&
الإمارات كانت أول موضع على سطح الأرض تزرع فيه شجرة النخيل،
وتضم منها اليوم أكثر من 40 مليون شجرة..
&
وتضم منها اليوم أكثر من 40 مليون شجرة..
&
أبو ظبي - إيلاف: أصدرت وزارة الإعلام والثقافة بدولة الإمارات كتاباً جديداً حول النخيل بعنوان "وليمة من التمور" .. وقدّم للكتاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات بقوله إن "شجرة النخيل بالنسبة لنا كانت وما زالت شجرة الحياة، نشأنا في ظل هذه الشجرة الرائعة ومنتجاتها العديدة ولا نستطيع الحياة بدونها".
ويُدرك الشيخ زايد بأن عملية التشجير التي انتهجتها دولة الإمارات عبر زرع ملايين الأشجار واستصلاح مساحات هائلة من الصحراء للزراعة ونشر اللون الأخضر في كل مكان، يجب أن لا تؤخذ بسهولة في عين الاعتبار من قبل الجيل الشاب الذي لا يعرف كيف كانت الإمارات في الماضي.
ويُشير إلى أن أهمية شجرة النخيل تفوق أهمية احتياطي التمور، مع العلم بأن دولة الامارات أصبحت واحدة من أكبر منتجي التمر في العالم، وبها ما يزيد عن 40 مليون شجرة نخيل.
وجاء الكتاب الذي ألّفه البروفسور "دانييل بوتس" ونشرته تريدينت برس المحدودة فى لندن باللغتين العربية والإنكليزية بالتعاون مع وزارة الإعلام والثقافة في دولة الإمارات، تمجيداً لشجرة النخيل على كافة الأصعدة.
والكتاب مليء بالصور المعبرة عن تطور كبير أحرزته الإمارات في رد الاعتبار لهذه الشجرة المباركة وتكريمها.. وتدور فصوله حول الأهمية التاريخية والثقافية للنخلة في حياة أهل المنطقة، ويؤكد أن عدداً لا يحصى من مزارع النخيل انتشر في كل أنحاء الإمارات وفي العديد من المزارع ، حيث تُساعد أشجار النخيل على حماية الخضروات التي تزرع تحتها.
وبصفة الكاتب عالم آثار درس حضارة الإمارات القديمة وتاريخها بتمعن فإنه لم يدخر جهداً في سرد الأهمية الأساسية لشجرة النخيل في شرق شبه الجزيرة العربية قبل 7000 عام. ويوضح بأن الدليل المبكر على استهلاك التمر في أنحاء العالم قد اكتشف في جزيرة دلما التي تقع قبالة أبوظبي، حيث قدر عمر النواة المتفحمة للتمور باستعمال الراديو كربون بما يقارب 5110 سنوات قبل الميلاد، وتوحي هذه المكتشفات بأن منطقة الإمارات كانت أول موضع على سطح الأرض تزرع فيه شجرة النخيل.
كما يبحث الكتاب في معرفتنا الحالية عن علم النبات فيما يخص هذه الشجرة ومعناها الثقافي والاجتماعي وأساليب الزراعة الحديثة الخاصة بها، والأساليب المتبعة للحدّ من أمراضها ضمن الجهود المبذولة للاعتناء بزراعة النخيل وإكثارها.
وتحتل دولة الإمارات المرتبة السابعة عالمياً بوصفها منتجاً رئيسياً للتمر فهي تنتج 6 بالمائة من الإنتاج العالمي وتضم أكثر من 40 مليون شجرة نخيل. وتشير أحدث الاحصائيات الزراعية إلى أن أبوظبي تعد من أكثر الإمارات في المساحات المزروعة وعدد أشجار النخيل التي وصلت بها الى 33 مليوناً و 476 ألف شجرة تنتج حوالي 594 ألفاً و438 طناً تقدر قيمتها الإنتاجية بـ مليار و423 مليوناً و893 ألف درهم، وأبرزت الإحصائية الحديثة التي أعلنتها وزارة الزراعة والثروة السمكية مؤخراً، الاهتمام الذي تبديه دولة الإمارات بشجرة النخيل من خلال المساحات المزروعة في مختلف المناطق الزراعية بالدولة والتي وصلت إلى مليون و853 ألفاً و295 دونماً تحتوي على 40 مليوناً و700 ألف نخلة. وتنتج حوالي 757 ألفاً و601 طن من التمور وبقيمة تقديرية تبلغ ملياراً و983 مليونا و67 ألف درهم.
ويحوي التمر 60 ـ 85% من تركيبه سكريات، وهو مصدر جيد للحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والكلور والنحاس والمغنيسيوم والكبريت والفيتامينات، وشجرة النخيل التي تنتج التمر من الأشجار المقدسة وقد ذكرت في التراث الديني العالمي وعرفها الانسان منذ آلاف السنين.
ويوفر النخيل الغذاء لثمانية ملايين نسمة في شمال أفريقيا ويشكل ما بين 20 إلى 75 بالمائة من الدخل، وبالإضافة إلى هذا فهو مصدر دائم للغذاء والدخل بالنسبة إلى المزارعين، وتؤدي شجرة النخيل دوراً رئيساً في نظام الزراعة المتعدد المراحل بتوفير الحماية لأشجار الفاكهة والمحاصيل التي تزرع تحتها.
وتمتاز أشجار النخيل بطولها الفارع الذي يزيد عادة عن عشرة أمتار، وهو الأمر الذي شكل على الدوام صعوبات جمة أمام مزارعي النخيل في تلقيح الأشجار وجني ثمارها، لأن الحشرات والرياح ووسائل التلقيح الطبيعية الأخرى لكثير من أنواع الأشجار والنباتات لا تجدي في تلقيح أشجار النخيل، وقد دفع هذا الواقع مربي النخيل والمزارعين لاستنباط وإيجاد طرق شتى لعمليات التلقيح وجني الثمار، إلا أن الكثير من هذه الوسائل ظل يشكو من عدم فاعلية وارتفاع تكلفة، حتى أن نسبة كبيرة من المحصول تذهب عادة لتغطية تكاليف تلقيح الأشجار وجني الثمار.
&









التعليقات