&
تحقيق : جميلة النشابة -شهر رمضان، شهر مبارك يحمل في طياته العديد من المعاني والقيم الثابتة الأصيلة كالامتثال والتضرع لله و إقامة صلاة التراويح و قراءة القرآن الكريم هذا إلى جانب ترسيخ القيم والعادات والتقاليد التي تربينا عليها، وفي ذات الوقت لم يخل من السلبيات فقد برزت ونشطت ظاهرة غريبة بعض الشيء على مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتمثل في مشاركة وحضور النساء مع الرجال بالخيام الرمضانية والمقاهي الشعبية والحديثة بالإضافة إلى تدخين الشيشة التي استحوذت مؤخرا على عامة الناس من الرجال والنساء والشباب والفتيات!!.. لعل مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة هو أحد الأسباب وراء بروز هذه الممارسات الشاذة أو التقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى أو ربما بسبب انتشار المقاهي الشعبية وكثرتها والتي أولت لها أهمية كبرى من خلال إدارتها وتنظيم برامجها إضافة إلى أن المقاهي الفاخرة تعمد إلى تزويد أماكن الشيشة بستار خاص ليتمكن من يختبىء عن أعين الأهل من التمتع باللحظات الرومانسية بأرجيلة التفاح أو بالعنب أو بالمعسل البحريني وغيرها، ولعل الهروب من الفراغ هو المسئول عنها.... نظرا لخطورة هذه الظاهرة كان لابد لنا من التمحيص والتدقيق والتحقيق بشأنها.. فور دخولي الى احدى المقاهي الخمس نجوم بمنطقة ضاحية السيف وجدت أعمار الفتيات بين 18 - 25 عاما وكل الفتيات اللاتي يتواجدن في المقهى على صلة وتعارف بسبب كثرة زيارتهن للمكان من أجل تدخين الشيشة بل ان بعضهن تدخن سجائر فور الانتهاء من الشيشة، والغريب أن الجميع رفض التحدث للصحافة أو أخذ الصور أو حتى التعريف بأسمائهن، نتيجة الخوف من المجتمع أو الأهل أو الإخوة بالتحديد.
فعلت مثل صديقاتي حتى لا أكون مختلفة بينهن فاطمة ج.م. (20 سنة) طالبة جامعية تقول: "معظم صديقاتي يذهبن خلال شهر رمضان في كل خميس وجمعة من الأسبوع للترفيه عن أنفسهن إلى المقهى وعلى الرغم من سعر الشيشة المرتفع هناك إلا أنهن يطلبنها جميعا، في بادىء الأمر كنت أجلس معهن دون أن أدخن أما الآن فقد تغير الحال إذ أصبحت بين الفترة والأخرى اطلب شيشة على عنب على الرغم من أن سعرها يتجاوز 3 دنانير، وللعلم إن جميع البنات يدخن الشيشة دون علم الأهل". المقاهي تشجع على الشيشة في لقاء مع ريم خورشيد 24سنة سألتها عن رأيها في تدخين الشيشة فقالت: "هي ظاهرة غير حضارية مضرة بالصحة لما تسببه من أمراض كثيرة على المدى البعيد ولا أرى فيها أي تسلية أو منفعة. وأنا لست من مدخنيها نهائياً وأعتقد بأن المقاهي هي التي تشجع البنات والفتيات والمراهقات بالتحديد على تدخين الشيشة نتيجة لتوفير أماكن مظلمة ذات حاجب يمنع الرؤية من أجل الابتعاد عن أعين الأهل أوالانفراد مع الحبيب وغيرها من التصرفات المنافية للأخلاق من دون رقيب. أنا أؤكد بأن تدخينها يزداد في شهر رمضان و ذلك بسبب إمكانية السهر حتى ساعات الفجر والتي تعد بالنسبة لهن أفضل طريقة لتمضية الوقت مع وجود إغراءات وعروض للتدخين ومسميات للشيشة تشجع على تجربتها، والبعض يعمد إلى تدخين الشيشة نتيجة لهموم أو لحالة نفسية يمر بها فيعتقد البعض بأنها متنفس عن همومه ومشاكله وعندما يدخنها يشعر بأن هناك فرقا كبيرا وتحسنا في نفسيته. وان اعتقدت الشابات ذلك فهي مشكلة كبيرة حيث يقعن فيما يسمى بـ "مصيدة الإدمان والوهم".
من القدو إلى الشيشة أما نعيمة عبدالله فقالت لنا عن ظاهرة انتشار الشيشة بين النساء والشابات عبر مراحل تطورها التاريخية: "إننا اليوم نشهد في البحرين انتشارا كبيرا وواسعا للمقاهي الشعبية أو الحديثة ذات الفرق الغنائية وشاشات التلفزيون الكبيرة التي تعرض بعضاً من الأغاني الإباحية والأفلام الأجنبية الخليعة مما يشجع بالتأكيد ارتيادها وبالذات من ناحية الشابات والشباب بالتحديد إذ يكون لديه حب الفضول والاستطلاع ومن السهل استهدافهم من خلال تلك المغريات لتذوق الجديد في المقهى من أنواع المعسلات السامة والتي قد تكون ملوثة". وتزيد: "نحن لا ننسى بأن هذه الظاهرة هي قديمة ولكن لحقت بطور التقدم والتطور فقد كانت ولا تزال بعض من أمهاتنا الكبار ومرتادي المآتم النسائية أو الرجالية يدخنون الشيشة ولكن على الطريقة التقليدية هي كما تعرف بـ "القدو" فلا تزال المآتم توفر "القدو" كشيء أساسي في المناسبات الخاصة السعيدة أو الحزينة كذلك أصبحت تدخل في الحفلات والعزائم كما لا يستغنى عنها في الرحلات أو السفرات الطويلة". أم محمد 45 سنة تدخن القدو لأكثر من 10 سنوات وانتقلت إلى الشيشة منذ أكثر من سنتين قالت لنا: "لقد أدمنت على الشيشة إذ لا أستطيع أن استغني عنها في أي مكان على الرغم من مضارها إلا أنني لا أفكر في الاستغناء عنها أبداً، أما في رمضان فهو موسم الشيشة والمقاهي فإن الأمر بالنسبة لي يزداد متعة فأنا أضع لي برنامجا طوال الشهر لأجرب فيه جميع الأنواع المختلفة من الشيشة وما يجعل الأمر أكثر رفاهية هي إغراءات المقاهي التي تزداد يوماً عن يوم فعندما نسمع عن أن مقهى جديدا فتح نذهب في اليوم التالي لنشاهد ما يقدم ونتعرف على المكان ونستمتع بالوقت. ورغم انني أدخن لا أرغب في تشجيع ابنتي على ذلك أبدا و لا أحب رؤيتها في يوم من الأيام تدخن الشيشة أمامي". ارتياد المقاهي وظيفة أسبوعية من وراء الأهل مريم م.ج (18 سنة) طالبة في المرحلة الثانوية، أشارت إلى أنها ترتاد المقهى كل يوم خميس مع صديقاتها من المدرسة وان الأهل لا يعلمون بأنها تدخن الشيشة مع زميلاتها، إذ قالت: "إنني زرت معظم المقاهي التي تقدم الشيشة في البحرين وتعرفت على أنواع عديدة، منها ما هو بـ5 دنانير وبـ 3 دنانير والآخر بـ500 فلس وهكذا إلا أن إخواني ووالدي لا يعلمون بذلك نهائياً وأنا لا اعتقد بأنهم سيكتشفون الأمر لأن أغلب المقاهي مسترة وتوفر أماكن مخصصة للبنات". وتضيف: "بدوري أجد متعة كبيرة في تدخين الشيشة وخصوصاً في رمضان بسبب سماح الأهل لي بالتأخر خارج المنزل من جهة وجاهزية واستعدادية المقاهي من جميع النواحي من جهة أخرى، أما عن صديقاتي فتمثل زيارة المقاهي لهن فرصة للتعرف على الشباب الذين هم في نفس أعمارهن والاستمتاع معهم بالتدخين دون وجود ما يعكر صفوهم. واعتقد بأني اكتسبت خبرة في التعامل مع الشيشة بشكل كبير، وأستطيع أن أعلّم جيلي ذلك لكن لا أعلم لماذا يرفض الأهل هذه المتعة الحقيقية بالنسبة لنا". عادة دخيلة ويقول خليفة صليبيخ عن تدخين النساء للشيشة: "هي عادة أو ظاهرة ليس لها أي علاقة بشهر رمضان الكريم وان للنساء حقا قانونيا وأدبيا في كل ما يمارسه الرجال وذلك من منطلق المساواة بين الجميع، ولكن حسب اعتقادي الشخصي أن أضرار الشيشة ومضارها على النساء الحوامل له تأثيرات سلبية خطيرة جداً ولذلك أتمنى أن تمتنع كل امرأة عن شرب الشيشة". ويفيد محمد الكعبي قائلاً: "لا أعتبر نفسي مدمناً عليها و إنما أدخنها من أجل التسلية والابتعاد عن مشاكل البيت لا غير مع إنني على علم تام بمضارها وأعتقد بأن تواجد النساء والمراهقات بالمقاهي والخيام الرمضانية هي عادة مقتسبة من بلاد الشام وأرى بأنها غريبة ومخالفة لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا". وليد المعاودة 23 سنة أضاف مؤكداً رأي زملائه بالمقهى: "أعتبر نفسي معارضاً لمسألة الشيشة لدى النساء وتواجدهن في المقاهي لا يعجبني لأن المرأة جنس لطيف وليس مخصصاً لهذه الأماكن التي يعتبرها البعض مشبوهة وأن مكان المرأة الحقيقي هو بيتها".
للدين رأي ومن جانب آخر كان للدين رأي في تدخين الشيشة من قبل المراهقات والشابات.. وكان للشيخ عبدالهادي خمدن رأي ديني وفقهي في قضية تدخين الشيشة مؤكداً بأن تدخينها محرم لما له من مضرة للجسم وللإنسان عموماً باختلاف تأثيراته السلبية إذ قال: ان بعض أهل السنة اتفقوا على تحريمه برجوعهم الى تفسير آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: "ويحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث"، ترى ما المنفعة التي سيجنيها الشباب والشابات في عمر الزهور من وراء تدخين الشيشة، وخصوصا لكن أيتها المراهقات والشابات إذ ان الأشياء السيئة عند الشباب أو الرجال عموماً تمرر أما عندكن أيتها النساء والشابات فيصعب تمريرها وتكون أسوأ بكثير من الرجال وأبسط مثال على ذلك الرائحة الكريهة التي تخلفها الشيشة وتغير لون الأسنان الى الاصفرار يمكن قبولها عند الرجال أما عند النساء فيصعب ذلك بكثير". وطلب سماحة السيخ رداً من المراهقات والشابات على تساؤلاته إذ قال: "أنتن أيتها المرهقات والشابات ماذا ستستفيدون من تدخين الشيشة؟ هل لها فائدة من الناحية الجسمية أو النفسية؟ هل ستعطيك مناعة صحية أو ستزيد من "برستيجيك" الاجتماعي؟ أسالي نفسك أيتها المدخنة وخصوصاً في شهر رمضان هل سيزيد ذلك من تقربك من الله ويزيد من ميزان حسناتك يوم القيامة؟ كيف يراك الرجل عندما تمسكين حزام الشيشة وتنفخين بالدخان الى الخارج اذ سيسيء ذلك الى أنوثتك وجمالك ومظهرك و راحتك ويقلل من مستواك عند الرجل؟! وزارة التجارة لها دور وزارة التجارة هي الجهة التي تعطي ترخيصاً لمزاولة المهنة فقط، بعد موافقة من 3 جهات معنية ألا وهي وزارة الصحة ووزارة الداخلية والبلدية وكل واحدة من الجهات تضع شروطا ومعايير تقييمية لفتح المقهى الشعبي، كلاً حسب تخصصه.
الرقابة موجودة وذكر مدير إدارة السجل التجاري يونس الهرمي معلقاً على إلقاء اللوم على الوزارة في العديد من مشاكل المقاهي: نحن جهة مرخصة لمزاولة المهنة فقط ولسنا مسئولين عن التصرفات والسلوكيات التي تحدث داخل المقهى أو الاختلاط نحن نتسلم رسائل موافقة من الجهات الثلاث وكل جهة بعد موافقتها عليها القيام بواجبها تجاه مراقبة النشاط سواء وزارة الصحة من ناحية منافذ إخراج الدخان أو وزارة الداخلية من ناحية السلوكيات والتصرفات والبلدية التي تشترط عدم قرب المقهى من أماكن العبادة أو المآتم أو المدارس أو الأحياء السكنية ودور الوزارة هو إقفال السجل إداريا إذ وقعت عليه أية مخالفة من الجهات الثلاث لحين استيفائه للشروط التي اتفق عليها ويحول صاحبها إلى النيابة العامة. ومن المفترض أن تكون الرقابة قائمة من جميع الجهات سواء من وزارة الداخلية أو غيرها التي أعطت الموافقة بداية على فتح المقهى. 177 مقهى يوجد في مملكة البحرين إلى يوم 13أكتوبر من العام الجاري 49 مقهى يصنف تحت الدرجة الأولى أي أن هناك قسمين واحدا للرجال وآخر للعائلات ومن المفترض الا يكون هناك اختلاط بين القسمين. كما يوجد 128 مقهى شعبيا يصنف تحت مسمى الدرجة الثانية للرجال والعزاب منتشرا في مختلف المدن والمناطق مخاطر عدة للشيشة أشارت بعض الدراسات إلى أن تدخين رأس واحد من الشيشة يعادل تدخين أكثر من 20 سيجارة في اليوم ومن أضرارها احمرار العينين وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه إضافة إلى ضمور الشعيرات المخاطية .. وتحول الأسنان إلى اللون الأصفر ثم اللون الأسود وانبعاث روائح كريهة من الفم بخلاف الاضطرابات التي تحدث للدورة الشهرية وانقطاعها تماما فضلا عن المرض الأول "السرطان". الأضرار الصحية على الفتيات أكد لنا رئيس جمعية مكافحة التدخين الدكتور صلاح علي أن هناك انعكاسات سلبية صحية على الفتيات والنساء بالتحديد جراء تدخين الشيشة إذ قال: إن أهم مساوئ تدخين الشيشة التي تظهر على الفتيات أنها تسبب نقص الأوكسجين في الدم وهذا يؤدي الى تأخر البلوغ بسبب الاضطرابات الهرمونية كما أن الدارسات أكدت أن كثافة عظام المرأة المدخنة أقل بكثير جداً من كثافة عظام غير المدخنة وهذا يؤدي الى الإصابة المبكرة بهشاشة العظام ومن المشاكل كذلك زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم من ناحية وزيادة نقص الأوكسجين من ناحية أخرى وهذا يؤثر بشدة على نضارة الوجه وليونة الجلد والشعر والنتيجة سلب مظاهر جمال البنت وإظهارها في عمر أكبر مما هي عليه نتيجة لشحوب الوجه وبروز التجاعيد واصفرار الأسنان واختفاء نضارة الوجه والشفتين كما ينبغي التنويه أيضا للمرأة الحامل حيث يتسبب في نقص وزن الجنين و الإصابة بالإجهاض إذ أنه أكثر حدوثاً بين المدخنات. الشيشة والأمراض السرطانية الشيشة مسبب رئيسي كما أكد لنا الدكتور صلاح علي للعديد من السرطانات منها سرطان الشفاه، اللسان، الحنجرة وكذلك تساهم في نقل العدوى لأمراض الجهاز التنفسي مثل الدرن ومرض التهاب الكبد الوبائي.
الخلطة السحرية للشيشة: للأسف لايعرف عشاق الشيشة أن خلطة المعسل تتكون من العفن الذي يتمثل في مواد النكهة مثل التفاح أو الكرز أو البرتقال وغيرها والعفن بلا شك بؤرة لتكاثر الحشرات الدقيقة والجراثيم والفيروسات والطفيليات. و.. بعد لم تسلم حواء من هذه الظاهرة الخطيرة فقد تحولت اليوم إلى مدخنة للشيشة بل ان الإحصائيات تؤكد أن أرقام المدخنات للشيشة في تزايد و بينما تتقلص نسب المدخنين في الغرب تتزايد في الشرق.. حتى سنوات قليلة كان 3% من إجمالي مدخني الشيشة من النساء.. اليوم أكثر من 20% من مدخني الشيشة من الفتيات . وقد كانت لنا عدة ملاحظات خلال هذا التحقيق منها: * امتنع العديد من الشابات من تصويرهن أو التعريف بأسمائهن في التحقيق، نتيجة لخوف بعضهن من الأهل وأخريات لا يرغبن بفضيحة داخل مكان العمل والبعض الآخر يشكل لهن إحراجا في التعامل مع غيرهن المجتمع. * الجميع يقول إنهن غير مدمنات عليها ولا تسبب لهن أية مشكلات صحية رغم كونهن يرتدن المقاهي بشكل يومي أو أسبوعي. * أكدت معظم الشابات والشبان الذين التقيت بهم بالمقاهي أن المقاهي الحديثة هي الأفضل لمقابلاتهم السرية وللقاءاتهم على ضوء النور الخافت والشيشة الممتعة.
فعلت مثل صديقاتي حتى لا أكون مختلفة بينهن فاطمة ج.م. (20 سنة) طالبة جامعية تقول: "معظم صديقاتي يذهبن خلال شهر رمضان في كل خميس وجمعة من الأسبوع للترفيه عن أنفسهن إلى المقهى وعلى الرغم من سعر الشيشة المرتفع هناك إلا أنهن يطلبنها جميعا، في بادىء الأمر كنت أجلس معهن دون أن أدخن أما الآن فقد تغير الحال إذ أصبحت بين الفترة والأخرى اطلب شيشة على عنب على الرغم من أن سعرها يتجاوز 3 دنانير، وللعلم إن جميع البنات يدخن الشيشة دون علم الأهل". المقاهي تشجع على الشيشة في لقاء مع ريم خورشيد 24سنة سألتها عن رأيها في تدخين الشيشة فقالت: "هي ظاهرة غير حضارية مضرة بالصحة لما تسببه من أمراض كثيرة على المدى البعيد ولا أرى فيها أي تسلية أو منفعة. وأنا لست من مدخنيها نهائياً وأعتقد بأن المقاهي هي التي تشجع البنات والفتيات والمراهقات بالتحديد على تدخين الشيشة نتيجة لتوفير أماكن مظلمة ذات حاجب يمنع الرؤية من أجل الابتعاد عن أعين الأهل أوالانفراد مع الحبيب وغيرها من التصرفات المنافية للأخلاق من دون رقيب. أنا أؤكد بأن تدخينها يزداد في شهر رمضان و ذلك بسبب إمكانية السهر حتى ساعات الفجر والتي تعد بالنسبة لهن أفضل طريقة لتمضية الوقت مع وجود إغراءات وعروض للتدخين ومسميات للشيشة تشجع على تجربتها، والبعض يعمد إلى تدخين الشيشة نتيجة لهموم أو لحالة نفسية يمر بها فيعتقد البعض بأنها متنفس عن همومه ومشاكله وعندما يدخنها يشعر بأن هناك فرقا كبيرا وتحسنا في نفسيته. وان اعتقدت الشابات ذلك فهي مشكلة كبيرة حيث يقعن فيما يسمى بـ "مصيدة الإدمان والوهم".
من القدو إلى الشيشة أما نعيمة عبدالله فقالت لنا عن ظاهرة انتشار الشيشة بين النساء والشابات عبر مراحل تطورها التاريخية: "إننا اليوم نشهد في البحرين انتشارا كبيرا وواسعا للمقاهي الشعبية أو الحديثة ذات الفرق الغنائية وشاشات التلفزيون الكبيرة التي تعرض بعضاً من الأغاني الإباحية والأفلام الأجنبية الخليعة مما يشجع بالتأكيد ارتيادها وبالذات من ناحية الشابات والشباب بالتحديد إذ يكون لديه حب الفضول والاستطلاع ومن السهل استهدافهم من خلال تلك المغريات لتذوق الجديد في المقهى من أنواع المعسلات السامة والتي قد تكون ملوثة". وتزيد: "نحن لا ننسى بأن هذه الظاهرة هي قديمة ولكن لحقت بطور التقدم والتطور فقد كانت ولا تزال بعض من أمهاتنا الكبار ومرتادي المآتم النسائية أو الرجالية يدخنون الشيشة ولكن على الطريقة التقليدية هي كما تعرف بـ "القدو" فلا تزال المآتم توفر "القدو" كشيء أساسي في المناسبات الخاصة السعيدة أو الحزينة كذلك أصبحت تدخل في الحفلات والعزائم كما لا يستغنى عنها في الرحلات أو السفرات الطويلة". أم محمد 45 سنة تدخن القدو لأكثر من 10 سنوات وانتقلت إلى الشيشة منذ أكثر من سنتين قالت لنا: "لقد أدمنت على الشيشة إذ لا أستطيع أن استغني عنها في أي مكان على الرغم من مضارها إلا أنني لا أفكر في الاستغناء عنها أبداً، أما في رمضان فهو موسم الشيشة والمقاهي فإن الأمر بالنسبة لي يزداد متعة فأنا أضع لي برنامجا طوال الشهر لأجرب فيه جميع الأنواع المختلفة من الشيشة وما يجعل الأمر أكثر رفاهية هي إغراءات المقاهي التي تزداد يوماً عن يوم فعندما نسمع عن أن مقهى جديدا فتح نذهب في اليوم التالي لنشاهد ما يقدم ونتعرف على المكان ونستمتع بالوقت. ورغم انني أدخن لا أرغب في تشجيع ابنتي على ذلك أبدا و لا أحب رؤيتها في يوم من الأيام تدخن الشيشة أمامي". ارتياد المقاهي وظيفة أسبوعية من وراء الأهل مريم م.ج (18 سنة) طالبة في المرحلة الثانوية، أشارت إلى أنها ترتاد المقهى كل يوم خميس مع صديقاتها من المدرسة وان الأهل لا يعلمون بأنها تدخن الشيشة مع زميلاتها، إذ قالت: "إنني زرت معظم المقاهي التي تقدم الشيشة في البحرين وتعرفت على أنواع عديدة، منها ما هو بـ5 دنانير وبـ 3 دنانير والآخر بـ500 فلس وهكذا إلا أن إخواني ووالدي لا يعلمون بذلك نهائياً وأنا لا اعتقد بأنهم سيكتشفون الأمر لأن أغلب المقاهي مسترة وتوفر أماكن مخصصة للبنات". وتضيف: "بدوري أجد متعة كبيرة في تدخين الشيشة وخصوصاً في رمضان بسبب سماح الأهل لي بالتأخر خارج المنزل من جهة وجاهزية واستعدادية المقاهي من جميع النواحي من جهة أخرى، أما عن صديقاتي فتمثل زيارة المقاهي لهن فرصة للتعرف على الشباب الذين هم في نفس أعمارهن والاستمتاع معهم بالتدخين دون وجود ما يعكر صفوهم. واعتقد بأني اكتسبت خبرة في التعامل مع الشيشة بشكل كبير، وأستطيع أن أعلّم جيلي ذلك لكن لا أعلم لماذا يرفض الأهل هذه المتعة الحقيقية بالنسبة لنا". عادة دخيلة ويقول خليفة صليبيخ عن تدخين النساء للشيشة: "هي عادة أو ظاهرة ليس لها أي علاقة بشهر رمضان الكريم وان للنساء حقا قانونيا وأدبيا في كل ما يمارسه الرجال وذلك من منطلق المساواة بين الجميع، ولكن حسب اعتقادي الشخصي أن أضرار الشيشة ومضارها على النساء الحوامل له تأثيرات سلبية خطيرة جداً ولذلك أتمنى أن تمتنع كل امرأة عن شرب الشيشة". ويفيد محمد الكعبي قائلاً: "لا أعتبر نفسي مدمناً عليها و إنما أدخنها من أجل التسلية والابتعاد عن مشاكل البيت لا غير مع إنني على علم تام بمضارها وأعتقد بأن تواجد النساء والمراهقات بالمقاهي والخيام الرمضانية هي عادة مقتسبة من بلاد الشام وأرى بأنها غريبة ومخالفة لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا". وليد المعاودة 23 سنة أضاف مؤكداً رأي زملائه بالمقهى: "أعتبر نفسي معارضاً لمسألة الشيشة لدى النساء وتواجدهن في المقاهي لا يعجبني لأن المرأة جنس لطيف وليس مخصصاً لهذه الأماكن التي يعتبرها البعض مشبوهة وأن مكان المرأة الحقيقي هو بيتها".
للدين رأي ومن جانب آخر كان للدين رأي في تدخين الشيشة من قبل المراهقات والشابات.. وكان للشيخ عبدالهادي خمدن رأي ديني وفقهي في قضية تدخين الشيشة مؤكداً بأن تدخينها محرم لما له من مضرة للجسم وللإنسان عموماً باختلاف تأثيراته السلبية إذ قال: ان بعض أهل السنة اتفقوا على تحريمه برجوعهم الى تفسير آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: "ويحل لكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث"، ترى ما المنفعة التي سيجنيها الشباب والشابات في عمر الزهور من وراء تدخين الشيشة، وخصوصا لكن أيتها المراهقات والشابات إذ ان الأشياء السيئة عند الشباب أو الرجال عموماً تمرر أما عندكن أيتها النساء والشابات فيصعب تمريرها وتكون أسوأ بكثير من الرجال وأبسط مثال على ذلك الرائحة الكريهة التي تخلفها الشيشة وتغير لون الأسنان الى الاصفرار يمكن قبولها عند الرجال أما عند النساء فيصعب ذلك بكثير". وطلب سماحة السيخ رداً من المراهقات والشابات على تساؤلاته إذ قال: "أنتن أيتها المرهقات والشابات ماذا ستستفيدون من تدخين الشيشة؟ هل لها فائدة من الناحية الجسمية أو النفسية؟ هل ستعطيك مناعة صحية أو ستزيد من "برستيجيك" الاجتماعي؟ أسالي نفسك أيتها المدخنة وخصوصاً في شهر رمضان هل سيزيد ذلك من تقربك من الله ويزيد من ميزان حسناتك يوم القيامة؟ كيف يراك الرجل عندما تمسكين حزام الشيشة وتنفخين بالدخان الى الخارج اذ سيسيء ذلك الى أنوثتك وجمالك ومظهرك و راحتك ويقلل من مستواك عند الرجل؟! وزارة التجارة لها دور وزارة التجارة هي الجهة التي تعطي ترخيصاً لمزاولة المهنة فقط، بعد موافقة من 3 جهات معنية ألا وهي وزارة الصحة ووزارة الداخلية والبلدية وكل واحدة من الجهات تضع شروطا ومعايير تقييمية لفتح المقهى الشعبي، كلاً حسب تخصصه.
الرقابة موجودة وذكر مدير إدارة السجل التجاري يونس الهرمي معلقاً على إلقاء اللوم على الوزارة في العديد من مشاكل المقاهي: نحن جهة مرخصة لمزاولة المهنة فقط ولسنا مسئولين عن التصرفات والسلوكيات التي تحدث داخل المقهى أو الاختلاط نحن نتسلم رسائل موافقة من الجهات الثلاث وكل جهة بعد موافقتها عليها القيام بواجبها تجاه مراقبة النشاط سواء وزارة الصحة من ناحية منافذ إخراج الدخان أو وزارة الداخلية من ناحية السلوكيات والتصرفات والبلدية التي تشترط عدم قرب المقهى من أماكن العبادة أو المآتم أو المدارس أو الأحياء السكنية ودور الوزارة هو إقفال السجل إداريا إذ وقعت عليه أية مخالفة من الجهات الثلاث لحين استيفائه للشروط التي اتفق عليها ويحول صاحبها إلى النيابة العامة. ومن المفترض أن تكون الرقابة قائمة من جميع الجهات سواء من وزارة الداخلية أو غيرها التي أعطت الموافقة بداية على فتح المقهى. 177 مقهى يوجد في مملكة البحرين إلى يوم 13أكتوبر من العام الجاري 49 مقهى يصنف تحت الدرجة الأولى أي أن هناك قسمين واحدا للرجال وآخر للعائلات ومن المفترض الا يكون هناك اختلاط بين القسمين. كما يوجد 128 مقهى شعبيا يصنف تحت مسمى الدرجة الثانية للرجال والعزاب منتشرا في مختلف المدن والمناطق مخاطر عدة للشيشة أشارت بعض الدراسات إلى أن تدخين رأس واحد من الشيشة يعادل تدخين أكثر من 20 سيجارة في اليوم ومن أضرارها احمرار العينين وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه إضافة إلى ضمور الشعيرات المخاطية .. وتحول الأسنان إلى اللون الأصفر ثم اللون الأسود وانبعاث روائح كريهة من الفم بخلاف الاضطرابات التي تحدث للدورة الشهرية وانقطاعها تماما فضلا عن المرض الأول "السرطان". الأضرار الصحية على الفتيات أكد لنا رئيس جمعية مكافحة التدخين الدكتور صلاح علي أن هناك انعكاسات سلبية صحية على الفتيات والنساء بالتحديد جراء تدخين الشيشة إذ قال: إن أهم مساوئ تدخين الشيشة التي تظهر على الفتيات أنها تسبب نقص الأوكسجين في الدم وهذا يؤدي الى تأخر البلوغ بسبب الاضطرابات الهرمونية كما أن الدارسات أكدت أن كثافة عظام المرأة المدخنة أقل بكثير جداً من كثافة عظام غير المدخنة وهذا يؤدي الى الإصابة المبكرة بهشاشة العظام ومن المشاكل كذلك زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم من ناحية وزيادة نقص الأوكسجين من ناحية أخرى وهذا يؤثر بشدة على نضارة الوجه وليونة الجلد والشعر والنتيجة سلب مظاهر جمال البنت وإظهارها في عمر أكبر مما هي عليه نتيجة لشحوب الوجه وبروز التجاعيد واصفرار الأسنان واختفاء نضارة الوجه والشفتين كما ينبغي التنويه أيضا للمرأة الحامل حيث يتسبب في نقص وزن الجنين و الإصابة بالإجهاض إذ أنه أكثر حدوثاً بين المدخنات. الشيشة والأمراض السرطانية الشيشة مسبب رئيسي كما أكد لنا الدكتور صلاح علي للعديد من السرطانات منها سرطان الشفاه، اللسان، الحنجرة وكذلك تساهم في نقل العدوى لأمراض الجهاز التنفسي مثل الدرن ومرض التهاب الكبد الوبائي.
الخلطة السحرية للشيشة: للأسف لايعرف عشاق الشيشة أن خلطة المعسل تتكون من العفن الذي يتمثل في مواد النكهة مثل التفاح أو الكرز أو البرتقال وغيرها والعفن بلا شك بؤرة لتكاثر الحشرات الدقيقة والجراثيم والفيروسات والطفيليات. و.. بعد لم تسلم حواء من هذه الظاهرة الخطيرة فقد تحولت اليوم إلى مدخنة للشيشة بل ان الإحصائيات تؤكد أن أرقام المدخنات للشيشة في تزايد و بينما تتقلص نسب المدخنين في الغرب تتزايد في الشرق.. حتى سنوات قليلة كان 3% من إجمالي مدخني الشيشة من النساء.. اليوم أكثر من 20% من مدخني الشيشة من الفتيات . وقد كانت لنا عدة ملاحظات خلال هذا التحقيق منها: * امتنع العديد من الشابات من تصويرهن أو التعريف بأسمائهن في التحقيق، نتيجة لخوف بعضهن من الأهل وأخريات لا يرغبن بفضيحة داخل مكان العمل والبعض الآخر يشكل لهن إحراجا في التعامل مع غيرهن المجتمع. * الجميع يقول إنهن غير مدمنات عليها ولا تسبب لهن أية مشكلات صحية رغم كونهن يرتدن المقاهي بشكل يومي أو أسبوعي. * أكدت معظم الشابات والشبان الذين التقيت بهم بالمقاهي أن المقاهي الحديثة هي الأفضل لمقابلاتهم السرية وللقاءاتهم على ضوء النور الخافت والشيشة الممتعة.
التعليقات