بيروت ـ من سعد الياس:الانفجار الموعود في العلاقات بين الرؤساء في لبنان والذي كان متوقعا بعد القمة العربية هل يأخذ طريقه الي التطبيق بعد زيارة رئيس الحكومة رفيق الحريري الي واشنطن ولقائه الرئيس الامريكي جورج بوش، وما رافق هذه الزيارة من علامات استفهام كثيرة حول توقيتها وابعادها؟
كل الدلائل تشير الي اقتراب هذا الانفجار، وفي طليعتها امتناع الرئيس الحريري عن زيارة قصر بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود علي نتائج محادثاته الامريكية، وامتناعه ايضا عن الذهاب الي المطار للمشاركة في الاستقبال الرسمي للرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما الذي يصل اليوم الي بيروت بدعوة رسمية، وبالتالي عدم مشاركته في المحادثات اللبنانية ـ الاوكرانية او في التوقيع علي الاتفاقيات المقررة بين البلدين.
هذه المسائل التي لم تكن ظاهرة حتي الامس القريب، اعلنها امس الرئيس الحريري في حديث الي اذاعة صوت لبنان ضمنه وجهة نظره في المواقف السياسية، التي تساءلت اذا كان الحريري تشاور مع سورية او مع الرئيس لحود قبل توجهه الي واشنطن، وقد رد الحريري بأنه لم يسبق مرة انه جري تنسيق مع سورية في ما خص الزيارات الي الخارج، اما بالنسبة الي رئيس الجمهورية فقال الحريري من الناحية الدستورية، ان رئيس الحكومة ليس مسؤولا امام رئيس الجمهورية ، واكد ان لرئيس الحكومة حرية تامة غير منقوصة ينص عليها الدستور في سفراته واتصالاته وذهابه ومجيئه . واضاف احترام الرئيس واجب، ولكن هناك فارقا كبيرا ما بين الاحترام والتقدير، وما بين السؤال هل ان رئيس الحكومة يقدم حسابا لرئيس الجمهورية؟ لا فهو لا يقــــدم حسابا لرئيس الجمهورية. ممكن ان يسأله المجلس النيابي ويقدم حسابا للمجلس النيابي .
اما الاسباب التي ادت الي وصول الامور الي ما وصلت اليه فأبرزها:
1 ـ تحفظ الرئيس لحود علي توقيت زيارة الحريري الي واشنطن في غمرة الدعم الامريكي لاسرائيل في حربها ضد السلطة الفلسطينية.
2 ـ استباق الحريري زيارة كان ينوي لحود القيام بها لاحقا الي العاصمة الامريكية ويلتقي خلالها الرئيس بوش.
3 ــ خلافات جوهرية في كيفية التعاطي مع ملف الخصخصة والقطاعات التي ستجري خصخصتها، وخصوصا قطاع الاتصالات الخليوية وفي هذا المجال، تشير اوساط مطلعة الي ان حديث الحريري في الولايات المتحدة عن انتقاد صندوق النقد الدولي التباطؤ في انجاز ملف الخصخصة لم يقصد به المجلس النيابي الذي وعد رئيسه نبيه بري باتمامه في 51 ايار (مايو) المقبل بل قصد ضمنا رئيس الجمهورية الذي يملك وجهة نظر خاصة رافضة ان يستغل اي مسؤول موقفه ونفوذه لاتمام صفقة من اجل مصالح شخصية.(القدس العربي اللندنية)