باريس - لا تمتلك غالبية الدول الاوروبية تشريعات حول وضع رموز دينية في المدرسة تاركين للمدارس والسلطات المحلية حرية تدبير هذه الامور حالة بحالة. لكن هناك حالة خاصة هي تركيا البلد المسلم الذي يتمتع بنظام علماني حيث ارتداء الحجاب محظور في المدارس والجامعات والمباني العامة.
وتعتبر السلطات في هذا البلد الذي أظهر استطلاع أخير للرأي أن نحو ست من أصل كل عشر نساء فيه يضعن الحجاب أن المطالبات بارتداء الحجاب تشكل دعما ناشطا للإسلام السياسي لذلك يجب محاربتها. أما وضع الرموز الدينية فيبقى موضع نقاش متجدد في فرنسا وألمانيا.
ففي فرنسا حيث سيرفع تقرير اللجنة حول تطبيق مبدأ العلمانية برئاسة برنار ستازي غدا إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لم يستبعد رئيس الوزراء جان بيار رافاران إمكانية إصدار تشريع.
وحاليا يسمح حكم صادر عن مجلس الدولة لمدراء المدارس بمنع استخدام أي رمز ديني في المدارس عندما يكون ظاهرا جدا أو عندما يتسبب بخلل في النظام العام. وطردت شابتان في 11 تشرين الأول(اكتوبر)&نهائيا من مدرسة ثانوية في ضاحية باريس لارتدائهما لباسا إسلاميا ظاهرا.
وفي ألمانيا فإن التشريع حول الرموز الدينية في المدرسة هو من اختصاص المقاطعات المحلية التي تمتلك الصلاحيات في مجال التربية والتعليم. وفي نهاية أيلول(سبتمبر) اعتبرت المحكمة الدستورية أن سلطات مقاطعة بادن-فورتمبرغ (جنوب غرب المانيا) لا يمكنها أن تمنع مدرسة من أصل أفغاني من ارتداء الحجاب في الصف.
لكنها أضافت أن المناطق يمكنها إصدار قوانين تمنع ارتداء ملابس لها دلالة دينية في المدارسة الحكومية مع الحرص على التوصل إلى "تشريع يقبله الجميع".
وتستعد مقاطعتا بادن-فورتمبرغ وبافاريا (حيث ترفع الصلبان في الصفوف) اللتان يحكمهما المحافظون وكذلك مقاطعة برلين التي يحكمها الاجتماعيون الديموقراطيون والشيوعيون الجدد، لإصدار تشريعات لمنع وضع الحجاب. وتسمح مقاطعة بادن-فورتمبرغ في مشروع القانون هذا بوجود رموز دينية مسيحية أو يهودية.
ولا تمتلك بلجيكا قانونا فدراليا يحكم وضع علامات دينية في المدارس التي لها في المقابل حرية وضع أنظمة خاصة بها في هذا الإطار لمنع ارتداء الحجاب إذا اقتضت الضرورة.
وعاد الجدل الى الواجهة في أيلول(سبتمبر) الماضي إذ أن المسلمين أعربوا عن تحفظهم على قرار اتخذته مدرسة رسمية في منطقة بروكسل بمنع وضع الحجاب خلال العام المدرسي الجديد.
وفي الدول الاخرى لا يثير ارتداء علامات دينية ظاهرة أي جدل بشكل عام. ففي بريطانيا يترك لكل مدرسة حرية اعتماد نظامها الداخلي الخاص في ما يختص بالزي المدرسي. وبشكل عام يسمح بارتداء الحجاب والقلنسوة اليهودية والعمامة.
وفي هولندا يحظر القانون أي تمييز ديني. ويسمح بشكل عام بوضع الحجاب والرموز الدينية الأخرى في المدارس الرسمية.
في الدنمارك يسمح بوضع الرموز الدينية لكنه غير منتشر كثيرا في المدارس.&أما في النمسا (حيث التعليم الديني الزامي) وفي المجر فيسمح بكل العلامات والرموز.
ولا تعتمد إسبانيا أي تشريع وطني بهذا الخصوص. ولا تخضع العلامات الدينية في المدرسة ومنها الحجاب لأي جدل علني. وفي حال وقوع نزاعات يعود القرار النهائي الى المناطق التي تتمتع باستقلال ذاتي.
وفي اليونان حيث 98% من السكان من المسيحيين الأرثوذكس يضع الكثير منهم الصليب في أعناقهم وحيث دانت الاقليات الدينية لفترة طويلة سلسلة من إجراءات التمييز ضدها، لم تثر مسألة العلامات الدينية الظاهرة أي جدل حتى الآن.
والمدرسة الحكومية ليست علمانية لكن وزارة التربية تشدد على أن "التسامح هو الأساس". وترتدي تلميذات مسلمات من الأقلية التركية في تراقيا (شمال شرق) الحجاب في المدارس الحكومية من دون أي مشكلة.
وفي إيطاليا يسمح قانونان أقرا العام 1924 و1927 بوجود علامات خاصة بالديانة الكاثوليكية في المدارس.