشكيل حكومة انتقالية اكثر قبولا. ومن الواضح ظهور بعض الخلافات في الاراء حول طبيعة هذه الحكومة الانتقالية. وخلال مفاوضات ندوة 6 + 2 (ندوة اعدتها الامم المتحدة بخصوص افغانستان)، بالاضافة الى مفاوضتنا مع الامم المتحدة ومع مندوبها، حاولنا الوصول الى اجماع حول مستقبل افغانستان، واستمر تعاوننا مع كل الدول المهتمة بمستقبل افغانستان، ولذا فنحن نتطلع الى مزيد من التعاون الشامل في هذا المجال.
* ولكنك لا تنفي مشاركة ايران في الحملة العسكرية في اطار تأييدكم للتحالف الشمالي؟
ـ بالطبع الصراع العسكري هناك بين جماعات متعددة في افغانستان، واعتقد ان العديد من البلدان حاولت المشاركة والتدخل في شؤون هذا البلد. ولكننا لم نشارك، بأي طريقة، مباشرة في العمل العسكري مع اي جماعة في افغانستان.
* اذا نظرتم الى افغانستان، فانكم والولايات المتحدة تؤيدان تحالف الشمال، وتعارضان طالبان.. وتجلسان معا.. ودبلوماسيو البلدين يجلسون معا في جنيف ويناقشون التخطيط لمستقبل افغانستان... هل يعني ذلك انكم تتحركون نحو حوار موسع مع الولايات المتحدة؟
ـ في الوقت الراهن اهم موضوع هو موضوع افغانستان، وربما الموضوع الاكثر اهمية الذي ادى الى الهجوم العسكري ضد افغانستان، وهي الهجمات البربرية في 11 سبتمبر التي ادناها. والامر الذي يهمنا الان هو العثور على وسائل اكثر منطقية لمحاربة الارهاب، ولا نريد اللجوء الى اعمال ربما تؤدي في النهاية الى مساعدة الارهابيين بطريقة تمكنهم من استغلالها. كما نعتقد بضرورة وقف العمليات العسكرية ضد افغانستان في اقرب وقت ممكن في الوقت الذي نحتاج فيه الى اجماع عالمي بالعثور على وسائل مواجهة الارهاب، واسبابه الجذرية. ويمكن القيام بذلك باتفاق مشترك، ولذا فإن افغانستان هي القضية الاساسية. وعلينا ان نحرر شعب افغانستان من المعاناة والالم، ونأمل في رؤية حكومة قابلة للحكم في هذا البلد، حكومة مستقرة، ونأمل ان نبذل قدر استطاعتنا في هذا المضمار.
* بعض اعضاء برلمانكم طالبوا بحوار وتطبيع للعلاقات مع الولايات المتحدة.. كيف ترى تطور العلاقات مع واشنطن في ظل ادارة الرئيس الحالي جورج بوش؟
ـ سؤالك مكرر ومن الطبيعي، مع عدم تغيير الموقف تغييرا شاملا، فإن الاجابة على هذا السؤال ستكون مكررة ايضا.. ولا اعتقد ان ذلك سيرضي قراءك.
* بصفتك صحافي سابق.. أنت تعرف متطلبات القراء؟
ـ تعلمين جيدا ان هناك اسبابا تاريخية للخلافات بين ايران والولايات المتحدة، ونريد تغيير هذا المناخ، وبالتالي نحتاج الى مواجهة المشاكل ايضا. في مقابلة صحافية سابقة قلت اننا نحتاج الى اتخاذ خطوات عملية، اذ لم تكن الولايات المتحدة هي الضحية بل ايران. ولذا فإن من حقنا توقع مشاهدة التغييرات وخطوات عملية في ما يتعلق بهذا الامر، وايضا نسعى الى تطبيق تلك التغييرات.
والى ان يحين ذلك، ربما لا تشعر بلادنا وحكومتنا بالاستعداد للمخاطرة بشيء اخر.
خلال مقابلة صحافية قبل حضورك، قلت ان الادارة الاميركية السابقة اتخذت بعض الخطوات الايجابية، واذا استمرت تلك الخطوات بطريقة ما، قد تكون ذات مردود ايجابي على علاقتنا. وذكرت الادارة السابقة بوضوح انهم في ما يتعلق بإيران، ارتكبوا اخطاء وان سياستهم كانت خاطئة. لكنهم لم يذكروا بوضوح انهم ايدوا بل قادوا انقلاب عام 1953 في ايران، كما لم يعبروا بوضوح عن دورهم في الحرب الايرانية ـ العراقية، ولم يذكرو بوضوح حديثهم عن العقوبات الاقتصادية. ولكن التوقعات هي ان التصريح بأن السياسة الاميركية نحو ايران والشرق الاوسط كانت خاطئة هي خطوة اولى. هذه الخطوة الاولى يتوجب ان تعقبها خطوات عملية، وهو الامر الذي لم يحدث لسوء الحظ، ونحن ما نزال نتعرض الى نفس الضغوط ونشاهد نفس الاتهامات ضد ايران.
من الواضح انه لكي لا يكون سؤالك مكررا ولكي لا تكون اجاباتي مكررة، ولكي لا يمل قراؤك، يجب ان تتغير الظروف لكي نقول اشياء جديدة، ولذا فعليهم اضافة الجديد بأن سياسة الولايات المتحدة نحو ايران والشرق الاوسط خاطئة وسيكون ذلك خطوة عملية.
ولسوء الحظ لم تطبق تلك الخطوة بعد.. نحن نحتاج الى مزيد من ذلك، ولكن ما نشاهده بدلا من ذلك هو نفس الضغوط، ونفس الاتهامات ضد ايران. فلكي لا نكرر السؤال والاجابة نحتاج الى تغيير الموقف ..لكي يمكننا الحديث عن اشياء جديدة.

* تزعم الولايات المتحدة ان ايران دولة ترعى الارهاب... ما هو ردكم على هذا الاتهام؟ ـ هذه واحدة من مظالم الولايات المتحدة ضدنا، وإحداث تغيير في العلاقات بيننا يتطلب بالضرورة تغييرا في هذه النظرة.. وعلى عكس ما تقوله الولايات المتحدة، فإن ايران من اكبر ضحايا الارهاب... انهم يهاجموننا ويستهدفوننا وقد عانينا الكثير من الارهاب. ونعتقد كذلك ان هناك نوعا من ارهاب الدولة، بضعة حكومات فقط هي التي تقول اننا نقتل معارضينا، ونعرف ان مثل هذه الاشياء يمكن ان تحدث، فهي اشياء تحدث في العالم، وفي نفس الوقت، فإن الكثير من هذه الحكومات شرعي، وهي حكومات تجد تأييدا من الغرب وتتهمنا نحن بدعم الارهاب وارهاب الدولة. اتمنى ان نصبح قادرين على تغيير هذه التصورات. هل سمعت بدولة تتهمنا رسميا باغتيال معارضينا في الوقت الذي تغتال فيه هذه الدولة معارضيها بصورة يومية؟ نشاهد ذلك، للاسف، على نحو يومي في اسرائيل. رغم ذلك تجد هذه الحكومات والحركات القبول والتأييد. وفي نفس الوقت تصبح الدول التي تعاني من الارهاب محل اتهام بدعم الارهابيين وممارسة الارهاب. ونتمنى ان تتغير هذه العقلية، وعند ذلك سنرى بالفعل تغييرات عملية.
* مع كل الاحترام لحديثك اليوم، تقول انك اقترحت عقد اجتماع لقادة الدول بغرض مكافحة الارهاب، ومع ذلك فإن ثمة ادعاءت بان العديد من قادة الجماعات الارهابية اما يعيشون في ايران في الوقت الراهن، او انهم كانوا يعيشون فيها في السابق، من ضمن هؤلاء احمد ابراهيم المغسل وحسن عز الدين وعلي عطوة وعماد مغنية. وكتب اليك الرئيس السابق بيل كلينتون خطابا طلب منك فيه المساعدة في القاء القبض على المتورطين في التفجير الذي اودى بحياة 19 عسكريا اميركيا في الخبر بالمملكة العربية السعودية..فهل من الممكن ان تشرح لنا السبب في امتناع ايران عن تسليم هؤلاء؟
ـ بوصفي رئيسا للجمهورية الاسلامية الايرانية اود ان اعلن هنا ان الدولة لن تسمح لافراد او جماعات لها صلة بالارهاب بدخول ايران. القائمة التي ذكرتها تحتاج الى دليل لإثبات ان هذه الاسماء متورطة في اعمال ارهابية، فمجرد وصف هؤلاء بالارهابيين لا يعني انهم ارهابيون. نحن ايضا بوسعنا ان نزعم تورط الكثير من الافراد والجماعات في الارهاب، الا ان المهم في الامر هو الدليل الذي نقدمه. الاسماء الواردة في القائمة التي ذكرتها لا تقيم في ايران، ونعتقد ان لدينا مسؤولية تجاه المشاركة في أي تحالف دولي ضد الارهاب تحت رعاية الامم المتحدة على اساس تعريف منطقي وعادل للارهاب. الاقتراح الذي اود التقدم به هو تكوين "منظمة الامم المتحدة" لتحالف سلام قائم على العدل ليحل محل تحالف الحرب. اعتقد ان الارهاب نفسه نوع من الحرب، الحرب لا تفرز سوى الحرب، يجب ان نجد سبلا اخرى لوضع نهاية للحرب، اذا ظلت ايران ضحية للارهاب وليست مساندة له. اما في ما يتعلق بخطاب كلينتون الذي ذكرته، فأود القول هنا ان لا صلة لايران بحادث التفجير الذي وقع في مدينة الخبر. الطرف الآخر في هذا الجانب هو المملكة العربية السعودية، التي قالت ايضا ان مزاعم الولايات المتحدة في هذا الشأن لا يسندها دليل. فايران ليست متورطة في ذلك الهجوم ولا تعرف الاشخاص المتورطين فيه.
المتورطون في هذا الهجوم ليسوا في ايران وتأكدوا اننا اذا وجدنا ارهابيين، فسنحاربهم.&

* سيادة الرئيس، لماذا يجد خطاب شخص مثل اسامة بن لادن صدى في الشارع الاسلامي؟
ـ لا اعتقد ان خطاب اسامة بن لادن يجد صدى قويا في العالم الاسلامي، فالرأي العام في العالم الاسلامي بصورة عامة يريد السلام والامن والاستقرار والحق في الدفاع عن الدين والحرية، وطالما يوجد قمع وكبت، وطالما يتعرض الناس للاهانة ولا احد يتجاوب مع معاناتهم، فسيكون هناك شعور بداخل من يتعرضون للقمع والكبت والاهانة يجعلهم يستسلمون للافكار والآراء المتطرفة. لذا يجب علينا جميعا معالجة الاسباب مثل ازالة الفقر، ومساعدة الناس في معاناتهم وآلامهم. اذا ساعدنا هؤلاء، فسيصبح بوسعنا مساعدة الانسانية.
اما اذا لم نفعل ذلك فسيوجد هناك من يشكلون خطرا على انفسهم.. وعلى الانسانية نفسها، لذا فإن ما يحدث خطر يواجهنا جميعا. .نحن في حاجة الى ازالة التطرف من كل الاتجاهات، كما اننا في حاجة الى محاربة الفقر والحاجة والظلم والقهر حتى نقضي على أي مساحة يمكن ان ينمو فيها التطرف.
* وهل لايران دور في محاربة رسالة الكراهية باسم الاسلام؟
ـ طالما ليس من الممكن ان تستخدم الحملات الصليبية كمبرر لوجهة النظر القائلة ان المسيحية هي سبب الحرب، فلا يجب ان تلقى مسؤولية ما يحدث في ايرلندا واقليم الباسك على المسيحية. فاذا كانت هناك حركات متطرفة وحركات ارهاب في العالم، لا يجب ان تنسب هذه الحركات بالضرورة الى الاسلام... الاسلام دين قائم على اساس رسالة اساسها سلام البشرية.
اعتقد ان ثمة اياد قذرة متورطة تحاول الاصطياد في الماء العكر، وتريد هذه الايادي ان تؤجج المشاعر في الغرب ضد العالم الاسلامي وضد المسلمين في دول الغرب، لذا يجب ان نكون متيقظين تماما لمنع حدوث نزاع بين الحضارات والاديان ونشر الكراهية. يجب ان نمنع انتشار الكره الناتج عن تصورات خاطئة، كما يجب ان نعيد تركيز اهتمامنا على الذين يروعون البشرية.
* ماذا تريدون ان تفعل ادارة الرئيس جورج بوش في الشرق الاوسط لمنع حدوث نزاع فيه؟
ـ ليس هناك حل آخر للقضية الفلسطينية سوى الاعتراف الرسمي بحقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين لاراضيهم وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. لا بد من الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، بصرف النظر عما اذا كانوا يهودا او مسلمين او مسيحيين، لتقرير مستقبلهم وتمتعهم بحق العيش والامن. اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كافة هو السبيل الرئيسي للسلام في الشرق الاوسط.
اتمنى ان تكون المحصلة النهائية للتطورات الاخيرة وما قيل في الآونة الاخيرة نتائج ايجابية، واعني ما قالته الولايات المتحدة والغرب حول ضرورة اعطاء المزيد من الاهتمام لفلسطين والشعب الفلسطيني. أتمنى كذلك ان تكون هذه الاحاديث "استراتيجية فعلية وليست مجرد تكتيكات مرحلية. وفي كل الاحوال، فإن عدم الاعتراف باللاجئين والمقهورين والذين يتعرضون للذل، فإنلن يوجد حلا لمشاكل المنطقة.

* هل يتفق ذلك مع وجود دولة اسرائيل؟
ـ نحن لا نعترف باسرائيل ونعتقد ان ارض فلسطين اغتصبت، لكن الامر متروك للشعب الفلسطيني نفسه لكي يقرر ما يجب فعله. اعتقد كذلك ان ما يقرره الشعب الفلسطيني بنفسه يجب ان يكون مقبولا من العالم ككل.
* موقف ايران تجاه اسرائيل قائم على معارضة وجودها في الاساس.. بعض الاكاديميين الايرانيين تحدث في الآونة الاخيرة عن ضرورة ان تغير ايران موقفها لكي يكون اكثر انسجاما مع موقف بعض الدول العربية التي تعرض وقف احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية مقابل قبول حق اسرائيل في الوجود. هل تقبل ذلك؟
ـ لدينا نظرة تاريخية لهذه القضية وعلى وجه التحديد ازاء الكيفية والاحداث التي قادت الى قيام اسرائيل، أي القمع الواسع النطاق والقتل والارهاب وطرد الفلسطينيين من اراضيهم. لذا فمن هذا الجانب نعتقد ان الحكومة القائمة على اساس الارهاب والقتل ليست حكومة مقبولة.. وليست حكومة جيدة بالتأكيد. لم نتخذ مبادرات عملية في فلسطين واسرائيل، واقتراحنا على وجه التحديد هو ان للفلسطينيين واليهود والمسيحيين والمسلمين، سواء كانوا داخل فلسطين او طردوا من أراضيهم، لكلهم الحق في العودة الى اراضيهم، كما ان لهم الحق في اتخاذ القرارات الخاصة باراضيهم. وكما قلت فإن الكلمة الاخيرة للشعب الفلسطيني، ومن الطبيعي ان الشعب الفلسطيني اذا قبل مسألة بعينها، فإن بقية الدول ستقبلها ايضا.
* اذا قبل الفلسطينيون بحق اسرائيل في الوجود، هل سيكون ذلك مقبولا للحكومة الايرانية؟
ـ اذا قبل الشعب الفلسطيني بذلك، فإننا سنحترم رغباته، رغم اننا من وجهة النظر الاخلاقية، نعتقد ان الحكومة القائمة على اساس القهر والقمع ليست حكومة مقبولة.
* سيادة الرئيس، هل ستزور موقع "مركز التجارة العالمي" وهل لديكم رسالة لسكان نيويورك وانتم تزورون الولايات المتحدة؟
ـ رأيت "مركز التجارة العالمي" مسبقا.. وعندما شاهدت الاحداث المأساوية على شاشات التلفزيون شعرت بالحزن. كنت اول أو من اوائل الرؤساء الذين عبروا عن تعازيهم، كما نقلت كذلك تعازي الشعب الايراني للشعب الاميركي.. اصبنا بحزن عميق.
سأكون حزينا اذا زرت هذا الموقع، ومن الصعب ان يشاهد الشخص ما تسبب فيه الغضب، غضب الارهابيين دمر أرواح وحياة الكثيرين. هذا الغضب كان متطرفا الى درجة عدم العثور على جثث وبقايا الكثير ممن لاقوا حتفهم.. هذا شيء مثير للحزن.
واود ان انتهز هذه الفرصة لأنقل مجددا التعازي للشعب الاميركي ولاسر الناجين بمن في ذلك الايرانيون الذين فقدوا حياتهم في ذلك الحادث المأساوي. وارجو ان تكون حوادث 11 سبتمبر الاخيرة من نوعها، كما اتمنى ان نرى سلاما.
* هل لدى ايران دليل من خلال اجهزة مخابراتها على تورط اسامة بن لادن ومنظمة "القاعدة" في تلك الهجمات؟ وهل توافق على ان هؤلاء هم الجناة؟
ـ لم نتسلم دليلا واضحا او مكتوبا في هذا الشأن.. بعض الاعمال التي تنسب الى هذه المجموعة او تلك اعمال ارهابية بلا شك. اما في ما يخص هذه الاحداث، فليس لدينا دليل، بخلاف التكهنات والبيانات التي صدرت حول وجود بعض الادلة. لم نر هذه الادلة بأنفسنا، ولكن المجموعات المتطرفة التي تلجأ الى اعمال الارهاب وحل المشاكل بالاكراه تمثل نوع الاشخاص الذين يمكن ان يلجأوا الى الاعمال الارهابية مستقبلا... هذا مفهوم تماما.
خدمة "نيويورك تايمز" ـ خاص بـ"الشرق الأوسط"
&