الهيرالد تريبيون
&
عكس انتخاب الرئيس الهندي الجديد العالم الغريب الاطوار ابن السبعين عاما احتقار البلد واستخفافه بسياسييه المحترفين وكذلك طموحه الجاد لاحتلال مكانته على المسرح العالمي. ويعتبر العالم أبوالكلام وهو نجل احد البحارة ــ ابو البرنامج الصاروخي النووي الهندي وقد فاز بمنصب رئيس الجمهورية مؤخرا بأغلبية ساحقة وهو منصب فخري حينما حصل على اكثر من 90% من اصوات المجلس التشريعي وقد برز كمرشح لحزب باهاراتياجاناتا الحاكم ــ الحزب القومي الهندوسي ــ قبل شهر واحد فقط وهو يعرض نفسه كملهم قومي عصامي تعهد باستخدام العلم والتكنولوجيا وابحاث الذرة والصواريخ والفضاء من اجل تنمية وتطوير الهند ولفرض احترامها وبلوغها اوج عظمتها. وقد برز كشخصية مثيرة للاعجاب حينما اشرف على التجارب النووية الهندية الناجحة عام 1998 وقد أماط اللثام عن عقيدته القومية الصريحة من خلال كتابه الاخير "العقول المتوقدة تطلق عنان القوة الكامنة داخل الهند. وقال أبوالكلام بعد انتخابه رئيسا للجمهورية: "يجب ان تتحول الهند الى دولة متطورة مزدهرة وقوية ذات نظام له قيم ومبادىء". وأبوالكلام مسلم من طائفة التاميل وهو ثالث مسلم يتولى منصب رئاسة الجمهورية في الهند ذات الاغلبية الهندوسية وقد رشحه حزب باهاراتا جاناتا الحاكم لتعزيز مرجعيته العلمانية بعد ان ادين مؤخرا بالسماح للمتعصبين الهندوس بقتل مئات المسلمين في ولاية غوجارات الهندية هذا العام. ولكن المنتقدين يشككون في مرجعيته العلمية ويقولون انه لم يتبن الدفاع عن قضية المسلمين اطلاقا ويطلقون عليه الغر غير المؤهل للصراع السياسي الهندي بينما يتهمه اليساريون بالهوس النووي ويشككون في مشاريع باهظة التكاليف مثل ارسال مركبة غير مأهولة الى القمر التي يعتبرون انها ستهدر الاموال حيث يقول الناطق بلسان الاحزاب اليسارية سيتا رام ياشوري: "ان نظريته العلمية تعتمد على تسخير المجتمع لصالح العلم بدلا من تسخير العلم لصالح المجتمع". ولكن هذا الانتقاد لا قيمة له في بلد اصبح فيه أبوالكلام شخصية تقدسها الجماهير. وأبوالكلام اعزب، نباتي، هاو موسيقى وشاعر وهو بذلك انما يجلب شخصية غريبة الى القصر الرئاسي المكون من 340 غرفةوهو يعيش حياةزهد ونسك يقرأ الشعر ويعزف على الفينا وهي آلة موسيقية تشبه الجيتار في وقت فراغه. وكان رد أبوالكلام مؤخرا "لا لن أفعل".. عندما سئل بطريقة ساخرة عما إذا كان سيأمر رئيس الوزراء فاجبايي باطالة شعره. أبوالكلام مشهور بشعره الطويل الاشيب الكثيف الذي نيساب على جانبي وجهه. ويسلط كتابه الذي حقق افضل مبيعات عن سيرته الذاتية "ملحمة النار" وكتاب الاطفال "البحث السرمدي" الضوء على حياته وكيفية قضاء اوقاته فهو من مواليد 15 اكتوبر 1931 في رامسوارام وهي منطقة لها امتدادات بين مدراس وسري لانكا وقد امتاز في دراسته في حين كان يبيع الصحف من أجل مساعدة والده. ان ملحمة حياة هذا الرجل والتي تعتمد على آيات ملهمة من القرآن الكريم ومن آراء شخصيات مثل باغافاد، غيتا، تي.اس ايليوت، لويس كارول، بنيامين فرانكلين وشخصيات أخرى تدافع عن التعايش بين الهندوس والمسلمين.