الدكتور رياض الأمير
&
&
ليس المقصود من مسرحية إعادة انتخاب صدام حسين لفترة سبع سنوات أخرى تأكد استمرار حكم العائلة العوجوية فقط , وإنما توجيه رسالة إلى جهتين تحديدا، الأولى الشعب العراقي المسلوب الإرادة لإشعاره بأن لا مجال عنده لإيصال صوته إلى الخارج والثانية موجهة إلى بعض الحكام العرب مثل الرئيس حسني مبارك، الذين يتمنون أن يخطو النظام العراقي خطوة لإنقاذ البلاد من احتمالات تدميره عسكريا عن طريق استقالة رئيسه وتركه العراق إلى أي جهة يرغب. وبغض النظر عن نتيجة التصويت وصحتها والتي يعرفها منظموها قبل غيرهم فهي لربما تفتح عيون قادة بعض فصائل المعارضة العراقية (حزب الدعوة والحزب الشيوعي العراقي) إلى إعادة التفكير في أطروحاتهم المبنية على أمل التغير من الداخل إلى وسيلة ناجعة وأكثر فعالية. ومسرحية التصويت فندت نظرية التغير من الداخل جملة وتفصيلا، لأن نظام مثل النظام العراقي الحالي لا يتعامل مع الشعب بأسلوب أخلاقي كما أظهرته عملية الاستفتاء الأخيرة، فكيف له التعامل مع المعارضة؟&وهل ستكون طريقة الاستفتاء ونتائجها قوة لكي تدعوهم إلى الإتلاف الجمعي لقوى المعارضة العراقية من اجل وحدة الخيارات للإسراع في إسقاط النظام البعثي وسلطته العوجوية من اجل إعادة ا لحرية للشعب العراقي&لكي يعيش مع شعوب العالم الأخرى بكرامة وأمان؟ أن ما أضحك العالم أن نتيجة الاستفتاء بنسبة مائة بالمائة ظهرت قبل يوم من بدايتها. أما قبل ساعة من غلق أبواب مسارحها، صرح عزة الدوري، نائب رئيس النظام العراقي بان "لا" غير موجودة لدي العراقيين. يروج للديموقراطية الصدامية التي شاهدنا افضل صورها في الاستفتاء الأخير، أعوان النظام وهي تضحك كما هي نتيجة الاستفتاء. أن الأمثلة&عنهم كثيرة حيث لم يكتفوا في التطبيل لها على إيقاع أزلام النظام في الداخل وإنما في الخارج أيضا. ففي إحدى الندوات التي أقيمت في جامعة اكسفورد قبل عدة أشهر والتي ساهم فيها عدد من المثقفين العرب، منهم الدكتور حسين عبد الله العمري عضو المؤتمر الشعبي العام في اليمن والسفير السابق لليمن في بريطانيا الذي تحدث بعد إلقاء محاضرته عن الديموقراطية في اليمن في الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا بان "خير الدين حسيب" أخبر المشاركين في ندوة "اكسفورد" بان صدام حسين أول من يطالب بالديموقراطية واستشهد بقصة نقلها إليهم بأن مجلس قيادة الثورة في العراق أجرى تصويت بين أعضاءه حول تطبيق الديموقراطية في العراق وكانت نتيجته صوتان لا ثالث لهما مع تطبيقها، هما صوت صدام حسين وسعدون حمادي !!!! والآن هل ستفتح نتيجة الاستفتاء عيون الأشقاء من المثقفين العرب عن نوعية الديموقراطية التي يبشر بها خير الدين حسيب، الناطق باسم الاشتراكية العربية التي أفلست قبل& إفلاسها في أوربا الشرقية، وغيره& فاقدي البصيرة على الرغم من انهم مبصرون ؟ ومما يثير الأسف أن مشاهدي مسرحية التصويت ثلاثة آلاف شخص جاء بهم النظام بقوا صامتين ليس فقط&لسوء العرض للتمثيلية الهزلية وهزالة تمثيل أبطالها، ولكن لأنهم لم يسألوا عن مصادر تموين إقامتهم التي كلفت عدة مئات من الألوف من الدولارات وأطفال الشعب العراقي الذي جاءوا للتضامن معه يموتون جوعا.
التعليقات