حكاية
يحكى أن عمدة قرية بعيدة قديمة، اشتهر بين الجميع من أهل قريته و القرى القريبة باعتباره أقوى الرجال لأقوى القرى. وبينما كان يراقب الأطفال يلعبون بمرح عند شاطئ النهر..تساءل: ترى ما مصيرهم عندما يكبرون ويصبحون محاربون، مثلى ومثل صحبي الذين فقدتهم مبكرا في المعارك؟
هكذا كان يفكر ليل نهار، فتوصل إلى أن الأطفال لم يأتوا إلى العالم من أجل التعارك، وأن كل ما يحتاجون إليه عندما يكبرون أن يعملون في سلام. وهو ما جعله يقرر الاجتماع بشيوخ القرية . تحدث إليهم طويلا، وفهموا أنه على صواب، قرروا ألا يعلموا أطفالهم ألعاب التعارك، الا في حالة الشعور بالخطر أو حدوث هجوم ضدهم.
تولى أقوى شباب القرية مهمة إبلاغ الرسالة إلى القرية المجاورة. اعترضت طريقه صعاب جمة. لم يشعر باليأس .
فلما عرف سكان القرية بأسرار المهمة، خرجوا لتحيته و حملوه على الأكتاف..قبل أن يصلوا به إلى خيمة العمدة ..كان الزعيم في اجتماع طارئ و سريع مع محاربي القرية ..
ثم أمر الرسول بإبلاغ الرسالة التالية كاملة: " أنني سوف أخرج مع أهلي ورجالي وشبابي". وخرج مع أهله ورجاله وشبابه..تقابل في منتصف الطريق بين القريتين. هناك حطم كل الأسلحة". أعلنت الأفراح في القريتين، خرج الجميع من هنا و من هناك إلى الطريق الموصلة فيما بينهما. تصافح الحاكمان. اختفت كل الأسلحة. ظهرت الآلات الموسيقية و علت أصوات الغناء و رقص الجميع ..من كبير وصغير. سهرت الحيوانات البرية من حولهم ، وأطلت الأسماك من مياه النهر، والشمس لم تشأ الغروب، ولأول مرة قبلت وجود القمر إلى جوارها في نفس الوقت ..ففرح الجميع أكثر.
لولا حادثة بسيطة جدا حدثت، لاستمرت الأفراح لسنوات و قرون طويلة ، وربما حتى الآن!..لولا أن تصادم شابان يرقصان مع فتاتين جميلتين، لولا أن سال الدم من رأسيهما مصادفة . بسبب عنف الصدام فيما بينهما لم يستطع الشابين التعبير عن غضبهما. لكن ما حدث بالضبط أن تولى أهل القريتين ، كل سكان القريتين تولوا تلك المهمة& .
ما حدث من بعد أدهش الجميع، فقد ظلوا يتقاتلون معا حتى أهلكوا بعضهم بعضا دون تفرقة .. من يطول أحدهم رقبة جاره ، يفتك به ، دون أن يعرف من أية قرية يكون. ولما عرفوا السبب من بعد ، أعلنوا عذرا مناسبا ، يبرر لهم وللأجيال القادمة ما حدث من عار.. ذلك لأن الشمس غضبت مما حدث فجأة وعلى غير اتفاق، فذهبت بعيدا...
كما انزوى القمر خجلا...فأظلمت السماء و الأرض، ولم يعرف أحدهم من يقاتل من ؟؟!
هكذا كان يفكر ليل نهار، فتوصل إلى أن الأطفال لم يأتوا إلى العالم من أجل التعارك، وأن كل ما يحتاجون إليه عندما يكبرون أن يعملون في سلام. وهو ما جعله يقرر الاجتماع بشيوخ القرية . تحدث إليهم طويلا، وفهموا أنه على صواب، قرروا ألا يعلموا أطفالهم ألعاب التعارك، الا في حالة الشعور بالخطر أو حدوث هجوم ضدهم.
تولى أقوى شباب القرية مهمة إبلاغ الرسالة إلى القرية المجاورة. اعترضت طريقه صعاب جمة. لم يشعر باليأس .
فلما عرف سكان القرية بأسرار المهمة، خرجوا لتحيته و حملوه على الأكتاف..قبل أن يصلوا به إلى خيمة العمدة ..كان الزعيم في اجتماع طارئ و سريع مع محاربي القرية ..
ثم أمر الرسول بإبلاغ الرسالة التالية كاملة: " أنني سوف أخرج مع أهلي ورجالي وشبابي". وخرج مع أهله ورجاله وشبابه..تقابل في منتصف الطريق بين القريتين. هناك حطم كل الأسلحة". أعلنت الأفراح في القريتين، خرج الجميع من هنا و من هناك إلى الطريق الموصلة فيما بينهما. تصافح الحاكمان. اختفت كل الأسلحة. ظهرت الآلات الموسيقية و علت أصوات الغناء و رقص الجميع ..من كبير وصغير. سهرت الحيوانات البرية من حولهم ، وأطلت الأسماك من مياه النهر، والشمس لم تشأ الغروب، ولأول مرة قبلت وجود القمر إلى جوارها في نفس الوقت ..ففرح الجميع أكثر.
لولا حادثة بسيطة جدا حدثت، لاستمرت الأفراح لسنوات و قرون طويلة ، وربما حتى الآن!..لولا أن تصادم شابان يرقصان مع فتاتين جميلتين، لولا أن سال الدم من رأسيهما مصادفة . بسبب عنف الصدام فيما بينهما لم يستطع الشابين التعبير عن غضبهما. لكن ما حدث بالضبط أن تولى أهل القريتين ، كل سكان القريتين تولوا تلك المهمة& .
ما حدث من بعد أدهش الجميع، فقد ظلوا يتقاتلون معا حتى أهلكوا بعضهم بعضا دون تفرقة .. من يطول أحدهم رقبة جاره ، يفتك به ، دون أن يعرف من أية قرية يكون. ولما عرفوا السبب من بعد ، أعلنوا عذرا مناسبا ، يبرر لهم وللأجيال القادمة ما حدث من عار.. ذلك لأن الشمس غضبت مما حدث فجأة وعلى غير اتفاق، فذهبت بعيدا...
كما انزوى القمر خجلا...فأظلمت السماء و الأرض، ولم يعرف أحدهم من يقاتل من ؟؟!
&
رقصة الحية
يحكى أن الحية العاصرة تنجح دوما .
تنقض على فريستها، ترشق أنيابها فيها ، فيفرغ كيس السم. ترقص الحية طويلا ، وتلتوي حولها ، ثم تلتهمها. وقد تلقى بها من فرط ما أكلت وشبعت .
يوما بعد يوم تتعفن الفريسة .. تترك عظاما.
يوما بعد يوم تعلو المسافة بين الحية ورمال أرضية الكهف.
امتلأ الكهف بعظام الفرائس.. لم يعد للحية أثرا على الأرض الرملية، ربما لأنها لم تعد تسير كما نعرف . أصبحت رافعة الرأس دوما وهى تتقافز فوق العظام .
كل من يراها يتساءل: ترى هل فقدت الحية الذاكرة؟ أم ترى هي رقصة جديدة؟!!
تنقض على فريستها، ترشق أنيابها فيها ، فيفرغ كيس السم. ترقص الحية طويلا ، وتلتوي حولها ، ثم تلتهمها. وقد تلقى بها من فرط ما أكلت وشبعت .
يوما بعد يوم تتعفن الفريسة .. تترك عظاما.
يوما بعد يوم تعلو المسافة بين الحية ورمال أرضية الكهف.
امتلأ الكهف بعظام الفرائس.. لم يعد للحية أثرا على الأرض الرملية، ربما لأنها لم تعد تسير كما نعرف . أصبحت رافعة الرأس دوما وهى تتقافز فوق العظام .
كل من يراها يتساءل: ترى هل فقدت الحية الذاكرة؟ أم ترى هي رقصة جديدة؟!!
أجنحة الحمام
يحكى أن الحمام حط على البرج العالي ليلا، فأثار الرعب في سكان المدينة وانشطر البرج وتبرقش بمساحات ما اختفى منه بسبب الصغير.
شهقت الناس وتنهدت.
الحمام لا يلوى على شئ، تماطل أن تبرح موقعها، ولا تتثاءب.. لا شئ سوى طعن موقعها على البرج بأجنحتها الصغيرة.
وفى لحظة ، افترس نور الشمس..البرج.
لم يدهش الناس أن يجدوا البرج خاويا، وان اكتسى بمخلفات الحمام، وكأنه عاش عليه مائة سنة.
وفى الليلة التالية أدهشهم حقا، أن سمعوا صوت أجنحة صغيرة تصنع عاصفة في اتجاه البرج .
شهقت الناس وتنهدت.
الحمام لا يلوى على شئ، تماطل أن تبرح موقعها، ولا تتثاءب.. لا شئ سوى طعن موقعها على البرج بأجنحتها الصغيرة.
وفى لحظة ، افترس نور الشمس..البرج.
لم يدهش الناس أن يجدوا البرج خاويا، وان اكتسى بمخلفات الحمام، وكأنه عاش عليه مائة سنة.
وفى الليلة التالية أدهشهم حقا، أن سمعوا صوت أجنحة صغيرة تصنع عاصفة في اتجاه البرج .
عاشق المـياه
رغم معرفة أصدقائه به، لم يفهموا أبدا قراره بالبقاء في الصحراء وحده. كانوا يعرفون أن بإمكانه أن يتحول إلى مثقاب يغوص في الرمال أو طائر يصدح في السماء.المؤكد أنه لن ينشغل بالسحابة الممطرة ..ليس لأنه يملك القدرة على البقاء بلا ماء، لأنه يستطيع جلبها من جوف الصحراء.
نصحه الأصدقاء:احترس من السحابة الممطرة، فهي قادرة على الفتك بك حتى لو تحولت إلى خفاش يعشش في شقوق الجبال، إنها تغرق الوديان و التلال. فأجابهم مبتسما:"لاتشغلوا بالكم، بالنهار سوف تحميني خيمتي وفى الليل سوف أشعل نارا وأعمل". اعتقد الأصدقاء أنهم لن يرونه ثانية، فتابعوه حتى اختفى في الأفق.
أصبح وحيدا، شرع في العمل، فامتلأت خيمته باللحم المقدد وبالحطب ،وقربة ماء مصنوعة من جلد الماعز. وعاش حياة تخصه وحده..يحلم ويغنى، يعمل ويغنى.عليه أن يحفر تلك البئر قبل أن تنفد مياه القربة. اهتدى بالنار إلى شواهد ساعدته ..إلى العشب النابت والديدان التى لا تنمو إلا في الأرض الرطبة. فبدأ يدق أول ضربة بالفأس الصغير التى هي أصابعه.
في ذلك الوقت وصلت السحابة الممطرة، في غرور تساءلت:كيف يعيش هذا الغريب،ولا ينتظر زيارتي؟!. مكثت فترة ولم يشعر بها. صرخت: هذا الغبى، لو لوح لي بيديه، وقدم التحية، كنت أرحته من مشقة العمل".وفى الليلة التالية وما بعدها..بقى الرجل يعمل، وأصبح الغناء حزينا، كلما غاص في الرمال هالت الرمال وملأت الحفرة ، البئر المنتظرة..لقد قاربت مياه القربة على النفاد.
بينما تتابعه السحابة، تضحك: أية لعبة تلعبها وحدك..لا يضيرني أن ألقى إليك بشيء من أطرافي الممتلئة بالماء، وأنت تستريح، فقط لو رجوتني". فابتسم لها وقال: ها أنت ترتعشين، اقتربي منى إلى جوار النار وأنت تشعرين بالدفء. في تلك اللحظة أدركت أن هذا الغريب يملك عقلا، أذكى من كل كائنات الصحراء، فهي لا تخشى إلا النار. بسرعة تركت موقع الخيمة و النار.
استشاطت بالغضب الذي كاد يحرقها، فتسيل بعض أطرافها إلى قطرات من الماء، تهوى فوق رمال الصحراء. لاحل عندها إلا مقاتلة الغريب. أخبرته برغبتها، حسب الأمر بحكمة:لقد أضعف الغيظ السحابة الشريرة، والنار جعلتها تعدوا بعيدا..إذن هي اللحظة المناسبة.
اندفع، تحول إلى خازوق يحفر في الرمال..ويغنى، يتابع فيتحول إلى رافعة ترفع الرمال بعيدا..ويغنى. تزداد السحابة غيظا، تضعف، وقد بدأ جسدها يرق من فرط ما فقدته على شكل قطرات مياه.
وعندما أشرقت شمس الفجر الجديدة ، صرخت السحابة الشريرة ، وأطلقت ساقيها إلى مكان آخر.. بينما الرجل الخازوق يغوص ..ويغنى . فيعلو صوت الغناء أكثر سعيدا برائحة الرطوبة التى هي بشائر البئر المنتظرة.
نصحه الأصدقاء:احترس من السحابة الممطرة، فهي قادرة على الفتك بك حتى لو تحولت إلى خفاش يعشش في شقوق الجبال، إنها تغرق الوديان و التلال. فأجابهم مبتسما:"لاتشغلوا بالكم، بالنهار سوف تحميني خيمتي وفى الليل سوف أشعل نارا وأعمل". اعتقد الأصدقاء أنهم لن يرونه ثانية، فتابعوه حتى اختفى في الأفق.
أصبح وحيدا، شرع في العمل، فامتلأت خيمته باللحم المقدد وبالحطب ،وقربة ماء مصنوعة من جلد الماعز. وعاش حياة تخصه وحده..يحلم ويغنى، يعمل ويغنى.عليه أن يحفر تلك البئر قبل أن تنفد مياه القربة. اهتدى بالنار إلى شواهد ساعدته ..إلى العشب النابت والديدان التى لا تنمو إلا في الأرض الرطبة. فبدأ يدق أول ضربة بالفأس الصغير التى هي أصابعه.
في ذلك الوقت وصلت السحابة الممطرة، في غرور تساءلت:كيف يعيش هذا الغريب،ولا ينتظر زيارتي؟!. مكثت فترة ولم يشعر بها. صرخت: هذا الغبى، لو لوح لي بيديه، وقدم التحية، كنت أرحته من مشقة العمل".وفى الليلة التالية وما بعدها..بقى الرجل يعمل، وأصبح الغناء حزينا، كلما غاص في الرمال هالت الرمال وملأت الحفرة ، البئر المنتظرة..لقد قاربت مياه القربة على النفاد.
بينما تتابعه السحابة، تضحك: أية لعبة تلعبها وحدك..لا يضيرني أن ألقى إليك بشيء من أطرافي الممتلئة بالماء، وأنت تستريح، فقط لو رجوتني". فابتسم لها وقال: ها أنت ترتعشين، اقتربي منى إلى جوار النار وأنت تشعرين بالدفء. في تلك اللحظة أدركت أن هذا الغريب يملك عقلا، أذكى من كل كائنات الصحراء، فهي لا تخشى إلا النار. بسرعة تركت موقع الخيمة و النار.
استشاطت بالغضب الذي كاد يحرقها، فتسيل بعض أطرافها إلى قطرات من الماء، تهوى فوق رمال الصحراء. لاحل عندها إلا مقاتلة الغريب. أخبرته برغبتها، حسب الأمر بحكمة:لقد أضعف الغيظ السحابة الشريرة، والنار جعلتها تعدوا بعيدا..إذن هي اللحظة المناسبة.
اندفع، تحول إلى خازوق يحفر في الرمال..ويغنى، يتابع فيتحول إلى رافعة ترفع الرمال بعيدا..ويغنى. تزداد السحابة غيظا، تضعف، وقد بدأ جسدها يرق من فرط ما فقدته على شكل قطرات مياه.
وعندما أشرقت شمس الفجر الجديدة ، صرخت السحابة الشريرة ، وأطلقت ساقيها إلى مكان آخر.. بينما الرجل الخازوق يغوص ..ويغنى . فيعلو صوت الغناء أكثر سعيدا برائحة الرطوبة التى هي بشائر البئر المنتظرة.
حكايات النمل
_ 1_
سجين الزنزانة المرمية فى اقصى الممر المعتم لعنبر الموتى ، منتظرى تنفيذ حكم الاعدام، شغلته فكرة. يتمنى لو يعرف عدد الزنازين التى قبل زنزانته . الشاويش"عبدالقوى المشد" استقبل سؤاله بالسخرية المعهودة فيه ، وسب جد أبيه. أمام الحاح السجين "طايع عبدالله"، نطقها السجان:
" مئة"
ثم لكزه من طاقة الزنزانة لاعنا كعادته .
فى صباح اليوم التالى ، عاود "طايع" سؤاله. بحسبته و تقديره شك فى الرقم "مئة" . عقب السجان ساخرا .. عمرى بالعمر ما فكرت اعدهم، ادار ظهره لاعنا كعادته. لحقه السجين مبتسما، لعلها المرة الاولى التى ابتسم فيها منذ أن وطىء ارض الزنزانة معقبا: "عرفت اتها ستة وثلاثين زنزانة"!
وقف السجان و القى قفاه دهشا الى جهة بعيدة متسائلا: و معناها ايه يا نمرة؟ .. ان تنفيذ حكم الاعدام مش قبل ست وثلاثين نمرة قبلى .. قالها السجين بلهفة انتظار الرد و معرفة الحقيقة.
قهقه السجان وقال: "ومين قال لك اننا ماشين بالدور يانمرة " !!، قبل أن يلقى ردا تابع وحده:
" ممكن تكون قبلهم كلهم ".
هذه المرة تابع الخطواته الثقيلة على الارض، يتنحنح البلغم الذى جعل من صوت انفاسه اعلى من صوت حنجرته الزاعق. بينما انزلق النمرة "طايع" ، انسحب الى تحت من خلف البرواز الحديدى الصدىء و المرشوق بالقضبان الضيقة..اختفى ذقنه ، ففمه ، فعينيه فجبهته وان يقيت كفاه ثابتتان معلقتان بالقضبان.....و لم ينطق.
" مئة"
ثم لكزه من طاقة الزنزانة لاعنا كعادته .
فى صباح اليوم التالى ، عاود "طايع" سؤاله. بحسبته و تقديره شك فى الرقم "مئة" . عقب السجان ساخرا .. عمرى بالعمر ما فكرت اعدهم، ادار ظهره لاعنا كعادته. لحقه السجين مبتسما، لعلها المرة الاولى التى ابتسم فيها منذ أن وطىء ارض الزنزانة معقبا: "عرفت اتها ستة وثلاثين زنزانة"!
وقف السجان و القى قفاه دهشا الى جهة بعيدة متسائلا: و معناها ايه يا نمرة؟ .. ان تنفيذ حكم الاعدام مش قبل ست وثلاثين نمرة قبلى .. قالها السجين بلهفة انتظار الرد و معرفة الحقيقة.
قهقه السجان وقال: "ومين قال لك اننا ماشين بالدور يانمرة " !!، قبل أن يلقى ردا تابع وحده:
" ممكن تكون قبلهم كلهم ".
هذه المرة تابع الخطواته الثقيلة على الارض، يتنحنح البلغم الذى جعل من صوت انفاسه اعلى من صوت حنجرته الزاعق. بينما انزلق النمرة "طايع" ، انسحب الى تحت من خلف البرواز الحديدى الصدىء و المرشوق بالقضبان الضيقة..اختفى ذقنه ، ففمه ، فعينيه فجبهته وان يقيت كفاه ثابتتان معلقتان بالقضبان.....و لم ينطق.
2
كلما عبر الشاويش "طايع"، لا يجده معلقا بطاقة الزنزانة كبقية النمر. لم يعد يشاركهم حواراتهم الزاعقة ، ولا غنائهم ، يرددون :"على بلد المحبوب ودينى، طال بعدك ، و الهجر كوينى".
ما أن يبدأ احدهم ، يتبعه ثان ، فثالث، و تعلو النغمات الحزينة التى يتابعونها وهم يمسحون خدودهم وفيض الدموع الساقط من انوفهم . نادرا ما يتابعون غناء الأغنية حتى آخرها، يكتفون بالشطرة الاولى، بكلمات بالذات: "على بلد المحبوب ودينى، طال بعدك، و الهجر كوينى".
ذات مرة ، تعمد السجان أن يزج برأسه فيما بين قضيبين، قذف السجين بسبابه المعتادة. على الرغم من صوته الجهورى ، لم يسمعه "طايع". بينما يعلو صراخ الغناء ، يتابع السجان نداءه بالحاح غريب.
فلما انتبه السجين أخيرا ، لوى رقبته وهو مازال منبطحا على الأرض.. لعنه الشاويش ، عليه أن يحادثه بغالادب والا نال من العقاب ما سيجعله حتما مؤدبا بقية أيام عمرى المتبقية التى لن تطول كثيرا على كل حال ، وهو بالضبط ما نطق به السجان ، فاسرع السجين منتفضا بأدب جم واجهه من طاقة الزنزانة بكلمة واحدة:"نعم".."نعم"، "نعم"
فسأله عما يشغله، رد السجين:"نفسى أشوف بيت حرامى الحلة" اللى مغطى أرضية الزنزانة؟، فعلق
الشاويش ساخرا": " و لقيته يابن المجنونه؟"
" أبدا !!"
قالها "طايع" ،ثم عاود انبطاحه على الارض. مصمص الشاويش شفتيه ....وصمت.
ما أن يبدأ احدهم ، يتبعه ثان ، فثالث، و تعلو النغمات الحزينة التى يتابعونها وهم يمسحون خدودهم وفيض الدموع الساقط من انوفهم . نادرا ما يتابعون غناء الأغنية حتى آخرها، يكتفون بالشطرة الاولى، بكلمات بالذات: "على بلد المحبوب ودينى، طال بعدك، و الهجر كوينى".
ذات مرة ، تعمد السجان أن يزج برأسه فيما بين قضيبين، قذف السجين بسبابه المعتادة. على الرغم من صوته الجهورى ، لم يسمعه "طايع". بينما يعلو صراخ الغناء ، يتابع السجان نداءه بالحاح غريب.
فلما انتبه السجين أخيرا ، لوى رقبته وهو مازال منبطحا على الأرض.. لعنه الشاويش ، عليه أن يحادثه بغالادب والا نال من العقاب ما سيجعله حتما مؤدبا بقية أيام عمرى المتبقية التى لن تطول كثيرا على كل حال ، وهو بالضبط ما نطق به السجان ، فاسرع السجين منتفضا بأدب جم واجهه من طاقة الزنزانة بكلمة واحدة:"نعم".."نعم"، "نعم"
فسأله عما يشغله، رد السجين:"نفسى أشوف بيت حرامى الحلة" اللى مغطى أرضية الزنزانة؟، فعلق
الشاويش ساخرا": " و لقيته يابن المجنونه؟"
" أبدا !!"
قالها "طايع" ،ثم عاود انبطاحه على الارض. مصمص الشاويش شفتيه ....وصمت.
3
فى صباح جديد تقدم السجان، رشق رأسه، سأل السجين عن موضوع النمل. يجد "طايع ما يقوله دائما، يضحك قائلا:" تصور ياشاويش ان النمل ده بيفهم ". باهتمام و يقظه سأله:" ازاى يا نمرة .. وضح لى؟!"
فيحكى له..كيف أنه يرى النمل قادما فى طابور طويل من خلف باب الزنزانة ، تتقدمهم نملة زعيمة. ويضحك طويلا وهو يصف خطوات النملة الواثقة على الأرض.. ليضحك الشاويش السجان معلقا باهتمام:"ازاى يا نمرة.. هه ازاى؟!"
أصبح على السجين أن يحكى حكاية كل صباح يوم جديد، ان لم يجدها يختلقها.. فيضحك السجان و يقهقه، وهو ما أدهش "طايع" نفسه . حتى كانت آخر حكاية. قال له أنه رسم ببوله دائرة كبيرة حول طابور النمل، فنجح بذلك أن يبقيه معه طوال النهار..لا النمل يعبر حدود بوله، ولا السجين يدعها تنجح..& ولا يجف بوله ابدا"!
يتابع السجان ضحكاته وهو يخلص رأسه قائلا: "حلوه قوى حكاية النمل دى"
وتبقى قرقعات كفيه الدهشة ملقاة الى أذنى طايع ، و ربما حتى آخر العنبر.
فيحكى له..كيف أنه يرى النمل قادما فى طابور طويل من خلف باب الزنزانة ، تتقدمهم نملة زعيمة. ويضحك طويلا وهو يصف خطوات النملة الواثقة على الأرض.. ليضحك الشاويش السجان معلقا باهتمام:"ازاى يا نمرة.. هه ازاى؟!"
أصبح على السجين أن يحكى حكاية كل صباح يوم جديد، ان لم يجدها يختلقها.. فيضحك السجان و يقهقه، وهو ما أدهش "طايع" نفسه . حتى كانت آخر حكاية. قال له أنه رسم ببوله دائرة كبيرة حول طابور النمل، فنجح بذلك أن يبقيه معه طوال النهار..لا النمل يعبر حدود بوله، ولا السجين يدعها تنجح..& ولا يجف بوله ابدا"!
يتابع السجان ضحكاته وهو يخلص رأسه قائلا: "حلوه قوى حكاية النمل دى"
وتبقى قرقعات كفيه الدهشة ملقاة الى أذنى طايع ، و ربما حتى آخر العنبر.
4
بمضى الأيام اعتاد السجين "طايع عبدالله" أن يرى السجان الشاويش"عبدالقوى المشد" كل صباح جديد، مرشوقا فيما بين قضيبين.. ضاحكا ، لحوحا أن يسمع حكاية جديدة من حكايات النمل. دائما تخرج الكلمات من بين شفتيه الغليظتين السوداوتين من كثرة تدخين السجائر التى يختلسها عنوة من السجناء، تخرج ممزقة مبتورة . الأن يقتسمها مع السجين الملقى فى الركن البعيد من الزنزانة ، وقد وضع ساقا على ساق، يهزهز قدميه فى هدؤ.
يجيب السجين و هو ينفث دخان السيجارة ، و يبدأ فى حكى لا ينتهى لحكاية جديدة من حكايات النمل!
يقهقه السجان طويلا ، حتى تسقط كرة رأسه الى ظهره . بمضى الوقت لم يعد السجين يشاركه الضحك ، اكتفى النمرة طايع بمتابعة سجانه فى سكون .
يجيب السجين و هو ينفث دخان السيجارة ، و يبدأ فى حكى لا ينتهى لحكاية جديدة من حكايات النمل!
يقهقه السجان طويلا ، حتى تسقط كرة رأسه الى ظهره . بمضى الوقت لم يعد السجين يشاركه الضحك ، اكتفى النمرة طايع بمتابعة سجانه فى سكون .
ظل النمل
يحكى أن النملة الملكة لا يشغلها شئ سوى تجاوز ظل الكائنات والأشياء، فيما تكون في مقدمة طابور نمل القبيلة .. حتى أنها لا تنقض على الوجبة الثمينة لحشرة نافقة أو دودة هلكت، إلا في ضوء الشمس.
خبرتها الأيام أسرار الظـل كله. أكثر ما تخشاه ظل متحـرك، أما ظـل الشجـرة الباســقة و الأعشاب الواطئة.. لا تعيرها اهتماما . و بينما يخشى طابور النمل خلفها ظل الصخور والحصى الصغيرة وكأنها لجبل.. ترشدهم بثقة العارف المحنك.
إلا ما حدث ذات يوم.. نالت منها الحيرة، إذا بالظل والنور يتبادلان فوق الجميع. كانت القرود الشرسة تتقافز فى الهواء ، ولا ظل ثابت لها على الأرض، فتهرس من أفراد القبيلة الكثير ، و تشتت الطابور الطويل .
فور أن تجاوزت الملكة أرض المعركة ، واستقرت في بقعة ضوء ناصعة. وقف، نظرت الى بقايا أفراد المملكة، صاحت قائلة: "أقبلوا..هنا نور الشمس من غير ظل" .
فلما تجمعوا وصنعوا معا بقعة سوداء على الأرض، يقول الراوي..أن أصغر النمل طلبت الكلمة. صرخت تعلل سر ما حدث قائلة:
&"لأن النمل بلا ظل، حتى النملة الملكة..لذا لا تخشانا الكائنات كلها"
ومنذ ذلك الزمن البعيد، لا يرى الرائي أفراد المملكة& إلا والملكة على قمة طابور النمل المتراصة فوق بعضها البعض ..تصنع ظلا.
عاد وأكد الراوي يقول:
" بعد تلك الواقعة ، لم تهرسها أقدام الظل أبدا .....
&ربما بسبب ظلهم السائر الى جوارهم دوما، أو لأن عيون الملكة
ما عادت ترشدهم وحدها.. شاركتها عيون النمل كله!!"
خبرتها الأيام أسرار الظـل كله. أكثر ما تخشاه ظل متحـرك، أما ظـل الشجـرة الباســقة و الأعشاب الواطئة.. لا تعيرها اهتماما . و بينما يخشى طابور النمل خلفها ظل الصخور والحصى الصغيرة وكأنها لجبل.. ترشدهم بثقة العارف المحنك.
إلا ما حدث ذات يوم.. نالت منها الحيرة، إذا بالظل والنور يتبادلان فوق الجميع. كانت القرود الشرسة تتقافز فى الهواء ، ولا ظل ثابت لها على الأرض، فتهرس من أفراد القبيلة الكثير ، و تشتت الطابور الطويل .
فور أن تجاوزت الملكة أرض المعركة ، واستقرت في بقعة ضوء ناصعة. وقف، نظرت الى بقايا أفراد المملكة، صاحت قائلة: "أقبلوا..هنا نور الشمس من غير ظل" .
فلما تجمعوا وصنعوا معا بقعة سوداء على الأرض، يقول الراوي..أن أصغر النمل طلبت الكلمة. صرخت تعلل سر ما حدث قائلة:
&"لأن النمل بلا ظل، حتى النملة الملكة..لذا لا تخشانا الكائنات كلها"
ومنذ ذلك الزمن البعيد، لا يرى الرائي أفراد المملكة& إلا والملكة على قمة طابور النمل المتراصة فوق بعضها البعض ..تصنع ظلا.
عاد وأكد الراوي يقول:
" بعد تلك الواقعة ، لم تهرسها أقدام الظل أبدا .....
&ربما بسبب ظلهم السائر الى جوارهم دوما، أو لأن عيون الملكة
ما عادت ترشدهم وحدها.. شاركتها عيون النمل كله!!"
خذ حـذرك
سار على الطريق المستقيم نحو نجم سقط من السماء هناك .
كانت الأرض متشققة و العشب جافة من تحته ، ولأن الأشجار ماتت عطشا و انطفأت الحياة من حوله ، تعلق بالنجم أكثر..لا يبعد سوى مسيرة ليلة واحدة.
فقالت له الجرذان: خذ حذرك . تمتم في نفسه: لم أهرب من الموت إلا لأنني حويط و حذر. فقالت له الديدان: خذ حذرك . همهم لأذنيه: النجم البعيد على مسيرة شارفت على الانتهاء..هناك لا يعرف الهلاك. فقالت له أشياء لم تبين له :خذ حذرك. غمغم ثم قال بصوت شارف حدود النجم هناك: أستطيع أن أحفر قبرى وأتجاوزه.
فلما كانت أصداء صوت ضحكة طويلة و عميقة وقوية.. زلزلت السماء والأرض والأشياء من حوله..فهم أن النجم الآفل في انتظاره رابط الجأش !!
كانت الأرض متشققة و العشب جافة من تحته ، ولأن الأشجار ماتت عطشا و انطفأت الحياة من حوله ، تعلق بالنجم أكثر..لا يبعد سوى مسيرة ليلة واحدة.
فقالت له الجرذان: خذ حذرك . تمتم في نفسه: لم أهرب من الموت إلا لأنني حويط و حذر. فقالت له الديدان: خذ حذرك . همهم لأذنيه: النجم البعيد على مسيرة شارفت على الانتهاء..هناك لا يعرف الهلاك. فقالت له أشياء لم تبين له :خذ حذرك. غمغم ثم قال بصوت شارف حدود النجم هناك: أستطيع أن أحفر قبرى وأتجاوزه.
فلما كانت أصداء صوت ضحكة طويلة و عميقة وقوية.. زلزلت السماء والأرض والأشياء من حوله..فهم أن النجم الآفل في انتظاره رابط الجأش !!
عيون الصقر
يحكى أنه كلما ضرب الصقر بجناحيه أكثر ، هام واعتلى ، فطوى الوادي كله: بأشجاره، أباره ، وكل حيواناته البائسة غير القادرة على الطيران!
الآن تصرخ عينا الصقر تقول: " أنا أملك الوادي كله"
فما هي إلا دقائق، إذا بالريح تقتلع الأشجار العصية ، والأمطار تغرق الزروع القائمة .. ثم صنعت غشاوة ، حتى فقدت العينان الرؤية .
لحظات بعدها ، حتى ثبتت الجناحان ، سقطت الريشات الطويلة القوية.
ربما بسبب الدوار الذي& قبض على رأس الصقر، أو بسبب تلك الصخور المدببة أعلى الجبل.. سقطت عينا الصقر.
وفى اللحظات الأخيرة ، لمحت العينان دم القلب ممزوجا بوحل الوادي ، فأدركت أنها لم تكن تملك شيئا !!
الآن تصرخ عينا الصقر تقول: " أنا أملك الوادي كله"
فما هي إلا دقائق، إذا بالريح تقتلع الأشجار العصية ، والأمطار تغرق الزروع القائمة .. ثم صنعت غشاوة ، حتى فقدت العينان الرؤية .
لحظات بعدها ، حتى ثبتت الجناحان ، سقطت الريشات الطويلة القوية.
ربما بسبب الدوار الذي& قبض على رأس الصقر، أو بسبب تلك الصخور المدببة أعلى الجبل.. سقطت عينا الصقر.
وفى اللحظات الأخيرة ، لمحت العينان دم القلب ممزوجا بوحل الوادي ، فأدركت أنها لم تكن تملك شيئا !!
عماء الخفاش
يحكى أن عيون الخفاش تمنت العماء ليلا على عكس طبيعتها.
حاول الخفاش أن ينام ليلا ، ويستيقظ مع ضوء الشمس ، كما كل حيوانات الغابة من حوله.
لم ترحب به كائنات الشمس ، تكتلوا عليه ، حرموه من رغبته الأخيرة . فلما تفصد عرقا ، أشفقوا ثم سألوه.
قال : أمتلك اليوم عينين بحنكة كل الكائنات .
قالوا: كيف ؟
قال : ليلا وفى الظلمة ، ترى عيني ما لم تكن ترى& من قبل.
سألوه عما يراه ؟ ، فأجاب بصوت رخيم :
" رأيت تحت الأرض ، سكينا حجريا باترا .. تآكلت ذؤابته..
رأيت تحت الأرض ، مياه آسنة ، بينما العشب الضئيل على السطح في حاجة الى قطرة ماْء ..
رأيت تحت الأرض ، رفات الصياد الماهر الذي أعرفه،ما خابت سهامه ذات مرة .
&رأيت ، ورأيت ، دنيا غير فاعلة ..فاكتفى الحيوانات بالصمت .&
حاول الخفاش أن ينام ليلا ، ويستيقظ مع ضوء الشمس ، كما كل حيوانات الغابة من حوله.
لم ترحب به كائنات الشمس ، تكتلوا عليه ، حرموه من رغبته الأخيرة . فلما تفصد عرقا ، أشفقوا ثم سألوه.
قال : أمتلك اليوم عينين بحنكة كل الكائنات .
قالوا: كيف ؟
قال : ليلا وفى الظلمة ، ترى عيني ما لم تكن ترى& من قبل.
سألوه عما يراه ؟ ، فأجاب بصوت رخيم :
" رأيت تحت الأرض ، سكينا حجريا باترا .. تآكلت ذؤابته..
رأيت تحت الأرض ، مياه آسنة ، بينما العشب الضئيل على السطح في حاجة الى قطرة ماْء ..
رأيت تحت الأرض ، رفات الصياد الماهر الذي أعرفه،ما خابت سهامه ذات مرة .
&رأيت ، ورأيت ، دنيا غير فاعلة ..فاكتفى الحيوانات بالصمت .&
جبل قــرن الثور
كان يقيم في الدار الجميل فوق جبل راسخ في الصحراء. قمة الجبل تشبه قرن الثور ، فأطلقوا عليه لقب "جبل قرن الثور".
عندما كان يشعر بالعطش، يمد ذراعه، يقطف طرفا من السحابة الممطرة تعلوه..فيرتوي.& لو جاءه الجوع ، تكفيه ثمار أشجار الفاكهة الباسقة التى تحيط بالدار من كل جانب.. يشبع.
وكان يعدو كما الغزلان، خفيف الحركة نشطا مثل القردة والنسانيس، يفوق قوة خرتيت. لكن يبدو له أن الزمن بطيئ من حوله، ولا يجد ما ينافسه ، فأصبح كئيب الطلعة .
ذات مساء شعر به الجبل الراسخ..ضحك و قال: أعرف ما يقلقك يا ولدى..كان أبوك هكذا مريبا؟! أقترح عليك إنجاز مهمة ، ووصفها بأنها مهمة قاسية، أن يهبط الجبل عدوا ، ويصعده هرولة..ثم وعده أن يهبه قمته "قرن الثور" يتنافسان معا ، هبوطا و صعودا.
فهبطا من نقطة بداية واحدة معا...
نجح وحيد الجبل أن يصل إلى السفح، تأمل الصحراء الممتدة الخاوية ، سرعان ما عاد صاعدا...
فسعد مهللا: وصلت قبل قرن الثور ، قبل قمة الجبل الراسخ.
وقف يلهث، مبتسما بسمة عريضة ...
كان يمكن أن يبقى هكذا سعيدا لفترة طويلة، لولا أن سرقته الدهشة و الحيرة.. أنه لم يجد داره !!.. تذكر أنه شيدها على قمة الجبل الراسخ التى قهرها منذ قليل!!!
عندما كان يشعر بالعطش، يمد ذراعه، يقطف طرفا من السحابة الممطرة تعلوه..فيرتوي.& لو جاءه الجوع ، تكفيه ثمار أشجار الفاكهة الباسقة التى تحيط بالدار من كل جانب.. يشبع.
وكان يعدو كما الغزلان، خفيف الحركة نشطا مثل القردة والنسانيس، يفوق قوة خرتيت. لكن يبدو له أن الزمن بطيئ من حوله، ولا يجد ما ينافسه ، فأصبح كئيب الطلعة .
ذات مساء شعر به الجبل الراسخ..ضحك و قال: أعرف ما يقلقك يا ولدى..كان أبوك هكذا مريبا؟! أقترح عليك إنجاز مهمة ، ووصفها بأنها مهمة قاسية، أن يهبط الجبل عدوا ، ويصعده هرولة..ثم وعده أن يهبه قمته "قرن الثور" يتنافسان معا ، هبوطا و صعودا.
فهبطا من نقطة بداية واحدة معا...
نجح وحيد الجبل أن يصل إلى السفح، تأمل الصحراء الممتدة الخاوية ، سرعان ما عاد صاعدا...
فسعد مهللا: وصلت قبل قرن الثور ، قبل قمة الجبل الراسخ.
وقف يلهث، مبتسما بسمة عريضة ...
كان يمكن أن يبقى هكذا سعيدا لفترة طويلة، لولا أن سرقته الدهشة و الحيرة.. أنه لم يجد داره !!.. تذكر أنه شيدها على قمة الجبل الراسخ التى قهرها منذ قليل!!!
الروائي السيد نجم مواليد القاهرة - تخرج فى كلية الطب البيطري عام 1971 - جامعة القاهرة و كلية الآداب قسم الفلسفة عام 1980 - جامعة عين شمس . &الإصدارات : &مجموعة قصص "السفر"- دار الثقافة الجديدة 1984 . |
مجموعة قصص "أوراق مقاتل قديم"- هيئة الكتاب 1988.
رواية "أيام يوسف المنسي" - نصوص 90 عام 1990.
مجموعة قصص "المصيدة"- هيئة الكتاب 1992.
مجموعة قصص"لحظات فى زمن التيه"- هيئة قصور الثقافة1993.
رواية& "السمان يهاجر شرقا" - هيئة الكتاب 1995.
دراسة "الحرب:الفكرة-التجربة-الإبداع"-هيئة الكتاب 1995 .
مجموعة قصص" عودة العجوز الى البحر" - دار الوفاء 2000.
رواية "العتبات الضيقة" -هيئة الكتاب 2001
مقالات فى كتاب "المقاومة والأدب" -هيئة قصور الثقافة2001.
اصدارات فى أدب الطفل:- قصص "سامح يرسم الهواء" -دار المعارف
&قصص "الأسد هس و الفيل بص"- دار المعارف
&- قصص "حكايات القمر"- دار الهلال&
- قصص "المباراة المثيرة"- دار المعارف
- "الأمومة فى عالم الحيوان" - دار المعارف
النشاط الأدبي: - عضو مؤسس لجماعة "نصوص.9" الأدبية.
- عضو اتحاد الكتاب المصريين.
- عضو نادى القصة.
- حصل على العديد من الجوائز و شهادات التقدير
النشر المشترك :ـ عدد خاص عن سلسلة "أدب الحرب"- هيئة الكتاب1995.
- كتاب المقهى الثقافي - هيئة الكتاب1997.
- كتاب الجمهورية - دار التحرير2000.
&تحت الطبع: ـ رواية " الروح وما شجاها"
- دراسة " المقاومة فى الأدب العربي"
- دراسة " قرن جديد .. و طفل جديد"
- مجموعة قصص ( أنين وأشياء أخرى)
- "لغز الكائنات الفريدة" - أطفال - دار المعارف
- حكايات من التراث" - كتاب قطر الندى
رواية "أيام يوسف المنسي" - نصوص 90 عام 1990.
مجموعة قصص "المصيدة"- هيئة الكتاب 1992.
مجموعة قصص"لحظات فى زمن التيه"- هيئة قصور الثقافة1993.
رواية& "السمان يهاجر شرقا" - هيئة الكتاب 1995.
دراسة "الحرب:الفكرة-التجربة-الإبداع"-هيئة الكتاب 1995 .
مجموعة قصص" عودة العجوز الى البحر" - دار الوفاء 2000.
رواية "العتبات الضيقة" -هيئة الكتاب 2001
مقالات فى كتاب "المقاومة والأدب" -هيئة قصور الثقافة2001.
اصدارات فى أدب الطفل:- قصص "سامح يرسم الهواء" -دار المعارف
&قصص "الأسد هس و الفيل بص"- دار المعارف
&- قصص "حكايات القمر"- دار الهلال&
- قصص "المباراة المثيرة"- دار المعارف
- "الأمومة فى عالم الحيوان" - دار المعارف
النشاط الأدبي: - عضو مؤسس لجماعة "نصوص.9" الأدبية.
- عضو اتحاد الكتاب المصريين.
- عضو نادى القصة.
- حصل على العديد من الجوائز و شهادات التقدير
النشر المشترك :ـ عدد خاص عن سلسلة "أدب الحرب"- هيئة الكتاب1995.
- كتاب المقهى الثقافي - هيئة الكتاب1997.
- كتاب الجمهورية - دار التحرير2000.
&تحت الطبع: ـ رواية " الروح وما شجاها"
- دراسة " المقاومة فى الأدب العربي"
- دراسة " قرن جديد .. و طفل جديد"
- مجموعة قصص ( أنين وأشياء أخرى)
- "لغز الكائنات الفريدة" - أطفال - دار المعارف
- حكايات من التراث" - كتاب قطر الندى
&
بريد القسم الثقافي في ايلاف [email protected]
&








التعليقات