خاص إيلاف من جنيف: في مبادرة سعودية ذات طابع إنساني عالمي، تستعد مؤسسة سيغ للفنون، بالتعاون مع الجمعية السعودية لمرض الزهايمر، للإعلان عن معرض دولي بعنوان "عندما يبقى الضوء" (When the Light Remains)، يسعى إلى إعادة صياغة الحوار العالمي حول الذاكرة والهوية والتجربة الإنسانية مع الزهايمر، من خلال الفن.

تصفه وثيقة المشروع بأنه "مبادرة سعودية تركز على الذاكرة والهوية والتجربة المعاشة"، ويهدف إلى تقديم الزهايمر خارج الإطار السريري، انطلاقًا من رؤية تعتبر المرض "أكثر من مجرد حالة عصبية، إذ يعيد تشكيل الحياة العائلية والهوية الشخصية وعلاقتنا بالزمن، ليصبح تحدياً اجتماعياً جماعياً يأخذ الذكريات بهدوء ومبكرًا".
المعرض يُقدَّم كـ"قالب لمواقع معارض مستقبلية تشجع الحوار حول الذاكرة من خلال الفن، وتربط الجماهير عبر الثقافات، وتسمح برؤية الفنانين معاً في حوار نشط"، كما يشكّل، بحسب الوثيقة، "نقطة دخول متاحة وإنسانية للتعاطف والفهم حول الزهايمر، تستند إلى التجربة المشتركة بدلاً من الإطار السريري".

جولة بثلاث محطات: من أوروبا إلى الجزيرة العربية
يُخطط للمعرض أن يبدأ في جنيف خلال الربع الثاني من عام 2026، ثم ينتقل إلى روما أو طوكيو في الربع الرابع من العام نفسه، قبل أن يُختتم في الرياض مطلع عام 2027.
جنيف، بوصفها "مدينة متجذرة في الدبلوماسية والحوارات الإنسانية"، ستحتضن المعرض في متحف سويسري رفيع المستوى ليوم واحد، يتبعه عرض في موقع خاص لمدة أسبوع إلى أسبوعين. وتُوصف المحطة السويسرية بأنها "معلم أوروبي مركزي يُفعّل شبكات المتاحف والمجموعات الفنية والمنظمات الخيرية السويسرية".
أما روما، فتُقدَّم في الوثيقة كـ"مشهد ثقافي نابض يركّز على المشاركة الاجتماعية"، وتُعتبر "بيئة طبيعية لمعرض يركّز على الذاكرة الجماعية"، حيث "تقاليدها العميقة بين الأجيال تجعل موضوعات الرعاية والفقدان والتواصل ذات صدى خاص".
وتُختتم الجولة في الرياض، "موطن الجمعية السعودية لمرض الزهايمر والمحطة الطبيعية النهائية"، حيث يُقام مزاد خيري لدعم مبادرات الجمعية محليًا، وذلك "بهدف تحويل الحوار العاطفي للمعرض إلى دعم مباشر وتأثير دائم".

كوكبة من الفنانين العالميين والسعوديين
يضم المعرض قائمة مقترحة من الفنانين العالميين البارزين الذين "لديهم رابط مع رواية الذاكرة"، وهم: يايوي كوساما (اليابان)، مارينا أبراموفيتش (صربيا)، أنسيلم كيفر (ألمانيا)، داميان هيرست (بريطانيا)، جانيت إشلمان (الولايات المتحدة)، ودان فو (فيتنام).
كما يشارك فنانون سعوديون من أبرز الأسماء، بينهم: منال الدويان، مهند شونو، عبدالناصر غارم، فهد الغثامي، عبيد السافي، ومعاذ العلفي. ويضاف إليهم الفنان السوري مذهر حسن، والإيطالي ماركو كونتي سيكيتش.

تقاسم الأدوار بين مؤسسة سيغ والجمعية السعودية
تتولى مؤسسة سيغ للفنون "صياغة المعرض وتنسيق الفنانين"، إلى جانب الإشراف على "تصميم وتركيب المعرض"، والتعاون مع "أبرز الأماكن في سويسرا"، كما تقوم بتطوير البرنامج العام الذي يشمل "المحادثات والجولات الإرشادية".
من جهتها، تسهم الجمعية السعودية لمرض الزهايمر بـ"توجيه حول إطار التوعية ودعم التفاعل مع الشبكات المجتمعية المرتبطة برعاية الذاكرة"، بالإضافة إلى المشاركة في "المحادثات العامة وجهود التواصل"، وقد تساعد في "تحديد أو التواصل مع شركاء يمكنهم دعم ميزانية المشروع واستدامته".

أنشطة مصاحبة ومزاد فني خيري
يشمل البرنامج المرافق ورشة عمل بعنوان: "رسم خرائط الذاكرة: ورشة عملية حول تصور الروايات الشخصية"، إلى جانب جلسة نقاش تحمل عنوان: "من العلامات الحيوية إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ: مستقبل الكشف المبكر عن الزهايمر".
وتنص الوثيقة على أن المزاد الخيري، المتوقع تنظيمه بالشراكة مع دار مزادات دولية رائدة، سيوزّع عائداته بنسبة 70% لصالح الجمعية السعودية لمرض الزهايمر، و30% للفنانين المشاركين.

خيار الألعاب الإلكترونية: "العب للشفاء"
يطرح المشروع خيارًا إضافيًا تحت عنوان "العب للشفاء" (Play to Heal)، يستهدف إشراك الجماهير الأصغر سنًا عبر لعبة بسيطة تعتمد على الذاكرة، حيث "يشجع كل مستوى مكتمل على التبرعات الصغيرة لصالح الجمعية".
وبحسب النموذج المطوّر مع مؤسسة "كود غرين" غير الربحية، "يُستخدم اللعب كأداة للتعليم والتوعية وجمع التبرعات". وإذا ما تم اعتماد هذا التوجه، "خصوصًا لنسخة الرياض"، ستبدأ المؤسسة في "تحديد شركاء مناسبين في آسيا لدعم التطوير والرعاية والوصول إلى المنصة، بالإضافة إلى تحديد فرص المنح".

إشراف علمي وثقافي متعدد الاختصاصات
ينص المشروع على تشكيل لجنتين: "لجنة توجيهية" تتولى الإشراف على الميزانية والجدول الزمني والشراكات الاستراتيجية، و"مجلس استشاري علمي وثقافي" يقدم التوجيه حول السياقات الفنية والاجتماعية والتاريخية، مع ضمان "الدقة العلمية والحساسية الثقافية".
وتضم اللجنة العلمية أسماء بارزة من بينها: جمعية الزهايمر الدولية، البروفيسور ريتشارد هينسون من جامعة كامبريدج، الدكتور سيف الجراح، الدكتور عابد كرهاني، الدكتور هيثم الطيب، والدكتور سعد الغامدي.
أما اللجنة التوجيهية فتضم: بيير سيغ، موريين سيغ، ألكسندر دي فيفر، وممثل رفيع عن الجمعية السعودية لمرض الزهايمر.
ويضم المجلس الثقافي شخصيات مثل آن لامونيير، مارك أوليفييه فالر، ريم فضة، ندى شبوط، مامي كاتاوكا، هو هانرو، وسارة العرفي، إلى جانب "مستشار ثقافي يُعيّن في كل مدينة مضيفة".


تمثيل رسمي سعودي في قلب المبادرة
تم تعيين الفنانة السعودية لولوة الحمود "سفيرة ثقافية" للمعرض. وتُعرف الحمود بأنها "فنانة دولية حائزة على جوائز بدأت مسيرتها في لندن بعد حصولها على درجة الماجستير في الفن من سنترال سانت مارتنز"، كما أن أعمالها ضمن المجموعات الدائمة لمتاحف عالمية من بينها: متحف لوس أنجلوس للفنون (LACMA)، والمتحف البريطاني، ومتحف القارات الخمس في ألمانيا، ومؤسسة برجيل الفنية في الإمارات.
وفي السياق نفسه، عُيّن عمر البريك "مستشاراً ثقافياً ومديراً فنياً" للمعرض. ويُعرَّف في الوثيقة بأنه "مدير فني ومنسق معارض بصيرة يشكّل المشهد الثقافي من خلال مبادرات فنية عامة جريئة ومعارض تحويلية"، ويشغل حاليًا منصب المدير الأول للفنون العامة في الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

عن مؤسسة سيغ للفنون
تأسست مؤسسة سيغ للفنون عام 2020 على يد بيير سيغ، جامع الأعمال الفنية منذ فترة طويلة، كمنظمة مستقلة غير ربحية تهدف إلى "دعم تطوير الأفكار الجديدة، وتشجيع المعرفة، وخلق جسور بين الثقافات".
تركز المؤسسة على تمكين المبدعين الناشئين، "مع اهتمام خاص بالفنانين الذين يتحدون التاريخ وتراثه الفني من خلال عدسة الابتكار الرقمي والتكنولوجي"، وقد أدارت منذ تأسيسها "العديد من برامج الإقامة عبر المناطق"، وتوفر "شبكة قوية من الفنانين الناشئين إلى المعترف بهم".
يضم فريق المؤسسة مجموعة من المختصين في الفنون والثقافة، منهم: لويز بريسكمان (الإدارة العالمية)، غريغوار جاندر (العمليات الرئيسية)، روبن فيلدمان (الاستراتيجية الرقمية)، سارة العرفي (القيمة الفنية)، بالإضافة إلى ممثلين في السعودية والصين واليابان.


















التعليقات