&
أصبحت الحرب الباردة دافئة تماما بالنسبة للورد باول السكرتير الخاص السابق لمارغريت تاتشر بشكل لم يكن يتصوره احد. فخلال الحرب الباردة كان يقدم تقارير لرؤساء الوزارات حول الاخطار التي تشكلها اجهزة المخابرات الروسية واما الان فقد أصبح يعمل مع الجواسيس الروس السابقين . فهو يعمل حاليا في المجلس الاستشاري لشركة المعلومات الاحترازية والأمنية التي تجمع معلومات استخبارية من جميع انحاء العالم لصالح شركات ثرية ومن بين زملائه الجدد فكتور ابرامكين الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفياتية العسكرية جي . آر . يو الذي كان يعمل الى جانب جهاز المخابرات السوفياتي المرعب الـ "كيه .جي. بي". ومن خلال مكاتبها في لندن وميامي وواشنطن تعتبر شركة "المعلومات الاحترازية والأمنية" مؤسسة غير عادية في جمعها بين وكالات المخابرات على جانبي ما كان يعرف بالستار الحديدي . وإلى جانب خدمته مع كل من تاتشر وجون ميجور كان اللورد باول مؤتمنا على أهم وأخطر الاسرار البريطانية ومن المؤكد انه كان مستهدفا من قبل المخابرات السوفياتية . ولكنه ليس لديه حساسية بخصوص العمل مع خصومه السابقين . ويقول ان الحرب الباردة قد انتهت . ففي عصر العولمة الذي أصبحنا نعيش فيه ينبغي علينا ان نعتمد على الموارد المتوافرة في جميع انحاء العالم . وقد كان الجواسيس السوفيات من أكثر المواطنين السوفيات ذكاء وسعة اطلاع وتجولا في بلدان العالم . وقال ان التعاون في إطار الشركة يعتبر صورة مشابهة بعمل اجهزة المخابرات الروسية والغربية حاليا . وهناك الكثير من المعلومات المتبادلة خصوصا حول الحرب ضد الارهاب . ويقول خبراء الجاسوسية يوجد المئات من الجواسيس السوفيات السابقين يبحثون عن العمل ، وقد وجد الكثيرون منهم وظائف في اجهزة البنوك الأمنية وبعضهم مثل الجنرال اوليغ كالوجين الذي كان يتولى منصبا رفيعا في الـ "كيه.جي.بي" أصبح محاضرا في الشؤون الأمنية . وعندما سعت شركة المعلومات الاحترازية والأمنية لتوظيف جاسوس روسي يستطيع جمع معلومات لشركات غربية لها استثمارات في بلدان اوروبا الشرقية، نصحها مستشاروها بتعيين ابرامكين الذي كان يعمل في لندن . وكان ابرامكين قد انضم الى جهاز "جي. آر. يو" عام 1979 وقضى معظم عقد الثمانينيات في التجسس على المجموعات المنشقة في أوروبا الشرقية مثل حركة "نقابات التضامن البولندية" كما امضى بعض الوقت في أفغانستان وأرسله مسؤولوه في الـ "جي .آر . بي" الى بريطانيا في اواخر الثمانينيات لاجراء دراسات اجتماعية واقتصادية وقانونية في جامعة غلاسكو . وكان ما زال هناك عندما انهار الاتحاد السوفياتي ولم يعد الى جهاز المخابرات العسكرية ثانية . ويعترف بانه لم يكن يتصور ان ينتهي به المطاف بالعمل مع خصومه السابقين ولكنه يقول ان معرفته بأوروبا الشرقية لا تقدر بثمن ، فهناك العديد من الشركات الغربية الراغبة في الاستثمار والمتاجرة في أوروبا الشرقية ولكنها تتبع سياسة رعناء معتقدة بان الأمور شبيهة بتلك الموجودة في الغرب ولا تدرك بان القواعد والقوانين هناك مختلفة تماما. ويعمل في شركة "المعلومات الاحترازية والأمنية" وليام ويبستر مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي الـ "اف. بي. آي" وعميل سابق في وكالة المخابرات المركزية الـ "سي. آي. إيه" كمستشار . وهولاء جميعا كلفوا بتقفي أثر 100 مليون جنيه قيمة موجودات سرية لشركة تأمين في مصر . وتقول المجموعة بانها سوف تستعمل زرع اجهزة تجسس ومراقبة في الحالات الاستثنائية ولكن فقط إذا كان ذلك مسموحا من الناحية القانونية . وكانت هذه الشركة قد أسسها ضابط سابق في جهاز المخابرات البريطاني أم. آي ــ 5 ومايك بيكر وفيل آدمز من العمــلاء السابقين في الـ "سي.آي. إيه" وسبق لهما العمل في مكافحة الارهاب وعملا سرا لصالح المخابرات البريطانية في البوسنة وألستر والشرق الأوسط خلال حرب الخليج. / تلغراف (عن "الوطن" القطرية)
التعليقات