القاهرة -إيلاف:بعد مرور شهر على صدور قرار من الرئيس العراقي صدام حسين شخصياً بوقفها عن الصدور، عاودت صحيفة (بابل) اليومية العراقية اليوم السبت الصدور مجدداً، وكان حظرها على خلفية نشرها تقارير منقولة عن شبكة الانترنت تسىء الى دول عربية، قيل حينئذ انها مصر والمملكة العربية السعودية.
وتعد صحيفة (بابل) التي يشرف على ادارتها عدي صدام حسين الابن الاكبر للرئيس العراقي، أوسع الصحف العراقية انتشاراً، وقد أثار قرار توقيفها في 20 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كثيراً من علامات الاستفهام، فقد بلغ عدد قراء (بابل) التي تصدر بحجم التابلويد، نحو ثلاثمائة ألف عراقي، إلا أن البصمات الثقيلة لسنوات الحصار المتواصل، ارتسمت عليها بأشد الوضوح، فتقلص عدد النسخ التي تطبعها يوميا إلى 30 ألف نسخة فقط في بلد يزيد عدد سكانه على 20 مليون نسمة، هو الأقل في عدد الأميين عربياً.
ورغم ذلك ظلت حتى تاريخ توقيفها، هي الصحيفة الأكثر توزيعا في العراق، لسبب أساسي هو كونها تنشر أخبارا وآراء لا يسمح لباقي وسائل الإعلام والصحف التي يصدر في العراق ويبلغ عددها اكثر من ثلاثين صحيفة اسبوعية تخضع لرقابة حكومية صارمة بنشرها أو حتى الإشارة لها من قريب أو بعيد.
صراع عدي وقصي
وكشفت واقعة حجب الصحيفة التي يملكها ويديرها عدي صدام حسين عما أسماه مراقبون للشأن العراقي الداخلي بصراع جناحي (عدي وقصي) وهما ابنا الرئيس العراقي، فقد بدا واضحا من اهتمام عدي بالإعلام انه قدر أهمية الدور الإعلامي في معارك وصراعات السلطة، فهو بالإضافة إلى صحيفة بابل التي يملكها، يرأس عددا من المؤسسات الإعلامية والرياضية، مثل اتحاد الصحفيين، واتحاد الشباب العراقي، وتلفزيون الشباب، واللجنة الأولمبية العراقية، ويقود قوة عسكرية تسمى بـفدائيي صدام، كما يمثل تجميع هذا العدد من المسؤوليات في يدي شخص واحد هو عدي، دلالة على سباق الصعود نحو القمة بينه وبين شقيقه الأصغر قصي، فالأخير الذي يبدو أكثر اتزانا، أصبح ذا نفوذ متزايد، وهو يحظى بثقة والده الذي عينه في حزيران (يونيو) 2001 نائبا له في القياد العسكرية لـحزب البعث، كما يرأس أيضاً قوات الحرس الجمهوري، ويقود قوات الأمن الخاصة، وهي أجهزة بالغة الأهمية في الحفاظ على صيغة النظام الحاكم في بغداد، واستقرار مقاليد السلطة بيد صدام.