&
سامنثا شيلدز: قال محللون ان قرار روسيا خفض صادراتها من النفط بمقدار 150 ألف برميل يوميا يمثل في جزء منه خدعة للأسواق ولمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إذ ان شحنات التصدير تتراجع على أي حال في فصل الشتاء.
وأضافوا انه حتى الشركات المحلية التي عارضت الخفض لا يجب ان تشعر بالقلق إذ ان ارتفاع أسعار النفط سيخدم الجميع في المدى الطويل.
وقال جيمس فينكنر كبير المحللين في ترويكا ديالوج في موسكو "روسيا لعبت هذه اللعبة بطريقة صحيحة تماما فلو انها قالت قبل ستة أسابيع انها ستخفض إنتاجها موسميا لكانت "أوبك" قد طلبت خفضا اكبر".
ووافقت "أوبك" على خفض إنتاجها بنسبة 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) لكن بشرط ان يخفض منتجون من خارج المنظمة إنتاجهم بمقدار 500 ألف برميل يوميا. ومارس وزراء من "أوبك" ضغوطا بشكل خاص على روسيا للانضمام لخطة دعم أسعار النفط المتداعية.
وتتراجع صادرات روسيا في فصل الشتاء بسبب تجمد موانئها في أقصى الشمال وارتفاع الطلب على وقود التدفئة في سيبيريا.
وقال المحللون ان الصادرات الروسية تراجعت في شهري كانون الثاني و شباط (يناير وفبراير) من هذا العام بما بين 150 و200 ألف برميل يوميا.
وقال ستيفن اوسوليفان مدير الأبحاث في مجموعة يونايتد فينانشال "الربع الثاني سيكون فترة الاختبار عندما ترتفع الصادرات الروسية مرة أخرى وسيتضح انه لم يحدث خفض حقيقي".
وانقسمت أراء شركات النفط الروسية الكبرى فيما يتعلق باستعدادها للخفض اذ تشعر الشركات التي تخطط لزيادة كبيرة في الإنتاج بالرضى عن الأسعار المنخفضة في حين تنحاز الشركات التي لا تعتزم القيام بتوسعات كبيرة إلى رأي "أوبك" الداعم للخفض.
وكانت شركة يوكوس ثاني اكبر شركة في البلاد هي الأشد معارضة للخفض في حين أيدته لوك اويل اكبر شركة نفط في البلاد وتايمن ثالث اكبر شركة.
وقال جيمس هندرسون من رنيسانس كابيتال "يوكوس ستكون المستفيد الأكبر من الأسعار المنخفضة إذ سيوفر لها ذلك فرصة التوسع سواء في السوق المحلية أو الخارجية".
واوضح ان سيولة تبلغ أربعة مليارات دولار لدى الشركة في البنوك وانخفاض تكلفة التشغيل تجعلها في وضع يؤهلها لخوض حرب أسعار مع "أوبك".
واضاف ان لوك اويل لديها تكلفة تشغيل مرتفعة ومتطلبات رأسمالية ضخمة مما يعني أنها ستعاني في ظل الأسعار المنخفضة للنفط.
ومضى يقول "ايدت شركتا تي.ان.كيه وتاتنفت كذلك خفض الإنتاج اذ ان كل منهما ترزح تحت وطأة دين كبير... وفي حالة انهيار أسعار النفط قد تواجه الشركتان صعوبات في سداد الديون وتنفيذ برامجها الاستثمارية".
وتابع هندرسون ان شركة سيبنفت ستستفيد من ارتفاع الأسعار وان شركة سورجوتنفتجاس قد تتحمل الأسعار المنخفضة.
وقال فينكنر انه بشكل عام فان استعداد روسيا الظاهر للاستجابة لـ"أوبك" رسالة بأنها ستعمل على دعم النمو العالمي من دون ان تعطي الكثير.
وذلك من شأنه جذب استثمارات جديدة لروسيا ودعم صورتها الجديدة كمنطقة استثمار آمنة.
وقال فانكنر "من وجهة نظر مدير استثمارات تبدو روسيا تسير في اتجاه إيجابي سياسيا واقتصاديا وعلى صعيد الإصلاح".
وقال هندرسون انه يتوقع ان يزيد متوسط صادرات روسيا من النفط خلال العام 2002 إلى 3.9 مليون برميل يوميا من 3.2 مليون برميل يوميا حاليا.
وقال اوسوليفان كذلك ان المسؤولين الروس لمحوا إلى زيادة إجمالية بنسبة ثلاثة في المائة في الصادرات العام 2002 .
ولم تتباين أسعار اسهم الشركات بدرجة كبيرة بعد صدور القرار الروسي الأربعاء. فارتفع سهم لوك اويل 0.69 في المائة إلى 11.680 دولار في حين هبط سهم يوكوس 1.1 في المائة إلى 4.421 دولار وتراجع سهم سيبنفت 0.39 في المائة إلى 0.6525 دولار.
وتراجع سهم سورجوتنفتجاس 0.89 في المائة إلى 0.2790 دولار وهبط سهم تاتنف 1.4 في المائة إلى 0.4930 دولار.
(وكالة رويترز)