يستغل الساسة في العالم الجوانب النفسية والعاطفية لدى جموع الناس، ويبدأون بتوجيهها يمنة ويسرة عبر وسائل الاعلام المتاحة لهم من تلفزيون وصحافة واذاعة، حتى تتحقق مآربهم، ولا يختلف في ذلك المشرقي أو المغربي ـ او الغربي ـ ولكن الاثر لدى المشرقي اكثر بحكم طبيعته.
ويعيش كل بلد مسرحيات خاصة به، لها مؤلفوها ومخرجوها وممثلوها الذين قد يكونون من نفس البلد او من خارجه، ويشارك احياناً من ابناء البلد في العمل ضد مصالح بلده وشعبه ليدعى لاحقاً عميلا او خائنا، ولكن بعد فوات الأوان.
ويعتبر اللوبي اليهودي اكثر من يستخدم هذا الاسلوب الدنيء، ويتبعهم في ذلك ويليهم التيار الليبرالي والعلماني.. متضامنين.
ولنستعرض بعضاً من الاحداث التي طالما انخدع بها عالمنا العربي على وجه التحديد، فها هو "ابو نضال" نكتشف بعد حين انه قتل قرابة الألف شخص عربي ليس بينهم يهودي او اسرائيلي واحد! وها هو صدام حسين حارث ـ وليس حارس ـ البوابة الشرقية الذي رفعت صوره وخلد اسمه ليغزو جاره ويقتل شعبه وما زال في غيه وطغيانه.... وغيرهما كثير وحتى بعض اقطاب المعارضة العراقية الذين كانوا مع الرفيق صدام وشاركوا معه في ممارسة جرائم القتل والتعذيب يعودون اليوم ابطال ورموز العدل والحق!
ولم تسلم القضية الفلسطينية من مثل ذلك الخداع السياسي الذي يستحث العواطف بأسلوب قديم ومكشوف، كحادثة محاولة اقتحام مقر الرئيس ياسر عرفات ليذهب افراد الحماية الشخصية له ضحية لهذه المسرحية، ومسرحية جبريل الرجوب، واخيراً البرغوثي الذي سيصنعون منه بطلاً... وهو من هو لمن يعرفه، وسيكشف لنا الزميل فؤاد الهاشم تاريخه يوما ما، فهل ننتظر؟!!
أم نعي لما يحاك حولنا؟
لقد آن الاوان للنظر الى ما يجري حولنا بعين التبصر والتروي وعدم الاستعجال في اصدار الاحكام وابداء المواقف من اعتراض او تعاطف، فكفانا مسرحيات منذ بدء ما يسمى بالتوارث منذ مطلع القرن العشرين، وما زلنا نعيش امثالها ونعيش مواقفها وتمثل ادوارها ونضحك لاحداثها ونصفق لابطالها ثم نتحسر لنتائجها وحقائقها.