الصحراء الجنوبية في القرن الـ13 في ما يعرف اليوم بأفغانستان
كابول- يحلم وزير السياحة الافغاني زلماي رسول بان تسمح الاوضاع في افغانستان قريبا بتمكين السياح الاجانب من زيارة المناطق الخلابة في هذا البلد بدلا من الاكتفاء اليوم بزيارات الصحافيين الاجانب وموظفي المنظمات الانسانية.
وقد تمكنت افغانستان من جذب عشرات آلاف السياح في الستينات والسبعينات قبل ان تغرق في 23 سنة من الحروب التي اندلعت مع الاجتياح السوفياتي في 1979.
وباتت اليوم الفنادق مدمرة والطرقات محفرة والقسم الاكبر من البلاد مزروع بالالغام.&ومع ظهور بوادر استقرار بات الوزير رسول يؤمن ان الاجانب سيعودون لزيارة هذه الارض الزاخرة بالتاريخ والمناظر الخلابة التي تفوق التصور.
قافلة من الجمال
واعلن الوزير ان "افغانستان تبقى بلدا جميلا، ويبقى امامنا الكثير من العمل، لكننا نامل في انجازه بسرعة"، موضحا "رؤيته لسياحة نوعية لا لسياحة واسعة". واضاف قائلا "لا نريد مصنعا للسياحة. لا يهمنا كسب المال كثيرا".&ويامل وزير السياحة الافغاني بان تتمكن بلاده في مرحلة اولى من جذب "مجموعة مختارة من السياح" و"ربما فيما بعد، شكلا من السياحة الاوسع".
وقال ان اولويته تكمن في اعادة بناء المطارات الصغيرة واعادة ترميم الفنادق لان "البنية التحتية الفندقية دمرت". واوضح ان "الطائرة ستكون الوسيلة العملية الفضلى للسفر لان اصلاح وترميم الطرقات سيحتاج لكثير من الوقت".
ما يعرف بوادي نهر كابول
ولا يزال فندق الخمس نجوم الوحيد في كابول، وهو "الانتركونتيننتال"، معرضا لانقطاع متكرر في التيار الكهربائي مع انتشار اوعية داخل قاعة الطعام لجمع مياه الامطار التي تتساقط من سقفه.&واضاف الوزير "ان مطارات عدة دمرت وعلينا اعادة بنائها. اننا على وشك استئجار طائرات لنقل الناس من مكان الى اخر".
وقال رسول ان الحكومة تنتظر القطاع الخاص لتحريك السياحة لان الدولة "في الحقيقة لا تملك المال ولديها اولويات اخرى مثل التربية والصحة".&واوضح "اننا نسعى وراء استثمارات خاصة واعتمدنا قوانين تمنح الشركات الاجنبية فرصة الدخول الى الاسواق الافغانية. وهي معفاة من الرسوم للاعوام العشرة المقبلة".
وراى نائب وزير السياحة راض محمد علمي المسؤول عن قطاع الطيران، ان اعادة فتح المجالات الجوية سيحرك افاق التنمية السياحية.
وقد استؤنفت الرحلات الى نيودلهي واسلام اباد ودبي ودوشانبي وستضاف اليها رحلات الى طهران.&واكد علمي ان سنوات الحرب قد تكون لعبت دور عامل جذب اضافي.
وبكل تفاؤل، يعتقد مثلا ان تدمير طالبان لتماثيل بوذا في باميان في وسط البلاد، قد يغري الزوار للمجيء وقال ان "العديد من الناس قد يريدون الذهاب الى هناك ليروا ما فعله طالبان".&ويجري تنفيذ مشاريع لاعادة بناء تماثيل بوذا العملاقة.
معبد بودا في أفغانستان قبل ان تدمره حركة طالبان
واعرب علمي عن امله في ان يزور افغانستان ما بين عشرين الى ثلاثين الف سائح بحلول عامين لاكتشاف المآذن القديمة في غزنة وقلعة هراة الرائعة التي يعود تاريخ بنائها الى القرن الرابع عشر او لممارسة هواية صيد اسماك الانهر في جبال بامير البعيدة.
لكن وزير السياحة اقر مع ذلك ان هذه الطموحات لن تكون قابلة للتحقيق الا اذا استتب الامن.&واعترف قائلا ان "مفهوم السياحة مرتبط بالامن. وطالما لم نصل الى تثبيت حالة امنية مضمونة داخل البلاد، فسيكون من الصعب عقد الامال على جذب السياح باعداد كبيرة".
صحراء هيرات في جنوب افغانستان