طلحة جبريل من الرباط: بدا الشاعر محمد الفيتوري متبرماً وهو يستعد لمغادرة الرباط بعد سنوات طويلة من الإقامة فيها حيث من المقرر أن ينتقل الشهر المقبل بصفة نهائية للإقامة في القاهرة. يعتقد الفيتوري انه تعرض لأكبر قدر من التجاهل في عاصمة أحبها وعاش فيها سنوات.
يسكن الفيتوري في ضواحي العاصمة المغربية في منطقة " سيدي العابد "على البحر جنوب الرباط" قليل ما أجئ إلى وسط المدينة ...كل الناس الذين تعرفت عليهم أو تعرفوا علي لا يسألون عني ولا ألتقهيم " وسأل مستغرباً والى حد ما معاتباً "بالمناسبة أين كتاب وشعراء المغرب؟" ويزيد محتداً "على أية حال أنا لست نكرة ... أنا الشاعر محمد الفيتوري"
لكن الفيتوري الذي أهدى أول قصيدة من ديوانه الشعري& "شرق الشمس غرب القمر" للرباط يغادر المغرب وقد ارتبط به ارتباطاً وثيقاً . كيف ذلك ؟
يقول " تزوجت هنا سيدة مغربية من مراكش أنجبت لي أجمل بناتي أسميتها "أشرقت" أحب هذه البنت لأنها تنمو كالزهرة ".أسأله هل تتوقع لها أن تكون شاعرة "ليس بالضرورة أن تكون شاعرة ...فنانة ربما".
وقبل أن يستقر الفيتوري في القاهرة سيزور بيروت ليشارك في مناسبتين الأولى إقامة أمسيات شعرية في بعض مدن الجنوب اللبناني بدعوة من الشيخ محمد حسين فضل الله . ولعل المفارقة أن حركة شيعية هي التي كانت اختطفت الفيتوري في الثمانينات وكادت أن ترسله إلى العالم الآخر وذلك على خلفية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا و كان يشغل وقتها منصب " الملحق الثقافي " في السفارة الليبية في بيروت.
لكن هاهو الفيتوري يعود ليقرأ أشعاره هناك في الجنوب حيث... الشيعة.
بعد ذلك سيشارك في احتفال لتخليد ذكرى "كرم ملحم كرم"& والد ملحم كرم ناشر اسبوعية " الحوادث " .
علاقة الفيتوري مع بيروت قديمة وقوية " كنت أفضل أن انتقل إلى بيروت لكن ظروفها الآن مختلفة لذلك حولت وجهتي نحو القاهرة التي لي فيها أصدقاء كثر " .
ونفى الفيتوري نفياً قاطعاً ما نسب إليه من انه& يعتزم اعتزاله نظم الشعر " من قال ذلك ؟ أنا لم أقل أبداً ذلك , الشعر هو حياتي به أتنفس إذا توقفت عن الشعر توقفت حياتي ... الشعر هو كل شئ في حياتي لذا لا يمكنني أن اعتزل الحياة , قريباً سيصدر لي من بيروت ديوان بعنوان" عرياناً أرقص في الشمس " وكان صدر لي من القاهرة ديوان آخر بعنوان& " نار في رماد الأشياء" .
إكتسب الفيتوري مظهر الشخص المقتنع بأفكاره بدلاً من المهتم بآراء النقاد لذلك يقول " إنني أكتب شعري حين أريد أن أكتب لا أخضع لما يسمونه بإلالهام الشعري ... لدي رصيداً موروثاً على مستوى الإيقاع والفكر& يمكنني من قول ما أقوله للآخرين ولا تبقى إلا الكيفية التي بها سأقول "
&&