&
اذا كان العلمانيون والليبراليون واليساريون يرفضون تسييس الدين، لأن الحوار السياسي يمتنع اذا خضع للدين، اذ سرعان ما تبرز نظريات الحلال والحرام والممنوع والمسموح.. وهذا يتعارض مع الديموقراطية التي تدعو الى تعدد الآراء.. والحوار المفتوح، ويبدو ان الغرب واميركا منذ 11 سبتمبر 2001 قد لجآ الى اعتماد نظرية تديين السياسة والاقتصاد.. ففي فرنسا العلمانية تمنع الطالبات من ارتداء الحجاب مع ان اختيار اللباس المناسب للمرأة قضية خاصة لا ترتبط بالدين، واذا كانت فرنسا تعتبر نفسها بلد الحريات فإن اولى بها ان لا تعارض وضع غطاء على الرأس سواء سمي حجابا او خلافه، ولا اعلم هل ستمنع فرنسا اليهود من لباس "الكحفية" على الرأس؟ اما في اميركا فقد وصل الامر الى اسوأ من ذلك في الاعتداء على الحريات العامة والتمييز بين البشر بمن فيهم الاميركان حسب ديانتهم، فقد قرر بنك اميركي في مدينة بوسطن حسبما نشرت "الشرق الاوسط" اغلاق حسابات عشرين متعاملا لأنهم مسلمون ومن ضمنهم حسابات تعود الى مسجد.. ومدرسة اسلامية وبعض الاميركيين من اصول افريقية.. ولا اتصور ان المدرسة او المسجد يمكن ان يكونا ارهابيين الا اذا اعتمدنا النظرية الارهابية الاميركية التي تعتبر الارهابي شارون بطل السلام والفلسطينيين الذين يدافعون عن بلدهم جماعات ارهابية. وعليه فإن الغرب بعد 11 سبتمبر لم يعد ذلك الغرب المنفتح الذي يؤمن بالحرية وينبذ التفرقة على اساس ان الدين هو علاقة بين الإنسان وخالقه، ولا يجوز زجه في امور السياسة والاقتصاد وفتح حسابات في البنوك.. والله من وراء القصد.