&
&
&
كتب هشام ملحم : يلتقي المراقبون في واشنطن على القول ان التطورات العسكرية الأخيرة والمتلاحقة بسرعة في أفغانستان، تشكل نكسة سياسية ولكن محدودة لباكستان وتحديدا لنظام الرئيس برويز مشرف الذي جازف بمستقبله السياسي عندما تخلى عن نظام طالبان وانضم الى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، كما يرى هؤلاء ان الدول العربية وتحديدا السعودية ومصر وسوريا، هي من بين الأطراف <<الخاسرة>> لأنها لم تنضم بسرعة وبشكل أكثر <<فعالية>> الى التحالف المضاد <<للإرهاب>>، او لأنها اخفقت في شرح مواقفها للرأي العام الأميركي.
وفي المقابل، يرى هؤلاء ان إيران التي ارسلت الخبراء العسكريين الى قوات التحالف الشمالي، وروسيا التي زودت التحالف بالأسلحة، بالإضافة الى كل من طاجيكستان وأوزباكستان، قد عززت من مواقعها داخل أفغانستان. ويقول بعض المراقبين أيضا ان تأثير <<الشارع العربي>> قد انحسر وسوف يكون لذلك مضاعفات سياسية ونفسية مهمة على علاقات الولايات ببعض الحكومات في المنطقة.
وعلى الرغم من ان انحسار النفوذ الباكستاني في اعقاب الانتصارات التي حققها التحالف الشمالي، وفشل إسلام أباد في منع ذلك قد احرج الجنرال مشرف وربما عرضه لانتقادات وضغوط من الإسلاميين في بلاده وربما من بعض الضباط الكبار في الجيش، إلا ان مشرف يستطيع ان يقول ان الوضع في أفغانستان في حالة تغير مستمرة وبالتالي ما زالت هناك فرص أمام باكستان لتحسين وضعها مباشرة او من خلال قبائل البشتون. كما ان الجنرال مشرف يستطيع، برأي المراقبين والمسؤولين الأميركيين، ان يقول لمنتقديه في باكستان انه نجح بإحياء العلاقة الثنائية الوثيقة مع واشنطن، والتي كانت من ركائز السياسة الباكستانية الخارجية خلال حقبة الحرب الباردة، والتي ساعدت باكستان في الوقوف بوجه خصمها الاستراتيجي الرئيسي في المنطقة، أي الهند.
ويرى السفير السابق دافيد ماك، الذي يعمل في <<معهد الشرق الأوسط>> وهو اقدم مؤسسة ابحاث حول المنطقة في واشنطن، ان العلاقات الثنائية مع باكستان قد تغيرت كلها في الأسابيع القليلة الماضية، وان تعاون مشرف مع الحكومة الأميركية، قد أدى الى قلب المعادلة السابقة رأسا على عقب، ويضيف <<كنا في السابق ننتقد النظام العسكري في إسلام أباد، ونقول ان العقوبات ستبقى، وكنا نرفض حتى دعوة مشرف الى واشنطن. ولكن انظر الى التحولات الأخيرة. سياسيا رحب بوش بحرارة بالرئيس مشرف، وسوف تحصل باكستان على أكثر من مليار دولار كمساعدات اقتصادية، وألغينا كل العقوبات، واستؤنفت العلاقات العسكرية القديمة بين البلدين>> وهو ما يريده الكثيرون في المؤسسة الباكستانية، على الرغم من فشل مشرف في اقناع الرئيس بوش بإحياء صفقة طائرات اف 16 القديمة، والتي رفضت واشنطن توفيرها لباكستان لأنها لا تريد تأزيم علاقاتها في هذا الوقت مع الهند. ويرى ماك ان باكستان غير مرتاحة بالطبع للتطورات العسكرية في أفغانستان، ولكنه لا يعتقد انها اصيبت بنكسة كبيرة، او انها غير قادرة على تحسين وضعها داخل أفغانستان في المستقبل القريب.
ويرى مسؤولون أميركيون ان واشنطن تدرك بوضوح ان النفوذ الباكستاني العميق في أفغانستان وخاصة في أوساط البشتون، الذين يشكلون أربعين في المئة من مجموع سكان أفغانستان، لا يمكن تجاهله، وانها ستأخذ ذلك بعين الاعتبار خلال صياغة النظام البديل في كابول، على الرغم من ادراك واشنطن أيضا ان الدور الباكستاني خلال العقد الماضي، وخاصة منذ وصول طالبان الى الحكم في 1996 كان سلبيا، وان إسلام أباد اساءت استخدام هذا النفوذ.
ويرى ماك ان روسيا وإيران من أبرز الرابحين، لأن طهران استثمرت في التحالف الشمالي، وسقوط نظام طالبان يشكل انتصارا أساسيا لإيران. كما ان روسيا التي عانت من دور أفغانستان في تدريب وتسليح الثوار في الشيشان، ودور الحركات الإسلامية في أراضي حلفائها في طاجيكستان وأوزبكستان، ترى في التطورات الأخيرة تعزيزا لدورها ونفوذها في آسيا الوسطى وفي أفغانستان، كما ان التعاون مع أميركا في الحرب، قد تكون له فوائد أخرى على العلاقات الثنائية مع واشنطن، كما بدا خلال القمة الروسية الأميركية التي انتهت أمس.
ويرى جيفري كيمب، الباحث في مركز نيكسون للأبحاث في واشنطن، وواضع أكثر من دراسة عن إيران وآسيا الوسطى، ان الرابحين الكبار هم روسيا بالدرجة الأولى وبعدها إيران من النواحي السياسية والاستراتيجية. ويرى كيمب أن باكستان تجد نفسها في وضع محرج، وان الرئيس مشرف سيصبح في وضع أصعب إذا استمر القتال، وازدادت مشاعر التعاطف مع طالبان في الشارع الاسلامي في باكستان.
ويلتقي ماك وكيمب على القول إن الدول العربية لم تحسن من وضعها إن كان داخل أفغانستان أو في علاقاتها الثنائية مع واشنطن، لا بل ان وضعها يزداد صعوبة. ويقول ماك إن الدول العربية لم تسرع الى دعم واشنطن علنا أو التعاون معها دون تردد. ومع أن ماك يقول إن الحكومة الأميركية، تثمن علنا، موقف السعودية ودورها، <<إلا أن سمعة السعودية في الكونغرس أو الرأي العام قد تضررت، خاصة ان الرياض لم تشرح دورها وإجراءاتها بسرعة أو بفعالية أو بوضوح>> على الرغم من تعاونها مع السلطات الأميركية في تعقب مصادر تمويل تنظيم القاعدة، كما يرى ماك.
وأشار ماك الى أن السعودية سارعت بعد أيام من تفجيرات نيويورك وواشنطن، الى اتخاذ إجراءات قوية ضد المصارف والمؤسسات المالية التي يشتبه بأنها تستخدم لتوفير المال الى تنظيم القاعدة، <<ولكنها لم تسرع بشرح موقفها>>. وقارن ماك بين السرعة والفعالية التي تحرك فيها السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان في 1991 لشرح موقف بلاده في أعقاب غزو العراق للكويت، وبين تأخر الرياض في القيام بالدور نفسه في أعقاب التفجيرات، وبعدما تبين ضلوع تنظيم أسامة بن لادن فيها.
ويرى ماك أن مصر وسوريا أيضا قد خسرتا، لأنهما بدتا مترددتين في دعم الولايات المتحدة، ولأن الصحافة المصرية حفلت بالمواقف والانتقادات غير المبررة للسياسة الأميركية. ويرى ماك أن سوريا كان يمكن أن تقدم مساعدات استخباراتية أكثر لواشنطن، وكان يمكن أن تستخدم نفوذها مع حزب الله، لوقف مقاومته لإسرائيل في لبنان، بل لإقناعه بانتقاد الارهاب الدولي، والقول بأنه تنظيم لبناني مهتم فقط بتحرير أرض لبنان المحتلة، وعدم التعاون مع أي تنظيم آخر تعتبره واشنطن إرهابيا.
ويرى جيفري كيمب، أن السعودية قد أصيبت بنكسبة في واشنطن، بسبب التفجيرات والحرب، وانه سيمر بعض الوقت قبل أن تنجح بتحسين صورتها.
ويعتقد كيمب أن الحرب قد ألحقت نكسة كبيرة بما يسمى <<الشارع العربي>> الذي تبين أن الكثير من المعلقين والسياسيين في واشنطن وفي العالم العربي قد <<بالغوا بتأثيره وقدرته على تخويف الأنظمة العربية وحتى صناع القرار في واشنطن>>.
ويضيف كيمب <<ما حدث في أفغانستان هو انتصار كبير للقوة العسكرية الأميركية، وسوف يكون لذلك تأثير كبير، ليس فقط على السياسة الأميركية في المنطقة، بل أيضا على كل ما له علاقة بالشارع العربي أو الدبلوماسية العامة أو الحرب الدعائية، وإن كنا في هذه المرحلة لا نستطيع أن نعطي تقييما كاملا لهذه المتغيرات>>.(السفير اللبنانية)
وفي المقابل، يرى هؤلاء ان إيران التي ارسلت الخبراء العسكريين الى قوات التحالف الشمالي، وروسيا التي زودت التحالف بالأسلحة، بالإضافة الى كل من طاجيكستان وأوزباكستان، قد عززت من مواقعها داخل أفغانستان. ويقول بعض المراقبين أيضا ان تأثير <<الشارع العربي>> قد انحسر وسوف يكون لذلك مضاعفات سياسية ونفسية مهمة على علاقات الولايات ببعض الحكومات في المنطقة.
وعلى الرغم من ان انحسار النفوذ الباكستاني في اعقاب الانتصارات التي حققها التحالف الشمالي، وفشل إسلام أباد في منع ذلك قد احرج الجنرال مشرف وربما عرضه لانتقادات وضغوط من الإسلاميين في بلاده وربما من بعض الضباط الكبار في الجيش، إلا ان مشرف يستطيع ان يقول ان الوضع في أفغانستان في حالة تغير مستمرة وبالتالي ما زالت هناك فرص أمام باكستان لتحسين وضعها مباشرة او من خلال قبائل البشتون. كما ان الجنرال مشرف يستطيع، برأي المراقبين والمسؤولين الأميركيين، ان يقول لمنتقديه في باكستان انه نجح بإحياء العلاقة الثنائية الوثيقة مع واشنطن، والتي كانت من ركائز السياسة الباكستانية الخارجية خلال حقبة الحرب الباردة، والتي ساعدت باكستان في الوقوف بوجه خصمها الاستراتيجي الرئيسي في المنطقة، أي الهند.
ويرى السفير السابق دافيد ماك، الذي يعمل في <<معهد الشرق الأوسط>> وهو اقدم مؤسسة ابحاث حول المنطقة في واشنطن، ان العلاقات الثنائية مع باكستان قد تغيرت كلها في الأسابيع القليلة الماضية، وان تعاون مشرف مع الحكومة الأميركية، قد أدى الى قلب المعادلة السابقة رأسا على عقب، ويضيف <<كنا في السابق ننتقد النظام العسكري في إسلام أباد، ونقول ان العقوبات ستبقى، وكنا نرفض حتى دعوة مشرف الى واشنطن. ولكن انظر الى التحولات الأخيرة. سياسيا رحب بوش بحرارة بالرئيس مشرف، وسوف تحصل باكستان على أكثر من مليار دولار كمساعدات اقتصادية، وألغينا كل العقوبات، واستؤنفت العلاقات العسكرية القديمة بين البلدين>> وهو ما يريده الكثيرون في المؤسسة الباكستانية، على الرغم من فشل مشرف في اقناع الرئيس بوش بإحياء صفقة طائرات اف 16 القديمة، والتي رفضت واشنطن توفيرها لباكستان لأنها لا تريد تأزيم علاقاتها في هذا الوقت مع الهند. ويرى ماك ان باكستان غير مرتاحة بالطبع للتطورات العسكرية في أفغانستان، ولكنه لا يعتقد انها اصيبت بنكسة كبيرة، او انها غير قادرة على تحسين وضعها داخل أفغانستان في المستقبل القريب.
ويرى مسؤولون أميركيون ان واشنطن تدرك بوضوح ان النفوذ الباكستاني العميق في أفغانستان وخاصة في أوساط البشتون، الذين يشكلون أربعين في المئة من مجموع سكان أفغانستان، لا يمكن تجاهله، وانها ستأخذ ذلك بعين الاعتبار خلال صياغة النظام البديل في كابول، على الرغم من ادراك واشنطن أيضا ان الدور الباكستاني خلال العقد الماضي، وخاصة منذ وصول طالبان الى الحكم في 1996 كان سلبيا، وان إسلام أباد اساءت استخدام هذا النفوذ.
ويرى ماك ان روسيا وإيران من أبرز الرابحين، لأن طهران استثمرت في التحالف الشمالي، وسقوط نظام طالبان يشكل انتصارا أساسيا لإيران. كما ان روسيا التي عانت من دور أفغانستان في تدريب وتسليح الثوار في الشيشان، ودور الحركات الإسلامية في أراضي حلفائها في طاجيكستان وأوزبكستان، ترى في التطورات الأخيرة تعزيزا لدورها ونفوذها في آسيا الوسطى وفي أفغانستان، كما ان التعاون مع أميركا في الحرب، قد تكون له فوائد أخرى على العلاقات الثنائية مع واشنطن، كما بدا خلال القمة الروسية الأميركية التي انتهت أمس.
ويرى جيفري كيمب، الباحث في مركز نيكسون للأبحاث في واشنطن، وواضع أكثر من دراسة عن إيران وآسيا الوسطى، ان الرابحين الكبار هم روسيا بالدرجة الأولى وبعدها إيران من النواحي السياسية والاستراتيجية. ويرى كيمب أن باكستان تجد نفسها في وضع محرج، وان الرئيس مشرف سيصبح في وضع أصعب إذا استمر القتال، وازدادت مشاعر التعاطف مع طالبان في الشارع الاسلامي في باكستان.
ويلتقي ماك وكيمب على القول إن الدول العربية لم تحسن من وضعها إن كان داخل أفغانستان أو في علاقاتها الثنائية مع واشنطن، لا بل ان وضعها يزداد صعوبة. ويقول ماك إن الدول العربية لم تسرع الى دعم واشنطن علنا أو التعاون معها دون تردد. ومع أن ماك يقول إن الحكومة الأميركية، تثمن علنا، موقف السعودية ودورها، <<إلا أن سمعة السعودية في الكونغرس أو الرأي العام قد تضررت، خاصة ان الرياض لم تشرح دورها وإجراءاتها بسرعة أو بفعالية أو بوضوح>> على الرغم من تعاونها مع السلطات الأميركية في تعقب مصادر تمويل تنظيم القاعدة، كما يرى ماك.
وأشار ماك الى أن السعودية سارعت بعد أيام من تفجيرات نيويورك وواشنطن، الى اتخاذ إجراءات قوية ضد المصارف والمؤسسات المالية التي يشتبه بأنها تستخدم لتوفير المال الى تنظيم القاعدة، <<ولكنها لم تسرع بشرح موقفها>>. وقارن ماك بين السرعة والفعالية التي تحرك فيها السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان في 1991 لشرح موقف بلاده في أعقاب غزو العراق للكويت، وبين تأخر الرياض في القيام بالدور نفسه في أعقاب التفجيرات، وبعدما تبين ضلوع تنظيم أسامة بن لادن فيها.
ويرى ماك أن مصر وسوريا أيضا قد خسرتا، لأنهما بدتا مترددتين في دعم الولايات المتحدة، ولأن الصحافة المصرية حفلت بالمواقف والانتقادات غير المبررة للسياسة الأميركية. ويرى ماك أن سوريا كان يمكن أن تقدم مساعدات استخباراتية أكثر لواشنطن، وكان يمكن أن تستخدم نفوذها مع حزب الله، لوقف مقاومته لإسرائيل في لبنان، بل لإقناعه بانتقاد الارهاب الدولي، والقول بأنه تنظيم لبناني مهتم فقط بتحرير أرض لبنان المحتلة، وعدم التعاون مع أي تنظيم آخر تعتبره واشنطن إرهابيا.
ويرى جيفري كيمب، أن السعودية قد أصيبت بنكسبة في واشنطن، بسبب التفجيرات والحرب، وانه سيمر بعض الوقت قبل أن تنجح بتحسين صورتها.
ويعتقد كيمب أن الحرب قد ألحقت نكسة كبيرة بما يسمى <<الشارع العربي>> الذي تبين أن الكثير من المعلقين والسياسيين في واشنطن وفي العالم العربي قد <<بالغوا بتأثيره وقدرته على تخويف الأنظمة العربية وحتى صناع القرار في واشنطن>>.
ويضيف كيمب <<ما حدث في أفغانستان هو انتصار كبير للقوة العسكرية الأميركية، وسوف يكون لذلك تأثير كبير، ليس فقط على السياسة الأميركية في المنطقة، بل أيضا على كل ما له علاقة بالشارع العربي أو الدبلوماسية العامة أو الحرب الدعائية، وإن كنا في هذه المرحلة لا نستطيع أن نعطي تقييما كاملا لهذه المتغيرات>>.(السفير اللبنانية)
&
التعليقات