انقرة- رانسيس كورتا: اعلن زعيم الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان اليوم الجمعة ان بلاده ستنتظر صدور موقف عن الامم المتحدة بشأن عملية عسكرية محتملة في العراق قبل ان تقرر بشأن مشاركتها في مثل هذه العملية.
واعلن رئيس حزب العدالة والتنمية للتلفزيون "اننا ومسؤولو الحكومة نقول ان تركيا لن تعلن قرارها (بشأن مشاركة محتملة في عملية عسكرية) قبل صدور قرار عن مجلس الامن الدولي" في هذا الشان. واضاف اردوغان الذي قد يتولى قريبا رئاسة الحكومة اذا ما اذن له بتقديم ترشيحه لانتخابات تشريعية جزئية تجري في مطلع شباط/فبراير، ان انقرة تود قبل اي شيء الاطلاع على تقرير المفتشين الدوليين المكلفين تحديد ما اذا كان العراق يملك اسلحة دمار شامل.
وسيقدم المفتشون في 27 كانون الثاني/يناير الى مجلس الامن الدولي تقريرا حول العمليات التي قاموا بها خلال الشهرين الاولين من استئناف نشاطهم في العراق. واعتبر اردوغان ان "تقرير المفتشين الدوليين حول اسلحة الدمار الشامل مهم للغاية بنظرنا".
وتخشى تركيا، الحليفة الاقليمية الكبرى للولايات المتحدة، ان تؤدي عملية عسكرية في العراق الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وان تشجع على قيام دولة كردية في شمال العراق، ما يهدد بتحريك الاكراد في تركيا.
كذلك تخشى انقرة من انعكاسات الحرب المحتملة على اقتصادها، في وقت تعاني البلاد من ركود تسعى جاهدة للخروج منه. والتقى مسؤولان اميركيان كبيران هما مارك غروسمان الرجل الثالث في وزارة الخارجية الاميركية وجون تايلور مساعد وزير الخزانة اليوم الجمعة في انقرة مسؤولين اتراكا وتباحثا معهم بشأن مساعدة اقتصادية اميركية الى تركيا في حال شن حرب.
ولم تعرف اي تفاصيل حول قيمة المساعدة وشروط منحها، غير ان عددا من الصحف التركية اورد اليوم الجمعة ان تركيا طلبت ما لا يقل عن 28 مليار دولار من المساعدات. وتأخذ تركيا على واشنطن عدم الوفاء بالوعود التي قطعتها بتقديم مساعدة اقتصادية خلال حرب الخليج عام 1991. وتؤكد انقرة ان قيمة الارباح الفائتة التي تكبدتها بسبب الحظر التجاري المفروض على العراق المجاور بلغت 40 مليار دولار.
كما تخشى تركيا المشاركة الى جانب الاميركيين في عملية عسكرية ترفضها الغالبية الكبرى من شعبها، فتبدو بنظر مسلمي الشرق الاوسط مرهونة للغرب. وقال اردوغان "سبق وقلنا منذ البداية ان المشكلة يجب حلها بالسبل السلمية ونحن نبذل كل ما في وسعنا من اجل ذلك".
واعلن بيان رسمي صدر اليوم الجمعة ان رئيس الوزراء التركي عبد الله غول ينوي زيارة دول المنطقة "من اجل تقييم فرص التوصل الى حل سلمي للمشكلة" العراقية. وذكرت الصحف التركية ان غول يخطط للتوجه قريبا الى السعودية والاردن ومصر، وقد يتوجه كذلك الى سوريا وايران.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن القومي الذي يضم المسؤولين المدنيين والعسكريين الرئيسيين في تركيا اجتماعا بعد ظهر اليوم الجمعة لبحث الازمة العراقية. وينبغي الحصول على موافقة البرلمان قبل المشاركة في اي عملية عسكرية. والنواب الاتراك في عطلة حتى الثاني من كانون الثاني/يناير.