الدار البيضاء: أعرب العاهل المغربي محمد السادس عن افتخاره بالمغاربة المقيمين بالخارج الذين لدى غالبيتهم ارتباط وثيق بجذورهم وإرادة صادقة للمساهمة بمعارفهم وإمكانياتهم في تنمية بلدهم.
وقال&العاهل المغربي&في حديث صحفي خص به مجلة (لا ميدينا) الصادرة بباريس تنشره الثلاثاء المقبل، وترجمته وكالة المغرب العربي للأنباء،&"لا يسعنا إلا أن نفتخر بالنجاح الباهر الذي حققه العديد من رعايانا الذين انخرطوا بكفاءة وخبرة مشهود بهما في الميادين الأكثر تنوعا من التعليم الى البحث العلمي مرورا بالمهن الحرة والفنون والثقافة بل حتى في السياسة".
وأضاف العاهل المغربي "أنهم لم يجعلوا من ثقافتهم الأصلية عائقا بل على العكس من ذلك استفادوا منها بذكاء مما مكنهم من استثمار ما تنطوي عليه هذه الثقافة من قيم التفتح والتسامح واحترام الآخر" مشيرا جلالته إلى أن نجاحهم هذا يدل على كفاءتهم بقدر ما يدل على حسن سلوكهم كما أن نجاحهم لم يبعدهم في بلدان الاستقبال عن بلدهم الأصلي "بل أكثر من ذلك نشعر أن& لدى غالبيتهم ارتباطا وثيقا بجذورهم وإرادة صادقة للمساهمة بمعارفهم وإمكانياتهم في تنمية بلدهم".
وحث العاهل المغربي رعاياه في الخارج " على الاستمرار في نفس& النهج& واعتبار أنفسهم سفراء لبلدهم والتعريف ما أمكن بإمكانياته وقيمه الثقافية". وعن سياسة تحفيز المغاربة القاطنين بالخارج للمشاركة بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد أكد محمد السادس أن الخصوصيات الجديدة للجالية المغربية بالخارج وانشغالاتها تتطلب استراتيجية سبق لجلالته أن حدد معالمها في الخطاب الملكي& بتاريخ 20 غشت.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية تقوم على أربعة محاور تتمثل في تقوية وتحسين خدمات المصالح القنصلية وضبط مجالات عمل مؤسسة الحسن الثاني مع إيجاد الصيغة الملائمة لتنظيمها وكذا تكليف مؤسسة محمد الخامس باستقبال وتقديم يد المساعدة للجالية المغربية ووضع هياكل مناسبة تستجيب لحاجيات المنعشين في مجال الاستثمار.
وأضاف "إن تحديد معالم الاستراتيجية التي التزمنا بتنفيذها ارتكز على تقييم للأعمال المنجزة ونحن واعون بضرورة مراجعة وتحسين البرنامج التربوي والثقافي المتبع حاليا .وهذه إحدى المهام التي تعود لمؤسسة الحسن الثاني التي يتعين عليها أن تعمل وفق المعطيات الجديدة المسجلة في الميدان ومنح الثقافة المغربية الإشعاع الذي تستحقه".
وحدد العاهل المغربي محمد السادس التحديات الكبرى التي على المغرب والمغاربة أن يواجهوها خلال العشر سنوات المقبلة في كسب معركة التنمية من خلال الزيادة في حجم النمو ومواكبة العولمة واعطاء التربية والتكوين بعديهما الكاملين وغرس فضائل الجد والاجتهاد في الأذهان وتعميق ثقافة التضامن مع الاحترام التام لأفكار الفرد وكرامته والحرص الدائم على المصالح العليا للوطن.
من جهة أخرى قال إن التضامن الاجتماعي لا يمكن أن يكون فعالا ما لم يتطور بشكل يأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية و يفرز أدوات دائمة ومضمونة و يخضع لتدبير شفاف وذي مصداقية ومن ثمة - يضيف جلالة الملك - جاء إحداث جلالته لمؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وأضاف أنه يتعين على ما هو اجتماعي أن يقتبس من الاقتصاد مناهجه في مجال التدبير والمحاسبة مع الاحتفاظ بأسلوب خاص كفيل بالاستجابة السريعة للحاجيات المحددة والاعتماد أكثر ما يمكن على السكان المستفيدين.
وأكد أنه بالنظر إلى هذه الاعتبارات انخرط جلالته شخصيا في عملية التضامن من أجل المساهمة في تغيير نظرة المغاربة لمواطنيهم الذين ليست لهم امكانية الاندماج في مسلسل التنمية وفق ما تفرضه القوانين الاقتصادية.
وعبر عن أمله في تحفيز المغاربة والمنعشين الاقتصاديين على المزيد من المشاركة في مكافحة الاقصاء فضلا عن تشجيع الفاعلين الاجتماعيين على تركيز انتباههم على التدبير باعتباره أساس& نجاح الاستراتيجية التي "نطبقها في هذا المجال".
واشار الى أن تعليم&الاطفال في العالم القروي يشكل جانبا مهما من تدخلات موءسسة محمد الخامس للتضامن "لاننا واعون بأن تمدرس الاطفال هو محور تنمية العالم القروي. بل انه لهذا السبب انصب اهتمامنا في المقام الاول على الفتاة في العالم القروي حيث أكبر نسبة من انعدام التمدرس ".
وأوضح&أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن شيدت في مختلف مناطق المغرب العديد من مراكز الإيواء التي ستمكن المئات من الفتيات من متابعة تعليمهن الأساسي وما بعده.
وعن العوامل الكامنة وراء النجاح الذي حققته مؤسسة محمد الخامس بعد أربع سنوات من الوجود قال إن "المؤسسة جمعية تحاول في إطار احترام تنظيماتها الأساسية وفي حدود إمكانياتها أن تقدم شيئا ملموسا لفائدة المعوزين مع الحفاظ على مصداقيتها لدى المانحين والشركاء وبالتالي فإن مواردها موجهة أساسا لمشاريعها".