لندن ـ& بعد ان امضي ليل الجمعة ـ السبت في تونس محادثا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، فان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيتحادث لساعات قليلة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد ظهر السبت، ثم يطير الى الرباط.
وقالت مصادر قريبة من القرار الجزائري لـ"ايلاف" ان الرئيس الجزائري يأتي الينا الآن وفي جعبته ملفات عديدة وكثيرة ويريد ان يحسمها في ساعات محدودات".
وقالت ان القيادة الجزائرية ستستمع اليه فيما يحمله "ولكنها ستقرر موقفها في الوقت المناسب حول تلك المسائل"، واضافت انه "حين تتفق الجزائر مع باريس في قضية تخص مواجهة الارهاب، فانها ستتوقف كثيرا في ابداء رأي على نحو عشوائي وسريع لجهة مسألة حل قضية الصحراء الغربية".
واشارت المصادر الى ان الرئيس الفرنسي يحاول على ما يبدو اقناع القيادة الجزائرية بقبول طريق (الحل الثالث) لمشكلة الصحراء الذي يدعو الى قيام حكم ذاتي في تلك المنطقة تحت السيادة المغربية.
وهذا القرار هو ما كان قدمه وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر اثناء قيامه بمهمة المبعوث الدولي لمتابعة نزاع الصحراء.
ولمحت المصادر الجزائرية الى ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة سمع كلاما من هذا القبيل خلال زيارته قبل ثلاثة اسابيع الى واشنطن، ولكنه لم يعط رايا شافيا منتظرا ما يمكن ان تقرره القيادات الجزائرية الاخرى في هذا الشأن.
وتستضيف الجزائر على اراضيها ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية بزعامة محمد عبد العزيز، وجناحها السياسي والعسكري (البوليساريو).
وهذه الاستضافة ادت على مدى العقود الثلاثة الماضية الى تدهور ملحوظ في العلاقات بين البلدين العربين الجارين في شمال افريقيا.
وحول المغرب في الاوان الاخير من جانبه ترطيب الاجواء مع الجار الجزائري حيث اوفد العاهل المغربي الملك محمد السادس وزير داخليته الاسبوع الماضي الى الجزائر، كما انه ارسل شحنات اغاثة عبر جسر جوي للمساعدة في اغاثة المنكوبين بالعوامل الجوية الكارثية قبل اسبوعين.
على هذا الصعيد، تقول المصادر الجزائرية التي تحدثت الى "ايلاف" ان الرئيس الفرنسي يحاول ايضا في محادثاته مع المسؤولين الجزائريين اختراق التفاهم الذي جرى بين الجزائر وواشنطن في الاسابيع الاخيرة في تحالفهما لمواجهة الحركات الارهابية المتشددة.
واشارت الى ان الرئيس الفرنسي وهو مقبل على مرحلة انتخابية جديدة وطامع باصوات الجزائريين الفرنسيين على ارض بلاده سيحاول "تخفيف التوجه الجزائري الرسمي الذاهب بعيدا في التعامل واشنطن، والوصول الى مساومة تقضي بمحاولة النظام في الجزائر التحاور مع المتشددين الاسلاميين بدلا من شن الحرب عليهم بمعونة اميركية".
وقالت ان الرئيس شيراك سيؤكد للقادة الجزائريين على ان بلاده ستعمل "جنبا الى جنب معهم في مواجهة اية عمليات ارهابية تهدف الى اطاحة النظام السياسي القائم، مقترحا من خلال ذلك صيغة الحوار البناء والهادف لا استمرار المزيد من سفك الدماء".
وهذه هي اول زيارة لرئيس فرنسي للجزائر منذ زيارة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران في العام 1989 ، كما يذكر ان الرئيس الجزائري زار باريس بعد انتخابه قبل سنتين واجرى هناك مفاوضات عاد منها "خالي اليدين" حسب ما قالته بيانات جزائرية رسمية.
والى ذلك، فان شيراك سيتناول طعام الفطور الرمضاني على مائدة يقيمها على شرفه الرئيس بوتفليقة، ومن ثم يستقل طائرته متوجها الى الرباط.