&
دخلت, وهي لا تكاد تلتقط أنفاسها, وكأن على كتفيها اثقالاً لا تتحملها.. أرحناها وهدأنا من روعها.. وسألتها.. خير.. واخرجت زفرة شعرت بقوة ألمها.. قلت.. اذكري الله.. وذكرته.. واردفت.. والله لا يرضى الله عما يحصل لنا.. نحن النساء.. قلت.. ممن?.. قالت: من بعض رجالنا.. فأنا أعرف ان هناك رجالا صدقوا الله ما عاهدوه.. وامتثلوا لتوجيهات ديننا العظيم.. ولكن هناك أيضاً البعض ممن نسي أو جهل.. أو أنكر هذه التوجيهات وعصى الله ورسوله.. فظلم واعتدى.. وقهر واحبط!!.
قلت: وما أجبرك أو (حدّك) على الصبر والتحمل? قالت: وهل يكسر ظهر المرأة إلا أولادها?! فأنا شريكة في مسؤولية انجابهم, وما ذنبهم ان اتسبب في ضياعهم?!.. ولكن قد زاد الوضع عن حد التحمل.. ومثل ما يقولون.. (وصل السيل الزُبى).. قلت: لنبدأ من البداية! قالت: لقد تزوجته عن رضى مني رغم عدم اقتناع أهلي.. وكتب والدي هدية عرسي باسمه بناء على طلبي.. حتى نتمكن من ان نبني بيت الاسرة بتعاون ومشاركة.. ومع معرفته انها هدية لي.. وليست له.. كنت اثق فيه ثقة عمياء واعتبر مالي.. ماله.. الى ان اكتشفت الخيانة وغفرت المرة الأولى.. ولكن تكرارها.. جعلني افقد الثقة, طالبت بأموالي ورفض تسليمها لي.. رغم ان النية لم تكن لتمليكه اياها وهو يعرف ذلك.. وتأكد لي حقي فيها واسترجاعها من خلال سؤال عالم في الدين.. خوفي من ان يتصرف في الاموال وتضيع كما ضاعت الثقة والمودة والرحمة.. غبن وقهر اتجرعهما كل يوم واصبر حتى ملّ الصبر من صبري.. ولو كان صادقاً في توبته الاخيرة على حد قوله.. الا يجب ان يثبت حسن النية باعادة مالي لاسمي?
هل تعرفون كيف يكون شعور المرأة المجروحة بل المطعونة بخنجر الخيانة واغتصاب المال?!.
اما الصورة الثانية فهي لأذى جسدي تعرضت له امرأة.. قالت أم حميّد: عمري 42 عاماً متزوجة ولي ثمانية من الاولاد بدأت حياتي مع والد ابنائي مثل ما يقولون على الحلوة والمرة.. ورغم صغر سني الا انني بذلت جهدي في القيام به وبأبنائي وبيتي ولكن لم تكد تمر سنوات قليلة حتى تحوّل الى وحش بدأ برفع الصوت ثم باليد.. في اعتداءات جسدية لم يسلم منها اي جزء من بدني.. وبأشكال وصور مختلفة.. الضرب.. في الرأس وكسور في الاسنان.. وحروق في بقية انحاء الجسد.. حددها الأطباء بـ70%.. قلت وما الذي اجبرك على تحمل هذا.. قالت أولادي ثمانية من لهم.. اخاف عليهم واضع جسدي درعاً يحميهم من وحشية وهمجية هذا الأب.. الذي تجرد من الرحمة والشفقة بأعز الناس زوجته وابنائه. اخشى ما اخشاه ان يصبح ابنائي مثله عندما يكبرون لأن من مورس عليه العنف سيمارسه على غيره.. اين تطبيق الدين? والسلوك الاسلامي الذي كفل العدالة.. والرحمة.. والمودة.. والرفق امراً وتوجيهاً صريحاً.. المرأة في بيت الزوجية غير مطالبة إلا بحسن المعاشرة وتربية الذرية وما عدا ذلك فهو فضل منها تؤجر عليه يعني (من باب زايد!!).. ورغم هذا.. فالرجل أو بعض الرجال.. ينهبون مالها.. ويعتدون عليها. ويؤذونها أذى معنويا.. مالي.. وجسدي.. وأكثر ما نسمعه من نصائح موجهة للمرأة.. رغم أن الرجل يحتاج للتوجية والتذكير أكثر بكثير..
** على الخط:
بناءً على ما نلاحظه من زيادة في نسبة الممارسات الخاطئة في العلاقات الانسانية في الاسرة.. بأشكال مختلفة من العنف العائلي.. المعنوي والمادي.. وهي على العموم ظاهرة عالمية.. ولكن لأن ديننا الاسلامي دين السلام والمحبة.. فمن المفروض أن لا يكون هذا في مجتمعاتنا الاسلامية.. وعليه فإن الاقتراح في :
1 - اضافة مادة في المناهج الدراسية توعي وتحذر وتوجه.
2 - بالاضافة لأهمية انشاء هيئة خاصة للاسرة تقوم على دراسة وبحث هذه الامور وطرح أفضل الحلول.
3 - اقامة مراكز خاصة تلجأ لها المرأة أوالطفل أو أي متضرر في الأسرة للحماية.. ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية أولى بذلك لطبيعة تخصصها المعني بشؤون المجتمع عامة والاسرة خاصة. ولقد عرفت بخطوات بدأت نحو انشاء لجنة وطنية لحماية الأسرة أو شيء من هذا القبيل.. نرجو أن يتم تحقيقه قبل أن ترتفع النسب ويصعب العلاج.