محمد بوخزار من الرباط: وجه قادة الجيش الإسباني نقدا شديدا غير مسبوق، لرئيس الوزراء بخصوص السياسة التي ينهجها حيال المشكل العراقي. وورد النقد في مقال نشرته يومية [ إل بريوديكو] الواسعة الانتشار ، على لسان كل من قائدي القوات البرية والجوية اللذين حضرا مؤخرا في مدريد حفل غذاء أقيم بنادي الصحافة الأوروبية ، حيث اعتبرا أن الذي يقاوم في العراق ليس فلولا إرهابية ، كما يقول[ خوصي ماريا أثنار] وإنما مقاومة شعبية ترفض احتلال الأجنبي.
وأدلى المسئولان العسكريان البارزان بتلك التصريحات ، بحضور رئيس أركان القوات المسلحة، في معرض تعليقهما على وفاة سبعة عناصر من الاستخبارات الإسبانية، لقوا مصرعهم أخيرا، في كمين في ضواحي بغداد.
وكان قائد القوات الجوية [ إدواردو غونثالث] واضحا وقاصدا رئيس الوزراء وسياسته حين& شبه المقاومة التي يبديها العراقيون بتلك التي هزمت بها إسبانيا جيوش نابليون التي غزتها في القرن التاسع عشر.
واحتج العسكريون الإسبان، أيضا، على المعاملة التي خص بها زملاؤهم الذين سقطوا في العراق حيث أقيمت لهم جنائز خلت من المراسيم التي يشيع بها في العادة الجنود الذين يسقطون أثناء أداء الواجب الوطني ، وقارنوا سلوك حكومة بلادهم& بما فعلته الحكومة الإيطالية التي& ودعت الضحايا الذين قضوا في العراق في ظروف مماثلة ، إذ شيعتهم محفوفين بالتشريفات العسكرية.
يذ كر أن الأحزاب السياسية الإسبانية المعارضة وخاصة الحزب الاشتراكي العمالي، اكتفت في البداية بالإعراب عن تعازيها ومشاطرتها عائلات الضحايا في مصابهم ، محترمة ظروف الحداد الوطني ، غير أن الزعيم الاشتراكي& [ ثباتيرو] ذكر،عقب الحادث ، بموقفه المعارض لسياسة رئيس الوزراء المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة العراقية.
وعلى الرغم من أن إسبانيا ، ملكية ديموقراطية غربية، وعضو في الحلف الأطلسي ، مما يوجب على القوات المسلحة الابتعاد عن الخوض في السياسة، فإن المراقبين& تلقوا ملاحظات قادة الجيش بإثارة أكثر من علامة استفهام.