رنا جواد
&
لاهور (باكستان) : تعاني صناعة السينما الباكستانية، "لوليوود"، بعدما عرفت عهد ازدهار، من حالة اختناق اذ باتت محاصرة بالاطباق اللاقطة وبجارتها الهندية الجبارة "بوليوود"، وبتنامي المد الاسلامي الذي يريد محاربة "الابتذال". "الازمة تشمل جميع قطاعات الصناعة السينمائية" هذا ما يؤكده لوكالة فرانس برس، سجاد غول رئيس "ايفرنيو"، احد اكبر استوديوهات السينما في لاهور، التي اعطت عبر حرف "اللام" صناعة السينما في باكستان اسمها، كما اعاد "الباء" الحرف الاول من بومباي تسمية هوليوود الاسطورية الاميركية ب "بوليوود" الهندية. شهدت "لوليوود" عصرها الذهبي في الستينات والسبعينات، كما يقول سجاد غول في وسط استوديوهاته التي تغطي مساحة هكتارين في حي مولتان رود الشعبي في لاهور، عاصمة باكستان الثقافية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الهندية. ويضيف ان دور السينما في باكستان تراجعت الى 450 فيما كانت متوافرة بكثرة قبل 30 الى 40 سنة.
ويقول محمد يونس صاحب "ناز سينما" في لاهور "الضربة الاولى جاءت من الفيديو ثم وصل الطبق اللاقط، ثم الكابل". واضاف "في الماضي، كانت بطاقات السينما تباع في السوق السوداء، لان الاقبال كان كثيفا في فترات العرض الثلاث اليومية". وعلى رغم حظرها الرسمي بسبب التوتر السياسي بين الشقيقين اللدودين الهند وباكستان، تستأثر الافلام الهندية بحصة الاسد من السوق نظرا الى التقارب الكبير جدا بين اللغتين الهندية والاوردية.
وتغص المتاجر بأفلام الفيديو الهندية وارتفع الطلب ايضا مع الحظر الذي فرضته الحكومة هذه السنة على شبكات التلفزة ومنعتها بموجبه من بث افلام هندية. وسرعان ما تمكن مالكو الاطباق اللاقطة من الالتفاف على هذا المنع والتقاط القسم الاكبر من شبكات التلفزة الهندية. و"لوليوود" هي في منافسة غير متكافئة بتاتا مع بوليوود: فبالكاد يتم انتاج ستين فيلما في السنة في باكستان، في وقت يخرج من استوديوهات بومباي اكثر من
800 فيلم سنويا يبلغ رقم اعمالها ملياري دولار. لكن هواجس "لوليوود" لا تقف عند هذا الحد. فتنامي التيار الاسلامي الذي وصل ممثلوه وصلوا الى السلطة في واحد من الاقاليم الباكستانية الاربعة ويتقاسمون السلطة في اقليم آخر، اطلق مجددا حربا على "الابتذال" المتجسد عموما بكل تلميح الى النساء وهن مكون اساسي للفيلم الباكستاني القائم على حبكة العنف والحب. وتثير اجراءات المنع في الاقليم الشمالي الغربي الحدودي او بالوتشيستان، الامل لدى بعض المنتجين وكتاب السيناريو في "لوليوود"، لأنهم يعتبرونها مناسبة لرفع المستوى الثقافي للفيلم الباكستاني.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس تقول الممثلة المنتجة الذائعة الصيت زيبا باختيار ان "افلام العنف والاغنية او الرقص تستقطب جمهورا أميا ولها شعبية، لكنها في الواقع تسيء الى صورة صناعة السينما وتمنعها من بلوغ مستوى ثقافي يضمن مستقبلها". وتضيف ان معظم الانتاج السينمائي الباكستاني "متدن ومليء بالنفاق والايحاءات الجنسية". وقالت "هذه الافلام لا تمت بصلة الى ثقافتنا وقيمنا".& وحتى مع وجود مجلس رقابة للسهر على اخلاقية الافلام، فان عددا قليلا منها يحظر عرضه. وتقول "ثمة كثير من الوسائل للحصول على ترخيص بالعرض". وتؤكد زيبا باختيار ان "الافلام اصبحت وسيلة دعائية لاحياء الفجور في لاهور التي انتهى كثير من راقصاتها الى تأدية ادوار سينمائية". ويقول المنتج سجاد غول باسف انه حتى لو ارادت "لوليوود" انتاج "افلام نوعية فان الوقت قد تأخر كثيرا، ولم يعد ثمة اموال في لاهور لهذا النوع من الانتاج".