مارتن انديك، كان سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل، وحسب معرفتي هو السفير الوحيد الذي احرج حكومته اكثر من اي سفير اميركي سبقه، وكان يصنف في تطرفه مثل غلاة القوميين الاسرائيليين. وحينها كان يصعب ان نفحص الاتهام، لا ندري فيما اذا كان السفير يعبر او يخلط بين رأيه وموقف حكومته. لكن منذ ان خرج من السلك الدبلوماسي صار ما يقوله يعبر عن رأيه في مركز بروكنجز للدراسات.
انديك خرج علينا بما لم يقله الاسرائيليون انفسهم في تبريره لفشل السلام، قال انه لن يكون هناك سلام الا ان يوافق الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي على الجلوس مع شارون. واذا كان الطرح يبدو ساذجا فان صاحبه قطعا ليس بالغبي، فهو يعرف جيدا تفاصيل الاشكالات القائمة في النزاع العربي ـ الاسرائيلي ويدرك ان حله تبريري لاسرائيل وتعجيزي للجانب العربي.
وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذا امر ممكن، رغم استحالته، فما الذي تستطيع ان تفعله السعودية اكثر مما فعله العرب الآخرون الذين جلسوا، راغبين او مضطرين، مع القيادات الاسرائيلية؟ بل ما الذي اضاف الى السلوك السياسي الاسرائيلي فتح مكاتب تمثيل دبلوماسية واقتصادية في كثير من العواصم العربية من اقصاها الى اقصاها من سلطنة عمان وقطر الى موريتانيا والمغرب؟ وما الذي يمكن ان يضيفه اجتماع عربي آخر، كالسعودية، الى لقاءات سبقتها من دول معنية مباشرة بالنزاع مثل الاردن ومصر؟
الحقيقة التي يعرفها انديك جيدا ان اسرائيل اليوم عاجزة، وبلا قيادة سياسية قادرة على ان تفعل ما فعله بيجن الذي وافق على سلام سيناء ورابين في سلام غزة. فها هو شيمون بيريس قد قال عن السلام اكثر مما قاله رابين، لكنه ظل مجرد موظف في حكومة رجل جاهل سياسيا مثل شارون، وفي الماضي كان الامر على العكس من ذلك، كان الجاهل عسكريا تحت امرة سياسي ذكي. الحقيقة المكملة في اسرائيل ان السياسيين صاروا يركضون وراء رجال الدين، وشارون، مثل الملا عمر، وان كانت لحيته حليقة ويسمح للنساء بالتعليم، متورط الى اخمص قدميه في ارضاء الجماعات الاسرائيلية المتطرفة لأنه بنى وجوده عليها. ان امثال شارون والملا عمر قد يكونون قادة عسكريين اكفاء في محيطهم المحلي لكن هذا لا يجعلهم ساسة محنكين.
جاء انديك يريد ان يبرر لشارون ما عجز الاسرائيليون عن تبريره ولا تستطيع اصلاحه كل شركات العلاقات العامة العالمية، فالمشكلة ليست في صورة شارون بل فيه رأسه. يرمي انديك حبلا لانقاذ شارون عندما يدعي انه لا يحل النزاع سوى ان يجلس شارون مع القيادة السعودية، راغبا في انقاذه من ورطته بالهروب الى الامام. لكن ليس لاسرائيل من خلاص من رمال العنف المتحركة الا بحل واحد هو انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية والسورية والقبول بدولة فلسطينية. اما البحث عن مزيد من تبادل اللقاءات والمكاتب والدبلوماسيين فهو مجرد اطالة لمرض اسرائيل وعذابات الفلسطينيين.(الشرق الأوسط اللندنية)
انديك خرج علينا بما لم يقله الاسرائيليون انفسهم في تبريره لفشل السلام، قال انه لن يكون هناك سلام الا ان يوافق الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي على الجلوس مع شارون. واذا كان الطرح يبدو ساذجا فان صاحبه قطعا ليس بالغبي، فهو يعرف جيدا تفاصيل الاشكالات القائمة في النزاع العربي ـ الاسرائيلي ويدرك ان حله تبريري لاسرائيل وتعجيزي للجانب العربي.
وحتى لو سلمنا جدلا بأن هذا امر ممكن، رغم استحالته، فما الذي تستطيع ان تفعله السعودية اكثر مما فعله العرب الآخرون الذين جلسوا، راغبين او مضطرين، مع القيادات الاسرائيلية؟ بل ما الذي اضاف الى السلوك السياسي الاسرائيلي فتح مكاتب تمثيل دبلوماسية واقتصادية في كثير من العواصم العربية من اقصاها الى اقصاها من سلطنة عمان وقطر الى موريتانيا والمغرب؟ وما الذي يمكن ان يضيفه اجتماع عربي آخر، كالسعودية، الى لقاءات سبقتها من دول معنية مباشرة بالنزاع مثل الاردن ومصر؟
الحقيقة التي يعرفها انديك جيدا ان اسرائيل اليوم عاجزة، وبلا قيادة سياسية قادرة على ان تفعل ما فعله بيجن الذي وافق على سلام سيناء ورابين في سلام غزة. فها هو شيمون بيريس قد قال عن السلام اكثر مما قاله رابين، لكنه ظل مجرد موظف في حكومة رجل جاهل سياسيا مثل شارون، وفي الماضي كان الامر على العكس من ذلك، كان الجاهل عسكريا تحت امرة سياسي ذكي. الحقيقة المكملة في اسرائيل ان السياسيين صاروا يركضون وراء رجال الدين، وشارون، مثل الملا عمر، وان كانت لحيته حليقة ويسمح للنساء بالتعليم، متورط الى اخمص قدميه في ارضاء الجماعات الاسرائيلية المتطرفة لأنه بنى وجوده عليها. ان امثال شارون والملا عمر قد يكونون قادة عسكريين اكفاء في محيطهم المحلي لكن هذا لا يجعلهم ساسة محنكين.
جاء انديك يريد ان يبرر لشارون ما عجز الاسرائيليون عن تبريره ولا تستطيع اصلاحه كل شركات العلاقات العامة العالمية، فالمشكلة ليست في صورة شارون بل فيه رأسه. يرمي انديك حبلا لانقاذ شارون عندما يدعي انه لا يحل النزاع سوى ان يجلس شارون مع القيادة السعودية، راغبا في انقاذه من ورطته بالهروب الى الامام. لكن ليس لاسرائيل من خلاص من رمال العنف المتحركة الا بحل واحد هو انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية والسورية والقبول بدولة فلسطينية. اما البحث عن مزيد من تبادل اللقاءات والمكاتب والدبلوماسيين فهو مجرد اطالة لمرض اسرائيل وعذابات الفلسطينيين.(الشرق الأوسط اللندنية)
&
التعليقات