تونس "إيلاف" من حكمت الحاج: تعيش تونس للفترة من 18 الى 26 أكتوبر 2002 فعاليات الدورة 19 لأيام قرطاج السينمائية التي تعتبر من أهم الأحداث الثقافية على الصعيد التونسي، خاصة وان هذه الدورة 19 تتميز بمشاركة 222 فيلما من 50 بلدا وصفها المنظمون بأنها قياسية وتشهد بان هذه التظاهرة السينمائية العريقة مازالت محتفظة ببريقها وجاذبيتها في الساحة العربية والإفريقية والعالمية على حد السواء رغم تعدد المهرجانات والتظاهرات السينمائية الخاصة بالأفلام العربية والإفريقية والمتوسطية في الفترة الأخيرة.
أيام قرطاج السينمائية ما زالت كذلك متشبثة بخصوصيتها العربية والإفريقية مع الانفتاح على السينما العالمية كما أنها مازالت وفية لأصدقائها القدامى من أمثال يوسف شاهين و الشيخ عمر سيساكو وحريصة على إقامة صداقات جديدة مع المخرجين الصاعدين واكتشاف المواهب العربية والإفريقية مثلما دأبت عليه في كل دوراتها الماضية.
وتتوزع الأفلام المشاركة الى أشرطة سينمائية وأشرطة فيديو حيث تم بمناسبة هذه الدورة إحداث مسابقة رسمية خاصة بأفلام الفيديو الى جانب المسابقة الرسمية المفتوحة للأشرطة السينمائية الإفريقية والعربية.
مشهد من فيلم يد إلهية
&
تفتتح الدورة بالفيلم الفلسطيني " يد الهية " للمخرج ايليا سليمان وتختتم كذلك بفيلم فلسطيني جديد للمخرج رشيد مشهراوي بعنوان "تذكرة الى القدس". ويأتي هذا الاختيار في إطار تكريم السينما الفلسطينية من خلال عرض هذين الفيلمين ومجموعة من الأفلام الفلسطينية الأخرى المعروفة من مثل "المخدوعون" و"كفر قاسم" و"درب التبانات".
المسابقة الرسمية الخاصة بالأشرطة السينمائية والمقتصرة على البلدان العربية و الإفريقية تضم 20 فيلما طويلا و 12 شريطا قصيرا وتشارك تونس في هذه المسابقة بثلاثة أشرطة طويلة هي "صندوق عجب" لرضا الباهي و " عرايس الطين" للنوري بوزيد و" الكتبية" لنوفل صاحب الطابع وبشريط قصير بعنوان " ذات مساء في جويلية" لرجاء العماري.
وتشرف على هذه المسابقة الرسمية لجنة تحكيم دولية تتركب من 6 أعضاء برئاسة الكاتب المصري ادوار الخراط.
أما المسابقة الخاصة بأفلام الفيديو فتضم 21 فيلما طويلا و20 شريطا قصيرا فضلا عن القسم الإعلامي للفيديو الذي ستعرض في إطاره حوالي 50 عملا بين طويل و قصير.وترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة السيدة سيمون بيتون من فرنسا.
أما قسم بانوراما المفتوح للأفلام العربية و الإفريقية خارج المسابقة الرسمية فيشتمل على 23 فيلما طويلا من ضمنها 16 فيلما هي أول أعمال مخرجيها الى جانب 15 شريطا قصيرا من 21 بلدا من العالم العربي وإفريقيا.
ويحتوي القسم الدولي الذي يعد هو الآخر من ابرز أقسام التظاهرة على 30 شريطا طويلا من احدث و أجود ما انتج في العالم خلال السنتين المنقضيتين منها " تيرانا سنة صفر" من ألبانيا و"المجنون" من ألمانيا و"العين الثالثة" من بلجيكا و" الأرض التي لا يملكها أحد" من البوسنة و"مع كل حبي" من فرنسا و"الدائرة" من إيران و" مانيولا ساينز" من فنيزويلا.
من جهة أخرى والى جانب السينما الفلسطينية ستقوم الدورة 19 لأيام قرطاج السينمائية بتكريم السينما البرازيلية و السينما الإيطالية من خلال عرض مجموعة كبيرة من الأفلام القديمة والجديدة بالإضافة الى تكريم الفنان المصري احمد زكي بتقديم باقة من الأفلام التي يلعب فيها دور البطولة مثل "أيام السادات" و"اضحك عشان الصورة تطلع حلوة".
كما تقام في إطار هذه التظاهرة الندوة الفكرية الدولية لأيام قرطاج السينمائية يومي 24 و 25& أكتوبر بتونس بعنوان "النقد السينمائي في مواجهة السينماءات الإفريقية و العربية" بإدارة الناقد والأستاذ الجامعي كمال بن وناس و المخرج المعروف فريد بوغدير الى جانب الدورة الخامسة لورشة مشاريع الأفلام من 21 الى 23 أكتوبر بدار الثقافة ابن خلدون بمشاركة 10 مشاريع سيناريو لسينمائيين من 6 بلدان قصد الحصول على 4 منح و عقد شراء مسبق. وينتظر ان ينزل ضيفا على الدورة 19 عدد من نجوم السينما العرب و الأجانب من بينهم احمد زكي و سمير صبري و عزت أبو عوف من مصر و المخرج الإيطالي بوبي افاتي.
وستقدم العروض السينمائية في ثماني قاعات بالعاصمة في ثلاث حصص الثالثة و السادسة بعد الظهر و التاسعة ليلا في حين ستعرض أفلام الفيديو بدار الثقافة ابن خلدون في أربع حصص بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا.
تتكون لجنة التحكيم الدولية للدورة 19 لأيام قرطاج السينمائية من :
- ادوار الخراط روائي وقصاص من مصر ( رئيس )
وعضوية :
- تاتا امارال مخرجة سينمائية من البرازيل
- كلير دونيه مخرجة سينمائية من فرنسا
- عائشة الفيلالي فنانة تشكيلية من تونس
- هاني تشيلي ممثلة ومنتجة من الكوت ديفوار
- ايمونغا ايفانغا ناقد سينمائي وكاتب سيناريو من الغابون
- رشيد مشهراوي مخرج سينمائي من فلسطين
&
ملحوظات حول السينما التونسية
&
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن موضوع السينما التونسية وعلاقتها بالدولة من حيث التمويل أو المستهمة في الانتاج. وفي حقيقة الأمر، يشكل الدعم المالي المتواصل الذي توفره الدولة للتشجيع على الإنتاج السينمائي في تونس حافزا هاما للمبدعين في حقل الفن السابع بما يثري الخزينة السينمائية ويجعلهم يقبلون بحماس على التأليف والإخراج والإنتاج سعيا الى بلوغ أرقى مراتب النجاح على الساحتين الوطنية و الدولية.
وفي هذا السياق سجلت انتعاشة ملحوظة في مجال الإنتاج السينمائي الوطني حيث ارتفع عدد الأفلام التونسية خلال السنوات الأخيرة الى 5 أفلام طويلة واكثر من 10 أشرطة قصيرة في السنة وبذلك تتوفق تونس الى تحقيق الأهداف المرسومة في هذا القطاع.
وفي ظل هذا المناخ تشهد الدورة 19 للمهرجان الدولي لأيام قرطاج السينمائية وللمرة الأولى في تاريخ السينما التونسية عرض 8 أفلام تونسية طويلة جديدة.
وأنجز هذه الأفلام نخبة من المخرجين والمخرجات التونسيين جلهم من الوجوه المعروفة على الساحة العربية و الإفريقية وحتى العالمية.
والأفلام الجديدة الطويلة التي دعمتها وزارة الثقافة والشباب والترفيه بعنوان سنة 2002 هي "الجانب المعتم من الحب أو الكتبية " لنوفل صاحب الطابع و " الأمير" بصدد التصوير لمحمد الزرن و " دار الناس" بصدد التصوير لمحمد دمق وذلك باعتمادات جملية قدرت بمليون و 50 ألف دينار بحساب 350 ألف دينار لكل فيلم. أما الأشرطة القصيرة التي دعمتها الوزارة بعنوان سنة 2002 فهي " خميس " للطيب الجلولي و" أليف" لفيصل بوزيان الشمامي و " القصور" لمنير مسلم و " رايس الابحار" لهشام بن عمار و " هدية المتقاعد "لكمال يوسف و "الناجون من الانهيار" لخالد الوليد البرصاوي وذلك باعتمادات جملية بلغت 280 ألف دينار بحساب 40 أو 50 ألف دينار للشريط الواحد.
وبذلك يقدر المجموع العام للدعم المالي للتشجيع على الإنتاج السينمائي بالنسبة الى الأفلام الطويلة والقصيرة بعنوان سنة 2002 مليون و 330 ألف دينار مقابل مليون و 750 ألف دينار رصدت بعنوان سنة 2001 لدعم 5 أفلام طويلة فحسب وهي " خرمة ولد الجبانة" للجيلاني السعدي و " العلبة السحرية أو صندوق عجب" لرضا الباهي و " بدوين هيكر" لنادية الفاني و"عرايس الطين" للنوري بوزيد و " اوديسا" لإبراهيم باباي علما وان الأربعة الأفلام الأولى ستشارك في الدورة 19 لأيام قرطاج السينمائية.& ويندرج هذا الدعم المالي الذي يتمتع به سنويا الإنتاج السينمائي في إطار سياسة رائدة للتشجيع على الإنتاج الثقافي تشمل كذلك قطاعات الكتاب و الموسيقى و المسرح والفنون التشكيلية وغيرها ويتم إسناده في ضوء جملة من المعايير من بينها الجودة والابتكار والتميز وعلى أساس اقتراحات لجان استشارية تتركب من أخصائيين من أهل المهنة.