كتب نصـر المجالي: مغرور ، مبدع ، او انه نبي؟، بهذه الكلمات علقت سيدة انجليزية عجوز على مشاركة قائد فريق انجلترا في كأس العالم التي استضافتها في وهج الصيف كوريا الجنوبية واليابان، فديفيد بيكهام ذا الطول الفارع وصاحب تسريحات الشعر اللافتة رغم اخطائها الفنية صاحب كل المفاجئات.
ليس مغرورا، وانما حال الانجليز في بناء شخص ثم هدمه واغتياله في أي مناسبة تلوح في الافق، فهو ليس اكثر من لاعب ابدع على ساحة كرة قدم بريطانية يتيمة تستجدي لا عبيها من افريقيا واميركا اللاتينية.مبدع، نعم، فلولاه لما استطاع الفريق الأشهر في العالم "مانشيستر يونايتد" من احراز لقب البطولة مرات ثلاث متتالية.
نبي، هذا حال البريطانيين في توصيف انبيائهم، وابطالهم الذين يسقطوهم بجرة قلم او برنامج تلفزيزني مثير، وكثيرون سقطوا على هذا الطريق، فوسائل الاعلام ترفع ثم تخفض وتحرق ايضا، واسألوا البطل البريطاني (اليمني) نسيم حامد، الذي تجرع مرارة الشهرة كثيرا وقليلا.
ديفيد بيكهام (27 عاما) مسجل هدف يتيم في كاس العالم الأخيرة، يخرج الى متابعيه ومحبيه وعشاقه هذه المرة كاتبا وليس لاعبا، فهو وقع عقدا لنشر مذكراته مع دار النشر الأشهر في بريطانيا (هاربر كولينز) لنشر مذكراته.
وقالت مصادر دار النشر ان المبلغ المتفق عليه هو مليوني جنيه استرليني للطبعة الأولى، ولا أحد يعرف كم سيكون عائد الطبعات الخرى في السنوات اللاحقة مادام الانجليز يعتبرون ديفيد بيكهام بطلا ومغامرا و"نبيا".
ديفيد بيكهام هذا اللاعب صاحب "الشوتات" الطويلة الى مرمى الخصم لن يغادر نادي "مانشيستر يونايتد" وهو حقق شعبية لا يشق للها غبار انتماء بريطانيا، رغم كل العروض التي جابهته من نواد في اسبانيا وايطاليا وحتى من العالم العربي مثل ليبيا ودبي؟.
هذا الصبي، اللاعب اصبح مليونيرا في سنوات المراهقة، ثم اصبح مرموقا، وفي النهاية هو يحتل الصدارة بين كتب الألفية الجديدة عبر مذكراته الشخصية التي تتبناها اكبر دار نشر بريطانية.
بيكهام، اصبح رمزا تجاوز كل الرموز البريطانية الكبرى من الملكة فيكتوريا الى الوريثة اليزابيث الثانية التي تتراجع شعبيتها كل يوم.
هل هو ارتباطه زواجا شرعيا بفيكتوريا نجمة فرقة فتيات التوابل السابقة؟ بالطبع لا ، فهو كان محقق انتصارات "ما نشيستر يونايتد" قبل ذلك؟، اذا ماذا؟ .
انها ابداع الاشخاص الذي يحترم في دول مرموقة تحترم ناسها، سواء في "مداس القدم، او في جمجمة الرأس"، واذ لم تعط بريطانيا لعقدين مبدعين جددا في تلك المجالات فعليها الذهاب الى آخرين من اخمص القدم وركلات الجزاء في ملاعب الدنيا.
بريطانيا هي اللاعب الأكبر، حتى لو تطاولت اميركا على ذلك سياسيا، ولكن قلعة الامبراطوية "ولادة دائما" وليس كولادات النيل المصري المتباهي بكثرة الولادات اعتباطا انسانيا وكثرة نسل من دون خبز او رغيف يومي.
ديفيد بيكهام "اللاعب الشهير" وفكتوريا "المغنية الغنجة" حققا سبيلا للشهرة لا يشق له غبار، واقتحما عالم الكتابة في كتب عدة صدرت، ولا احد من النقاد البريطانيين انفسهم استطاع توجيه كلمة من النقد لابداعهما.
لماذا؟ لانهما رويا حقيقة نفسيهما امام الملأ فهي مغنية ولا ضير وهو لاعب كرة احصى انفاس العالم من قدمه، الا يحق له ان يحصي انفاس العالم بقلمه؟.وأخيرا، فان كتاب "هذا عالمي .. بيكهام" سيشترى وسيقرأ على اوسع نطاق ومدى، فاين نحن كعرب مع الكرة التي نقتل لاعبيها بتعليق تافه او نطرده كما اردنا من الملعب حسب المزاج؟