على حد قول القائلين: لكل مسمى من اسمه نصيب، تأملوا في اسم شارون، انه (شار) اي انتشب، ثم (ون) من الانين، وهو كذلك نشب نفسه وورطها عندما ادخل يده في عش الزنابير، بتحرشه بالانتفاضة، ولا يزال يئن حتى بلغ انينه، ان اضطربت عليه الاحوال بغير مستقر، وماجت الارض من تحت قدميه، وسقطت حكومته، وما سيأتي ادهى وامر.
اما عرفات، فاسم جميل لو قرىء كلمة واحدة، ولكن السر في انه ايضاً ، مكون من: (عر) اي نقص، وتقول العرب رجل عارورة اذا كان مشؤوماً، والمعرة مفعلة من (العر): الامر القبيح المكروه والاذى.
ثم انه لما (عر) فات، اي ولى، وصار صورة بلا معنى، وكذلك هو ليس له قيمة عند شعبه، ولا عند اعدائه، وذلك لأنه لم يزل في نقص هو وكل الراقصين، على طاولة اوسلو.
ومع ان اسمه عرفات، غير انه لم يعرف اوضح سمات اليهود، وهي ان القوة وحدها هي اللغة التي يفهمونها، وهاهي تؤتي اكلها كل حين:
فقد قالت مصادر فلسطينية متابعة، انه خلال عامين من الانتفاضة، قد غادر فلسطين المحتلين نحو مليون مستوطن يهودي في هجرة معاكسة، نظرا لانعدام الامن في الكيان، بفعل العمليات الاستشهادية، وما زال النزف مستمراً.
وقالت المصادر، ان نحو 30% من المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة قد غدوا يعيشون تحت خط الفقر، وغدا كثير منهم يعجزون حتى عن توفير طعامهم اليومي فيبحثون عنه في حاويات القمامة، وذلك بفعل تداعيات الانتفاضة على الاقتصاد الصهيوني.
وان ثلث عدد المستوطنين اليهود، في مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة، البالغين نحو 200 ألف، قد اخلوا هذه المستوطنات الى داخل الخط الاخضر (فلسطين المحتلة عام 1948) بسبب عمليات المقاومة داخل المستوطنات وعلى الطرق الالتفافية، رغم ان حكومة شارون توفر لهم حراسة امنية مشددة، وتوفر لهم سيارات وباصات مصفحة ضد الرصاص لاستخدامها اثناء تنقلهم، وتقدم لهم حوافز وامتيازات متعددة.
وان اعتقادا راسخا قد تكرس لدى المستوطنين الصهاينة في فلسطين، بأن ازمة الاقتصاد اليهودي هي بفعل الانتفاضة، وانه لا يمكن ايجاد حلول لهذه الازمة الا بعد وقف الانتفاضة.
وان التجمع الصهيوني في فلسطين، قد اصبح يعاني معاناة شديدة من جراء سياسات حكومة شارون، امنيا، واقتصاديا، وعلى كل المستويات، بل انهم ضاقوا ذرعاً بسياساته، خاصة وانه وعدهم بالامن خلال مائة يوم، واليوم بعد مرور نحو عشرين شهراً على تسلمه الحكم، فإنه فشل فشلاً ذريعاً في جلب الامن لهم، وتؤكد المصادر انه من الارجح ان تسقط حكومة شارون اذا ما تم اجراء انتخابات مبكرة خلال الشهور المقبلة، حيث تعالت الاصوات اليهودية التي تنادي برحيل شارون، ويبدو ان مؤشرات سقوط حكومة شارون قد صار شيئاً متوقعاً بعد استقالة وزراء حزب العمل من الحكومة، بعد الاختلاف على موازنة الكيان، والتي هي في الواقع انعكاس لخلافات سياسية على خلفية فشل سياسة شارون في القضاء على الانتفاضة، بعد استخدام كل ما لدى الكيان من قوة عسكرية، واعاد احتلال الضفة الغربية بأكملها، واستباح مدنها بشكل كامل، ورغم ذلك فشل الحل العسكري والامني في توفير الامن لدى المستوطنين الصهاينة.
وقالت المصادر، ان مراهنات شارون والامريكيين على وزير الداخلية السابق اللواء عبد الرزاق اليحيى قد فشلت فشلاً ذريعاً في قمع الانتفاضة وفي القضاء على العمليات الاستشهادية، مما ادى الى استبعاده من حكومة عرفات الاخيرة، واستبداله بهاني الحسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وهو سياسي مخضرم، لعب دورا بارزا في قيادة خيار السلام مع الكيان الصهيوني عبر السنوات الثلاثين الماضية، وتؤكد المصادر ان وزير الداخلية الجديد، جاء لانجاز مهمة سياسية دقيقة، تتمثل في استيعاب الجناح المناضل في حركة فتح، واستعادته تحت لواء السلطة، وهو الجناح الذي تمرد عليها بعد انطلاق الانتفاضة، وكذلك محاولة استيعاب حركتي حماس والجهاد بعد ان فشل الوزير السابق في قمعها، ولكن المؤشرات الميدانية والمعطيات المتوفرة لا تشجع على نجاح مساعي الوزير الجديد، حيث سيلاقي الفشل اسوة بسلفه اليحيى كما تؤكد المصادر.
والخلاصة ان الانتفاضة اوصلت الحالة الصهيونية الى مثل الغارق في مستنقع، في ليلة شاتيه ظلماء فتلجلج، ولا يدري اين المخرج، ان قام مكانه قرص دبور من دبيابير المستنقع فصاح، او مشى زلت قدمه فطاح، فلا راح ولا استراح.
وهكذا يحدث لكل من تسول له نفسه ان يعتدي على المسجد الاقصى، فبينه وبين ان تطوله يد الباغي، دماء تنهمر، وهام تنصهر، في يوم عبوس عسر.
التعليقات