بغداد- فاروق شكري:&انتقد العراق اليوم للمرة الاولى، فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة بعد زيارتها قصرا رئاسيا الثلاثاء معتبرا ان في ذلك بداية "انصياع" المفتشين لواشنطن ولندن.
واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية زيارة قصر السجود في بغداد "غير مبررة ويمكن ان تكون بداية لتصرفات تفضي لتوتر قادم".&وتساءل المتحدث العراقي في اول انتقاد يوجه الى فرق التفتيش منذ بدء اعمالها قبل اسبوع "عن اي من هذه الاسلحة بحثوا في قصر السجود وقاعة السجدة؟ وماذا وجدوا فيهما؟ " مضيفا "ان المفتشين الذين دخلوا قصر السجود وقاعة السجدة لم يتخذوا اية احتياطات من ملابس واقية او كمامات ضد العوامل البيولوجيه والكيماوية والنووية المزعومة".
واشار الى ان "الايام القادمة ستكشف هل ان انموفيك (لجنة الامم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش) والوكالة الدولية للطاقة الذرية متمسكتان بهويتهما الدولية المحايدة ام ستخضعان للضغط والابتزاز الاميركي والبريطاني وتتحولان الى عين للتجسس على اهداف واغراض لم ترد في قرارات مجلس الامن".
اما الصحف العراقية فاعتبرت اليوم ان الزيارة التي قام بها فريق المفتشين الدوليين لقصر السجود الرئاسي في العاصمة بغداد تشكل "بداية الوقوع في حلقة الانصياع للارادة الاميركية والبريطانية".
فتحت عنوان "البداية"، قالت صحيفة "العراق" ان "لجان التفتيش تقف اليوم امام امتحان عسير واختبار جاد: فاما النزاهة والمهنية واما الانصياع لارادة اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني".
وبعدما اشارت الصحيفة الى المهام التي جاءت من اجلها فرق التفتيش، قالت ان "تساؤلا كبيرا مشروعا وموضوعيا يطرح نفسه بالحاح وسط مشاعر لا توصف من الدهشة والاستغراب هو عن اي من هذه الاسلحة تبحث فرق التفتيش في قصر السجود وقاعة السجدة؟".
وقالت الصحيفة ان الزيارة كانت "لتحقيق اهداف اخرى غير معلنة تنسجم واهتمامات اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني في البحث عن موطىء قدم للانطلاق الى القصد السيء في اعادة اجواء العلاقة بين العراق ولجان التفتيش الى ما وصلت اليه العام 1998 او بداية الوقوع في حلقة الانصياع للارادة الاميركية البريطانية".
غير ان الصحيفة اكدت "لا نريد ان نثير جدلا حول لجان التفتيش في العراق والمهمات المنوطة بها وطريقة عملها والاماكن التي ترغب في زيارتها لغرض تفتيشها" وذلك بهدف ان تنهي عملها "باسرع وقت ممكن وفق منهجية مهنية نزيهة وحيادية لكي تثبت بالملموس خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل".
من جانبها قالت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في افتتاحيتها ان المفتشين بعد ساعة ونصف الساعة من التفتيش داخل قصر السجود "لم يجدوا شيئا مما تدعيه ادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش (..) ولا مما زعمه (رئيس الوزراء البريطاني) توني بلير في تقريره".
وتحت عنوان "عم يبحث هؤلاء في قصر السجود؟ " قالت صحيفة الثورة "اننا نريد ان نفهم عن اي من هذه الاسلحة راحت تبحث ( فرق التفتيش ) في قصر السجود".&وتساءلت الصحيفة ايضا ما اذا كانت زيارة قصر السجود الرئاسي "بداية لما تريد اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني فرضه على الامم المتحدة".
وكانت فرق التفتيش التابعة للجنة انموفيك بدأت مهماها يوم الاربعاء الماضي بعدما اعلن العراق موافقته على التعامل مع قرار مجلس الامن رقم 1441 وفتشت امس الثلاثاء قصر السجود.
وقصر السجود احد القصور الرئاسية التي تعرضت لضربات عسكرية العام 1991 واعيد اعماره اثر ذلك. ويشهد كل عام في شهر رمضان موائد افطار امر بها الرئيس العراقي صدام حسين تكريما لعراقيين اعتصموا به عام 1998 لحمايته من ضربات اميركية.