القاهرة&- ضحى خالد: بدأ في القاهرة اخيرا صدور اجزاء تفسير جديد للقرآن الكريم كتبه العالم الازهري الراحل الشيخ محمد ابوزهرة يدعو فيه الى فهم القرآن اعتمادا على العقل والنقل معا رافضا في الوقت نفسه وجود نسخ في القرآن الكريم. وتحت عنوان "زهرة التفاسير" ، أصدرت دار الفكر العربي القاهرية خلال شهر رمضان الجاري الجزء الاول من تفسير الشيخ الشهير أبو زهرة ، الذي توفى في ابريل عام 1974 دون ان يتم مشروعه حيث فسر القرآن مبتدئا بالفاتحة وحتى الاية الثالثة والسبعين من سورة النمل .
وكان ابو زهرة قد بدأ في كتابة هذا التفسير بدعوة من مجلة لواء الاسلام التي طلبت منه استكمال تفسير كان قد بدأه الامام الراحل الخضر حسين ولم يكمله.
وفي مقدمته يستعرض ابو زهرة طرق تفسير القرآن الكريم ، ويقول إن أعلى المراتب في تفسير القرآن هي تفسير القرآن بالقرآن فالقرآن كتاب متكامل ما يجمله في موضع يفسره في اخر. وتلي هذه المرتبة تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ثم اقوال الصحابة فالتابعين.
لكن الشيخ يرى من جانبه ان الطريقة المثلى التي توصل الى الغاية في فهم القرآن وتعرف معانيه وادراك اعجازه هي الاعتماد على النقل والعقل معا فلا يصح الاقتصار على النقل وحده ولا على العقل وحده وانما النظر الامثل هو ان يعتمد على العقل والرأي وعلى السماع من اقوال الرسول في فهم القرآن.
ويقول : "كلما اتسع افق العقل البشري في فهم الكون والحقائق والشرائع اتسع فهمه للقرآن ، وهكذا نجد ان كل تال للقرآن يدرك من معانيه بمقدار ادراكه وعلمه" .
وحول تفسير القرآن بالعلوم الكونية يشدد ابو زهرة على نقطتين اولهما انه لا ينبغي تفسير الايات بنظريات وفروض لم يقم الدليل القاطع عليها وقد تتغير بتغير النظريات حولها وقتا بعد اخر ، "فلا يصح ان يفسر القرآن بنظريات قابلة للنقد والتغيير" .
والثانية "إنه لا يجب تحميل الالفاظ فوق ما تحتمل فلا تجهد الايات إجهادا لكي يطبقوها على الحقائق او ليطبقوا الحقائق عليها".
وفيما يتعلق بقضية النسخ في القرآن الكريم يرى المفسر ان القرآن الكريم نسخ من الشرائع السابقة التي اتى بها الوحي فما بقى منه ابقاه القرآن كبعض احكام القصاص وكتحريم الربا وكان النص عليه في القرآن دليلا على بقائه.
ويضيف ان السنة هي التي جرى فيها النسخ لانها تتولى علاج المسائل الوقتية ويختلف الحكم الوقتي في بعض الاوقات عنه في بعضها.
ويقول : "القرآن الكريم سجل هذه الشريعة الخالدة بل سجل الشرائع السماوية ومعجزات النبيين و ما نسخ منها اشار الى نسخه ولذلك فنحن نرى ما رآه من قبل ابو مسلم الاصفهاني وهو انه لا نسخ في القرآن قط لانه شريعة الله تعالى الباقية الى يوم القيامة ولان النسخ لم يثبت بنص عن النبي وانه لم يصرح النبي بنسخ اية من القران وما جاء من عبارات النسخ في القران انما في نسخ المعجزات الحسية بالقرآن الكريم" .
ويوضح "النسخ يقتضي ان تكون ايتان في القرآن موضعهما واحد واحداهما مثبتة والاخرى نافية ولا يمكن الجمع بين النفي والاثبات وما ادعي النسخ فيه فالتوفيق بينهما سهل ممكن وما امكن التوفيق فلا نسخ" .
ومن اشهر مؤلفات الشيخ أبو زهرة التي زادت على 35 كتابا "خاتم النبيين" و"المعجزة الكبرى" و"تاريخ المذاهب الاسلامية" و"أصول الفقه" ، و"تنظيم المجتمع الاسلامي" ، و"العلاقات الدولية في ظل الاسلام" بالاضافة الى ثمانية كتب عن الائمة ابو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وابن تيمية وزيد والصادق وابن حزم .
&