عمان ـ رياض منصور: علم مراسلنا في عمان ان التحقيقات التي يجريها مكتب الـ F.B.I في شيكاغو مع النائب الاردني السابق والقيادي الاسلامي في حزب جبهة " أكبر الاحزاب السياسية والذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين " ذيب انيس تدور حول علاقته بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة ابن لادن. وتناولت التحقيقات الاولية وفقا لما تسرب من معلومات في اعقاب الاتصال الهاتفي الذي اجراه الاسلامي الاردني مع زوجته في عمان من مكان اعتقاله علاقته بالاسلامي الاردني الشيخ عبدالله عزام الذي قضي عليه مع نجليه في عملية اغتيال في افغانستان بعد خروج القوات الروسية منها. وكانت علاقة شخصية اكبر من العلاقة التنظيمية تربط بين انيس وعزام وهما من جماعة "الصقور" المتشددة في جماعة اخوان الاردن ويشار الي ان الحركة الاسلامية الاردنية كانت قد تخلت بشكل مفاجيء عن قادتها وكوادرها الذين قاتلوا سابقا في افغانستان معتبرة مشاركتهم في الحرب سواء ضد الاتحاد السوفيتي السابق او ضد الولايات المتحدة الاميركية بأنه قرار فردي وليس بتكليف من قيادة الجماعة. وجاء تخلي جماعة في اعقاب التقرير السياسي الذي اصدرته وزارة الاعلام الاردنية والذي اقرت فيه ان حركة طالبان وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن لهما علاقة تاريخية بجماعة الاخوان المسلمين . وكشف التقرير السياسي الذي وزع علي نطاق ضيق ان هناك منظمات متطرفة معضمها ما يزال ضمن جماعة الاخوان المسلمين عن مشاركة اعضاء منها في القتال مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة بعد تقرير الاخوان او المجموعات المنتسبة اليها في اشارة واضحة الي الذراع السياسي للجماعة المتمثل في حزب جبهة العمل الاسلامي. ودافعت الجماعة عن موقفها مؤكدة ان الإخوان اسهموا في الجهاد الافغاني فكانوا يذهبون للمشاركة كأفراد من التنظيم ولا يذهبون بتوجيه او تكليف واسهموا في تشكيل لجان المناصرة مشيرة الي انه منذ مجيء طالبان لم يكن هناك أي دور وبالتالي فان الصلة كانت مقطوعة وخصوصا مع تنظيم القاعدة. وأكدت الجماعة ان الاخوان جماعة اسلامية تقيم علاقات جيدة مع جميع المسلمين وجميع الفئات الاسلامية وليس هناك عملية تبني فكري للمسائل التي تبنتها الحركة الوهابية. وبدات الجماعة الاسلامية بانتقاد الحكومة الاردنية لعدم تحركها لضمان الافراج عن الشيخ انيس بعد الرسالة التي وجهها امين العمل الاسلامي الدكتور عبد اللطيف عربيات الي وزير الخارجية عبدالاله الخطيب مطالبا فيها ابلاغ الخارجية الاميركية باحتجاج الاردن علي اعتقال الشيخ انيس. ويؤكد الحزب ان اعتقال احد قادته جاء علي خلفية انتهاء تاشيرة الدخول الي الولايات المتحدة مؤكدا ان الشيخ انيس اعتاد منذ سنوات علي زيارة الولايات المتحدة للقيام بدور دعوي وتثقيفي غير ان زوجة الشيخ انيس تؤكد من جانبها ان تاشيرة زوجها صالحة لغاية عام 2003 وانه لم يتم ابلاغه بقرار السلطات الاميركية الغاء الفيزا وقامت باعتقاله قبل عودته الي الاردن بيومين . ورفضت السلطات الاميركية طلبا للافراج عن الشيخ انيس اقدم به محامي حزب جبهة العمل الاسلامي حيث اكدت واشنطن ان المسالة متعلقة بالأمن القومي . ويخشي قادة جماعة الاخوان المسلمين وذراعهم السياسية في الاردن من تقييد نشاطاتهم السياسية علي الساحة المحلية بسبب الضغوط الاميركية التي تطالب بالحد من نشاطات الجماعات الاسلامية . ويتنامي الشعور بالقلق داخل الاوساط الاسلامية الاردنية من استجابة حكومة بلادهم للمطالب الاميركية خصوصا بعد تجاوز السفارة الاميركية في عمان جماعة الاخوان من الحوارات التي اجرتها مع القوي السياسية والاسلامية الاخري علي الساحة المحلية . ويعترف الدكتور عبد اللطيف عربيات امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي بالمخاوف التي تسود جماعته بقوله " لدينا مخاوف كبيرة من الضغوط الاميركية ". وكانت الخارجية الاميركية قد طلبت من الحكومة الاردنية تقليص النشاطات المحلية التي تقوم بها الحركة الاسلامية الامر الذي دفع قادة العمل الاسلامي باجراء اتصالات مع حكومة بلادهم لمعرفة الموقف الرسمي من الطلب الاميركي. ويري عربيات ان الحكومة ستضع نفسها في مازق حال الاستجابة للضغوط الاميركية نظرا لرفض الشارع الاردني لمثل هذه الضغوط اضافة الي ان الحكومة لا تحبذ الاصطدام مع احد في الساحة المحلية في ظل الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة . الي ذلك باشر عدد من المحامين ومنظمات حقوق الانسان في الاردن التحضير لتشكيل هيئة دفاع عن الاردنيين الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة الاميركية علي خلفية محاربة الارهاب. وتعقد الهيئة المشكلة اول اجتماعاتها اليوم حيث ستتخذ وفقا لما قاله رئيسها المحامي زايد الردايده قرارين الاول يقضي بتشكيل لجنة الدفاع والثاني توجيه مذكرة للحكومة الاردنية لمعرفة اعداد المعتقلين الاردنيين في الحملة الدولية والتهم المسندة اليهم وبحسب السفير الاردني في واشنطن مروان المعشر فان المعتقلين وصل عددهم الي23 اردنيا منذ ان وقعت اعتداءات 11 سبتمبر . (عن "الراية" القطرية)
&
التعليقات