في زحمة الأحداث ومئات الموتي والشهداء مات مطرب إنكليزي هو واحد من‏(‏ رباعي الخنافس‏)‏ الذين قلبوا موازين القوي الشرائية والغنائية بين أمريكا وأوروبا‏,‏ وذهبوا إلي أمريكا غزاة منتصرين عليها‏,‏ وسار وراءهم ملايين الشبان في الدنيا لقد بعثوا حضارة شابة في كل مكان‏...‏
وكان جورج هاريسون الطف الخنافس وأرقهم وأقلهم ميلا إلي الشهرة‏,‏ فهو في اعماقه زاهد صوفي هندي‏,‏ ولم نعرف ذلك إلا اخيرا‏,‏ والخنافس من أولاد العمال‏...‏ وفي سنة‏1964‏ ذهب إليهم رئيس وزراء بريطانيا عن العمال هارولد ويلسون ورقص معهم يوم افتتاح ناديهم الجديد في ليفربول‏,‏ ومعه زوجته أستاذة الشعر في جامعة أكسفورد‏...‏ ومنحتهم الملكة نيشان الفارس‏,‏ فأغضبت عشرات من الفرسان الذين أعادوا إليها هذه النياشين‏,‏ واستطاع هؤلاء الشبان أن يجعلوا بريطانيا مركز الدنيا وأن يجلبوا إلي بلادهم ألوف ملايين الجنيهات‏,‏ فقد انعشوا صناعة الموسيقي والتسجيلات التي اكتسحت الدنيا‏.‏
وكانت مصممة الأزياء الشابة‏(‏ ماري كوانت‏)‏ قد ابتدعت‏(‏ الميني جيب‏)‏ التي لم تتخل عنها المرأة حتي اليوم‏...‏ ومن الميني جيب إلي الميكرو إلي المايوه الساخن إلي الفساتين الشفافة‏..‏ إن ماري كوانت والخنافس استطاعوا أن يجعلوا بريطانيا مركز الكون الجمالي والأناقي والموسيقي والسياحي‏...‏
وكلمة‏(‏ الخنافس‏)‏ ترجمة خاطئة للكلمة الانجليزية‏(‏ بيتلز‏)...‏ فالخنافس صلعاء‏..‏ لا شعر لها‏,‏ وإنما الكلمة الانجليزية تلاعب بكلمتين معا‏:‏ الخنافس والصخب‏...‏ ولم نفلح في تصحيح هذه الكلمة برغم ماكتبنا‏,‏ وعاش الاسم الغلط‏,‏ وتواري الاسم الصحيح حتي مات‏!‏
وفقيد الخنافس جورج هاريسون‏(58‏ سنة و‏120‏ مليون دولار وابن عمره‏24‏ سنة‏)‏ قد أوصي بأن ينثر رماد جسمه بعد احراقه في نهر الجانج الهندي‏,‏ فقد كان فنانا موهوبا شفافا صافيا‏...‏ عاش في هدوء ومات كذلك‏!‏(الأهرام المصرية)