بيروت:على خلفية مشكلة السيارات العمومية العاملة على المازوت والتي تصاعدت في الآونة الاخيرة في لبنان من جراء تلوث الهواء الذي حل بالعاصمة بيروت والمدن المحيطة. وبات يهدد صحة المواطنيين مباشرة. لقد اظهرت دراسة وضعها منتدى الاقتصاد العالمي بالتعاون مع جامعتي يال وكولومبيا ،ان لبنان احتل المرتبة 109 من 112 دولة من آسيا و أفريقيا و الشرق الأوسط لجهة درجة التلوّث مما يعني أن ثلاثة دول فقط تفوقه تلوثاً بيئياً عموماً و هوائياً خصوصاً.
اعتمدت الدراسة على 22 مؤشر تصنيف يعرض المؤثرات الملوثة وتأثيرها على الفرد، وقدرته على التنافس مع محيطه ومع المجموعة الاقتصادية التي ينتمي إليها. لا شك في أن نتائج التلوث في الهواء تبدو وخيمة على صعيد الصحة العامة لاسيما أن الغازات المنبعثة عن عوادم السيارات تسبب مشكلات صحية وتؤدي إلى تدني نسبة الذكاء عند الأطفال، وأمراض التنفس المزمنة كالربو والكبد والقلب والشرايين وغيرها العديد من الأمراض . وهذا ما يكبد المواطن فاتورة صحية عالية في ظل غياب الضمانات الصحية، من خلال التغيرات المناخية المضرّة كالمطر الحمضي الذي يقتل الثروة الحرجية.
وفقاً لإحصاءات غير رسمية ،تبين أنه عدا الشاحنات والآليات الكبيرة العاملة على المازوت ، برهنت الإحصاءات أن 120 ألف سيارة أجرة وأوتوبيس متوسطة وصغيرة تجوب& الأراضي اللبنانية يومياً وتنفث سمومها من الكبريت وثاني أوكسيد الكربون في الأجواء وفي رئة المواطن.
يذكر انه من دون أي تشريع أو ترخيص وبسبب& ارتفاع أسعار البنزين عالمياً ومحلياً ، ونتيجة المنافسة التي دخلتها الفانات من الباب العريض، وفي ظل غياب المراقبة القانونية أو المعاينة الميكانيكية، عمد أصحاب سيارات الأجرة إلى استبدال محركات سياراتهم بتلك العاملة على المازوت لأنها ارخص بثلاثة أضعاف. فازدهرت سوق محركات الديزل التي شرع التجار باستيرادها على نطاق واسع وتحت غطاء محركات وآليات زراعية.