كابول - بعد شهرين بالتحديد من بدء الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان، استسلمت حركة طالبان الجمعة لكن زعيمها الاعلى الملا محمد عمر والمتطرف الاسلامي اسامة بن لادن لا يزالان مختفيين.&
وسقطت قندهار (جنوب) معقل طالبان حيث كان يقيم الملا عمر، في ايدي المجاهدين المناهضين لطالبان بموجب اتفاق ابرمه الزعيم الباشتوني المؤيد للملكية حميد قرضاي الذي عين رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية الافغانية المقبلة.
واعلنت وزراة الدفاع الاميركية من جهتها ان المعارك تواصلت اليوم الجمعة حول قندهار (جنوب افغانستان) وان الوضع في المدينة لا يزال غامضا رغم المعلومات عن استسلام طالبان.&وقالت المتحدثة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك "تدور معارك قرب قندهار وفي محيطها" من دون ان تقدم المزيد من التفاصيل.
&واكدت المتحدثة مشاركة قوات اميركية في معركة تمكنت خلالها عناصر المارينز من تدمير قافلة لطالبان والقاعدة ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص.&
وفي شرق البلاد، يواصل مقاتلو شبكة القاعدة الارهابية بزعامة اسامة بن لادن مقاومة المجاهدين لكن احتمال وجود بن لادن في سلسلة المغاور والانفاق المحفورة في الجبال يبدو غير مرجح.
&ويبدو ان الملا عمر الذي اعلن اخيرا لمناصريه قرب القضاء على الولايات المتحدة، نجح في الفرار من قندهار قبل وصول قوات المعارضة.
&وذكرت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية اليوم الجمعة ان القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر اختفى من قندهار (جنوب افغانستان) في حين فقدت قوات الميليشيا الاسلامية السيطرة على هذه المدينة.&واعلن حاجي بشير احمد عضو المجلس المحلي الذي استولى على السلطة في قندهار اليوم الجمعة بينما كانت عناصر طالبان تستسلم او تنسحب من المدينة، ان الملا عمر اختفى بعد التفاوض على انتقال السلطة.
&وقال احمد في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية للوكالة الاسلامية الافغانية ان "الملا محمد عمر ليس في قندهار والمجلس الوطني (المجلس المحلي) لا يعرف مكان وجوده. لقد توجه الى مكان مجهول".&
ولكن الناطق باسم الائتلاف المناهض للارهاب في اسلام اباد الاميركي كنتون كيث لا يزال مقتنعا بان الملا عمر لا يزال في قندهار واعلن اليوم الجمعة ان قوات افغانية محلية على وشك القبض عليه.
&واعتبر الزعيم الباشتوني حميد قرضاي اليوم الجمعة ان القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر لم ينبذ الارهاب وسيتحمل مسؤولية علاقاته المحتملة مع الارهابيين.
&وقال قرضاي لشبكة "سي ان ان" الاميركية انه "خلال الشهر الماضي، طلبت منه نبذ الارهاب وادانة اعمال العنف المرتبطة بالارهاب في افغانستان والولايات المتحدة وبقية انحاء العالم".&واضاف "لم يقم بذلك، الليلة الماضية كانت اخر فرصة له لنبذ الارهاب قبل تسليم السلطة. لم يفعل ويجب ان يتحمل مسؤولية علاقاته بالارهاب".
&غير ان كيث ابدى تشكيكه حيال سقوط قندهار وقال "لسنا متاكدين من انتقال السلطة في قندهار" .&
واكد في اسلام اباد ان الطائرات الاميركية ستواصل قصف اهداف في افغانستان على الرغم من استسلام اخر معقل لحركة طالبان في قندهار (جنوب) اليوم الجمعة.&واعلن كيث ان عمليات القصف الاميركية التي بدات في السابع من تشرين الاول/اكتوبر ستتواصل "حتى بلوغ اهداف الائتلاف (بقيادة الولايات المتحدة)".
&وهذه الاهداف بحسب كيث تتمثل بسقوط حركة طالبان نهائيا والقبض على زعيمها الملا محمد عمر واعتقال الارهابي المحتمل اسامة بن لادن وتدمير شبكة القاعدة التي يتزعمها.
&وقال الناطق الاميركي ان بن لادن الذي تتهمه واشنطن بالتخطيط لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر "ما زال فارا".&واضاف ان "تنظيم القاعدة ما زال قائما وكذلك حركة طالبان. هناك جيوب مقاومة. لم نبلغ بعد اهدافنا والعملية ستستمر الى ان نحققها".
&وبعد استسلام قوات طالبان، دخلت قوات المعارضة اليوم الجمعة الى مدينة قندهار.
&وبحسب سكان المدينة فان رجال الملا نجيب الله القائد العسكري السابق للمدينة الذي قررت طالبان تسليمه السلطة كانوا اول من دخل اليها.&
ودخل بعدهم قوات الحج غول اغا الحاكم السابق للمدينة الذي كان يحارب على الجبهة الجنوبية وقوات قرضاي التي كانت تحارب على الجبهة الشمالية.&
ويحتج القائد غول اغا على نقل السلطة الى نجيب الله وهو من المجاهدين السابقين الذي استسلم لحركة طالبان من دون مقاومة في 1994، ويعتزم، بحسب احد الناطقين باسمه، استعادة منصبه كحاكم لقندهار.&وقلل حميد قرضاي من اهمية هذه الخلافات واكد اليوم الجمعة انه "تمت تسويتها" وانه "لم يعد هناك مشكلات".
&ووعد باصدار عفو عام عن "عناصر طالبان العاديين" وصفا المقاتلين الموالين لبن لادن بانهم "مجرمون" يجب محاكمتهم.&كما سقطت ولايتا هلمند وزابول في الجنوب في ايدي المعارضة، بحسب احد مسؤولي طالبان في اسلام اباد.&وبحسب مراسل وكالة فرانس برس في المنطقة، يمكن للولايات المتحدة ان تركز على التخلص من بن لادن وانصاره في القاعدة الذين تراجعوا اليوم في محيط تورا بورا لكنهم ما زالوا يتصدون للهجمات البرية التي تنفذ بدعم المقاتلات الاميركية.
&وما زالت الشكوك تحوم حول وجود بن لادن في هذه المنطقة الجبلية التي يصعب الوصول اليها لكن القائد المناهض لطالبان حجي محمد زمان اكد مجددا ان بن لادن موجود فيها.
&واكد ان "اسامة بن لادن موجود هنا" على خط الجبهة في جبل ميلاوا قرب تورا بورا.&ومساء الخميس اقرت واشنطن بانها لا تعلم بدقة ما اذا كان بن لادن ما زال موجودا في هذا المخبأ تحت الارض حيث حدد مكانه قبل عدة ايام.&واعلن مسؤولون اميركيون ان قوات خاصة اميركية انضمت الى المجاهدين الافغان في معركة تورا بورا.
&وقال مسؤول باكستاني في جهاز الاستخبارات الباكستانية في مدينة باراشينار قرب الحدود الافغانية ان "القسم الاكبر من تورا بورا بات الان تحت السيطرة التامة للقوات" المعارضة للاصوليين.&&واضاف "بحسب معلوماتنا فان المقاتلين العرب توجهوا الى ميلاوا والجبال البيضاء لاحتلال مواقع جديدة".&
وتمتد الجبال البيضاء حتى شمال باكستان في منطقة باراشينار.&واكد قادة افغان ان الثلوج تقطع الممرات الجبلية وتمنع فرار بن لادن ومقاتليه الى باكستان.