ستوكهولم من يحي أبوزكريا: على الرغم من أنّ الاسلام يعتبر حديث العهد في السويد إلاّ أنّه تحولّ وبسرعة إلى الديانة الرسميّة الثانية في السويد بعد المسيحية التي يدين بها الشعب السويدي. والواقع أنّ المسلمين لم يجدوا صعوبة في أداء مناسكهم وإحياء شعائرهم الإسلامية وإقامة مساجدهم على إمتداد المحافظات السويدية، فالبرلمان السويدي النظام السياسي في السويد برلماني أي أنّ البرلمان هو الذي يصنع القرارات والحكومة تنفذّها أقرّ قانون حرية الأديان وحق أصحاب الديانات في أداء مناسكهم كاملة دون خوف من أحد، ولتأمين هذا الحق أوجد البرلمان السويدي قوانين رادعة لمن يقفز على هذا القانون والذي إستفادت منه كلّ الأقليّات. وقد بدأ وصول المسلمين إلى السويد في الخمسينيات وذلك بأعداد تحسب على أصابع اليد وكان بعضهم من سكان الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى والذين فروا من الحكم الماركسي، والبعض الأخر من اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم وتمكنوا من الوصول إلى شمال العالم وإلى السويد على وجه التحديد وفي أواخر الستينيات بدأ يفد إلى السويد المغاربة والعراقيون وجاليات أخرى من العالم العربي والاسلامي. وأول مسجد تمّ بناؤه في السويد كان في سنة 1976 في مدينة يوتوبوري وهي من أكبر المحافظات السويدية بعد العاصمة السويديّة ستوكهولم، وبعد ذلك تمّ بناء مسجد في محافظة مالمو القريبة من الدانمارك وتوالى بعدها بناء المساجد في معظم المدن السويدية الكبيرة كمحافظة أوبسالا وأخر مسجد كبير تمّ بناؤه في السويد هو المسجد العام في مدينة ستوكهولم والذي ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة في بنائه و تحديدا رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و يؤمّ المركز الإسلامي في ستوكهولم مئات المصلين بالإضافة إلى زيارات يومية يقوم بها سويديون إلى هذا المسجد بغية التعرف على الإسلام وحضارته. وقبل بناء المساجد بشكلها المعماري الإسلامي كان المسلمون يصلون في أماكن واسعة يتمّ استئجارها وتحويلها إلى مصليات و في المصليّات تؤدى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة التراويح في شهر رمضان.
وقد مهدّ السويديون الذين إعتنقوا الإسلام في الخمسينيات الطريق للمسلمين القادمين من العالم العربي والإسلامي وأوجدوا الأرضية المناسبة حتى ينمو الإسلام نموا طبيعيا في السويد بدون منغصّات خصوصا وأن كتاباتهم ونشاطاتهم كشفت عن سموّ الإسلام وحضاريته. فالسويدي بيورن اسماعيل أريكسون& Bj?rn& Ismail Ericsson لعب دورا كبيرا في تأسيس أوّل نواة إسلاميّة وكانت تحت عنوان : نادي المسلم، وأقام أول مسجد في مدينة ستوكهولم وكان هذا المسجد عبارة عن قاعة كبيرة أرضيّة ضمن بناية عامة.
وبالإضافة إلى دور السويديين المسلمين فإنّ المسلمين من الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى والذين كانوا خاضعين للسيطرة الماركسيّة، تمكنوا من تأسيس النواة الأولى أيضا للوجود الإسلامي في السويد، حيث أن العديد من هؤلاء فروا من الإتحاد السوفياتي السابق وأقاموا في السويد وأسسّوا ما عرف بالجمعية الإسلامية سنة 1949.
وقد كانت المساجد في هذه المرحلة قليلة للغاية بسبب العدد القليل للمسلمين في ذلك الوقت، حيث أحصى المعهد الديني الاجتماعي عدد المسلمين في السويد سنة 1966، فكان عددهم لا يتجاوز الألف 1000 مسلما -. وحسب آخر الإحصاءات السويدية الرسمية فإنّ عدد المسلمين في السويد قد تجاوز 350000 مسلما وهو رقم كبير إلى حد ما خصوصا إذا علمنا أن عدد سكان السويد لا يتجاوز 9 ملايين نسمة.
وحسب بعض الباحثين السويديين المتخصصين في المجال الإسلامي وتحديدا المسلمين في السويد فيرون أنّ عدد المسلمين في إزدياد مستمر، خصوصا في ظلّ الحركة الإنجابيّة النشطة بين المسلمين، وفي ظلّ ارتفاع موجة المهاجرين المسلمين إلى السويد.
و كثير من المسلمين أقاموا دور العبادة في أماكن مستأجرة ويساهم المسلمون في دفع رسوم الإيجار من خلال إشتراكات وتبرعات، و في وقت لاحق إشترت بعض الجمعيات الإسلامية أراضي و شيدّت مساجد عليها حيث أصبحت المآذن ترتفع في كل المحافظات السويدية مجسدّة في لوحة فسيفيسائية رائعة مشروع المجتمع ذي الثقافات والحضارات المتعددّة الذي تتبنّاه السويد وتحرص على إنجاحه!
وقد مهدّ السويديون الذين إعتنقوا الإسلام في الخمسينيات الطريق للمسلمين القادمين من العالم العربي والإسلامي وأوجدوا الأرضية المناسبة حتى ينمو الإسلام نموا طبيعيا في السويد بدون منغصّات خصوصا وأن كتاباتهم ونشاطاتهم كشفت عن سموّ الإسلام وحضاريته. فالسويدي بيورن اسماعيل أريكسون& Bj?rn& Ismail Ericsson لعب دورا كبيرا في تأسيس أوّل نواة إسلاميّة وكانت تحت عنوان : نادي المسلم، وأقام أول مسجد في مدينة ستوكهولم وكان هذا المسجد عبارة عن قاعة كبيرة أرضيّة ضمن بناية عامة.
وبالإضافة إلى دور السويديين المسلمين فإنّ المسلمين من الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى والذين كانوا خاضعين للسيطرة الماركسيّة، تمكنوا من تأسيس النواة الأولى أيضا للوجود الإسلامي في السويد، حيث أن العديد من هؤلاء فروا من الإتحاد السوفياتي السابق وأقاموا في السويد وأسسّوا ما عرف بالجمعية الإسلامية سنة 1949.
وقد كانت المساجد في هذه المرحلة قليلة للغاية بسبب العدد القليل للمسلمين في ذلك الوقت، حيث أحصى المعهد الديني الاجتماعي عدد المسلمين في السويد سنة 1966، فكان عددهم لا يتجاوز الألف 1000 مسلما -. وحسب آخر الإحصاءات السويدية الرسمية فإنّ عدد المسلمين في السويد قد تجاوز 350000 مسلما وهو رقم كبير إلى حد ما خصوصا إذا علمنا أن عدد سكان السويد لا يتجاوز 9 ملايين نسمة.
وحسب بعض الباحثين السويديين المتخصصين في المجال الإسلامي وتحديدا المسلمين في السويد فيرون أنّ عدد المسلمين في إزدياد مستمر، خصوصا في ظلّ الحركة الإنجابيّة النشطة بين المسلمين، وفي ظلّ ارتفاع موجة المهاجرين المسلمين إلى السويد.
و كثير من المسلمين أقاموا دور العبادة في أماكن مستأجرة ويساهم المسلمون في دفع رسوم الإيجار من خلال إشتراكات وتبرعات، و في وقت لاحق إشترت بعض الجمعيات الإسلامية أراضي و شيدّت مساجد عليها حيث أصبحت المآذن ترتفع في كل المحافظات السويدية مجسدّة في لوحة فسيفيسائية رائعة مشروع المجتمع ذي الثقافات والحضارات المتعددّة الذي تتبنّاه السويد وتحرص على إنجاحه!



التعليقات