&
لندن ـ علي المعني: قالت مصادر الثلاثاء ان الحملة العسكرية التي شنتها القوات اليمنية مدعومة بالطيران الحربي والهليوكبتر اسفرت عن اشتباكات عنيفة بين ابناء قبيلة عبيدة في محافظة مأرب وقوات الجيش وقتل ما لا يقل عن 12 شخصا وجرح العشرات ولم تنجز القوات المسلحة مهمتها بعد.
وقالت مصادر استراتيجية ان الرئيس اليمني يسعى في الحملة الراهنة الى تحقيق ضربة استباقية قبل ان ينفذها الاميركيون في محاولة لانقاذ حكمه.
واشارت الى انه لو نفذ الاميركيون ضربة عسكرية ضد معاقل الارهاب في اليمن فان الرئيس اليمني سيفقد دعم الشارع اليمني وسينهار النظام الهش في اسرع ما يمكن نظرا للتناقضات السياسية والقبلية القائمة اساسا.
وتسعى الحملة العسكرية الى تنفيذ وعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للادارة الاميركية بتسليمهما عددا من الاشخاص من زعماء القبائل في بلاده قدر عددهم بثلاثة الى جانب مواطن مصري.
وتقول صنعاء ان هؤلاء المطلوبين يشتبه بتورطهم في علاقات مع شبكة (القاعدة) الارهابية التي يتزعمها المنشق السعودي اسامة بن لادن.
واليمن واحدة من الدول الى جانب الصومال والعراق الموضوعة على القائمة الاميركية بشن هجوم ضدها بدعوى وجود قواعد ارهابية على اراضيها. وكان هجوم ضد المدمرة الاميركية (يو اس اس كول) في العام الماضي في ميناء عدن قد اسفر عن مقتل 17 بحارا اميركيا ولم تستطع السلطات اليمنية القاء القبض على الفاعلين حتى اللحظة.
واحتل محققون اميركيون من مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) وعملاء لوكالة الاستخبارت المركزية الاميركية (سي آي ايه) مواقع في صنعاء للتوصل الى المشبوهين.
وزار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح واشنطن قبل ثلاثة اسابيع داعيا الى علاقات متميزة مع واشنطن، لكنها اشترطت القيام بعمال عسكري حاسم ضد لتجنيب بلاده ضربة عسكرية محتومة.
ويبدو ان المعارك التي انطلقت اليوم في محافظة مارب وقد تمتد الى محافظات اخرى تأتي تنفيذا لوعد الرئيس صالح، حيث اصبح موعد الضربة الاميركية المحتملة على الابواب، والرئيس يحرص على تجنيب بلاده مثل هذا الفعل الاميركي حفاظا على استمراره في السلطة.
وقال خبراء استراتيجيون ان أي عمل عسكري اميركي قد يقوض نظام الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد من العام 1976 ، ولذلك فانه نفسه يفضل ان يقوم جيشه بهذا العمل وليس آخرون.
ويشرف في شكل عملي على الجيش اليمني العقيد احمد صالح نجل الرئيس اليمني الذي يقود حاليا قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.