عاطف أحمـد
&

الحلقة الأولى

&حينما التقى زكي نجيب محمود بالوضعية المنطقية في لندن عام 1946، شعر بأنه خلق لهذه الوجهة من النظر. وتبني بالفعل، في الشطر الأكبر من حياته الفكرية،المبادئ الأساسية لذلك التيار الفلسفي الذي قدم نفسه،في ذك الحين، على أنه الممثل الشرعي الوحيد للتفكير العلمي في الفلسفة.&وخلال تلك الفترة أخرج كتبا ثلاثة:
&ضمن الأول عرضا للمنطق التحليلى الحديث ولفلسفة العلوم المتصلة به وأسماه "المنطق الوضعى".
&وأعلن فى الثانى " خرافة الميتافيزيقا" وحذفها حذفا من دائرة المعارف كأن لم تكن باعتبارها لغوا فارغا من المعنى لا يرتفع إلى أن يكون كذبا.
&وجمع فى الثالث خبراته السابقة واللاحقة وبوبها ونسقها معلنا أن هذا هو الطريق "نحو فلسفة علمية".
&فما هي الوضعية المنطقية التي منحت نفسها تلك المكانة الفريدة في الفكر الفلسفي؟
&يجيب زكي محمود علي ذلك قائلا أن مدار تعريف الوضعية المنطقية هو كونها نفيا للميتافيزيقا. فهى "وضعية" لأنها ترفض الميتافيزيقا. وهى "منطقية" لأن رفضها للميتافيزيقا قائم على تحليل العبارات الميتافيزيقية نفسها لييان خلوها من المعنى. (راسل: 41).
&وما هى الميتافيزيقا؟ هى "الحكم على أشياء غير محسوسة". وبناء عليه: "فحسبنا أن يكون فى الجملة كلمة دالة بحكم تعريفها على مسمى من غير المحسوسات، ليكون لنا الحق فى اعتبارها قولا ميتافيزيقيا بالمعنى الأرسطى". ولما كان العلم يتعامل مع الظواهر الحسية، وكانت الوضعية المنطقية لا تعترف الا بوجود الظواهر الحسية، فقد رأت أن ذلك يمنحها الحق في أن تنسب نفسها إلى العلم. وبذلك قدمت الوضعية المنطقية نفسها بوصفها:
&فلسفة تنتمي إلى العلم وتعمل من خلال التحليل المنطقى للعبارات اللغوية.
&لكنها حينما بدأت العمل ووجهت بمشكلات غير متوقعة،أربكتها لأنها لم تستطع استيعابها داخل منظومة المبادئ التي تقوم عليها.
&من تلك المشكلات مثلا: أن ثمة عبارات لغوية لا تشير إلى مفردات حسية لكنها ذات معنى. بل ومعنى يبدو يقينيا.
&مثلا : أ < من ب، ب<ج، إذن أ<ج (استدلال منطقى)
&أو: 5+7 = 12 (استدلال رياضى)
&فماالحل؟ :الحل هو أن نستثنى العبارات المنطقية والرياضية من أحكام التحليل الوضعى. وتصورت الوضعية المنطقية أنها، بمجرد عملية الاستثناء تلك، التي بررتها من خلال اعتبار مثل تلك العبارات تحصيل حاصل لأن النتائج فيها متضمنة في المقدمات، قد تخلصت من العقبة الكبرى التي كانت تهدد جدارتها الفلسفية.
&لكن المشكلة لم يتم حلها تماما. فهناك عبارة مثل: "لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه" لا هى رياضية ولا هى منطقية ولا نستطيع أن نقول أنها تشير إلى مفردات حسية. ورغم ذلك فهى تمثل قانونا علميا مقبولا على أنه صواب ولا يجادل في ذلك أحد.
&فما الحل؟ الحل هو: تحليل الكلمات إلى ما تشير إليه خطوة خطوة حتى نصل إلى شئ يمكن أن يكون مفردا حسيا. وهنا ندرك صوابها بشروطنا.
&(لاحظ أن "الحل" هنا ليس رياضيا ولا منطقيا، ولا يتضمن فى حد ذاته على أشياء حسية مباشرة، رغم ذلك فهو مقبول. (هكذا، بلا تفسير).)
&على أن المشكلات لم تتوقف عند هذا الحد.
&
فالعبارات المنطقية والرياضية تم تفسير مصدر اليقين فيها، كما سبق القول، على أن نتائجها متضمنة سلفا فى مقدماتها. وبذلك فهى تحصيل حاصل. لا تنبئ بشئ عن عالم الواقع لكنها متطابقة ذاتيا.
&والسؤال هنا هو: إذا كانت تحصيلا لحاصل،بمعنى أنها لا تنبئ بشيء عن عالم الواقع، فأية فائدة وأية قيمة يمكن أن تظل لها، بحيث ندخلها فى دائرة الكلام ذى المعنى؟ بل ونتخذها أدوات أساسية للبحث العلمى؟.
فالواقع أن النظرة الوضعية المنطقية للرياضيات وللمنطق لا تخلو من السطحية والاختزال. ولو كلفنا أنفسنا قليلا من العناء لأمكننا أن نقول- مع الدكتور عبد العظيم أنيس في كتابه عن تاريخ الرياضيات أن الرياضيات تتطور باستمرار في اتجاهات مختلفة وفق احتياجات التطبيقات المختلفة المحتملة. وأن الحضارة الصناعية الحديثة بل وحتى الحروب، أدت إلى نشوء فروع من الرياضيات مثل نظرية الألعاب و بحوث العمليات، كان من الصعب ظهورها لولاها (ا.ه) ونشأة الرياضيات من الاحتياجات العملية لممارسات الواقع تدل على أن لها وظيفة و دورا في حل مشكلات هذا الواقع. فقد ظهر حساب التفاضل مثلا في القرن السابع عشر، حينما دعت الحاجة إلى التعامل مع كثير من المشكلات الصعبة الخاصة بالحركة وبالأشياء التي تتغير والتي طرحها العلم في ذلك الوقت. ثم أصبح ضروريا بالنسبة للعلم الحديث، وأصبحت له تطبيقات هامة تقريبا في كل المجالات التي تستخدم الرياضيات.
&كذلك تتغافل الوضعية المنطقية عن نقطة هامة في القضايا الرياضية، هي أن الحدود الرياضية ذاتها،لا يمكن القول بأنها تحصيل حاصل لأنها ببساطة لا تتكون من مقدمات ونتائج، وهي في الوقت نفسه ليست من مفردات الحس،ولا يمكن تحليلها إلي عناصر أبسط تنتهي بمفرد حسي،ورغم ذلك فلا يمكن للعقل إلا أن يقبلها علي أنها ذات معنى وعلى أنها ضرورية للمعرفة و للحياة العملية.
&بل إن مفهوم تحصيل الحاصل ذاته باعتبار أنه لا ينبئ بشيء عن عالم الواقع،،يتطلب إعادة نظر. إذ يمكن ملاحظة أن حقائق العلم و قوانينه كانت قبل اكتشافها- موجودة و فاعلة في الواقع، لكن وجودها كان مضمرا بالنسبة لنا، واكتشافنا لها هو وحده الذي جعل بمقدورنا أن نوظفها معرفيا وتكنولوجيا. ومعنى ذلك أن كون النتائج مضمرة في المقدمات،إذا صح التعبير،لا يعني تحصيل حاصل، بالمعنى الوضعي، إلا إذا ظل كذلك. أما إذا عرفت النتائج وأصبحت ذات وجود مستقل بذاتها، فالأمر يصبح مختلفا.
&فالمعارف العلمية ليست إضافات إلى الواقع ذاته بل إضافات إلى معرفتنا بالواقع إذ هي اكتشافات لما كنا نجهله عن ذلك الواقع، ومع ذلك فهي ليست تحصيل حاصل بحال من الأحوال.
&وأما بالنسبة للرياضيات، و ربما المنطق بالتالي،فيمكن النظر إليها، وفقا لعبد العظيم أنيس، علي أنها جهاز رمزي معني بالأنماط والأنظمة،(حتى لو كانت في بعض الحالات، أنماطا وأنظمة للعشوائية ). ويمكن،ب التالي،تصور أن لكل مجال من مجالات المعرفة العلمية نوعا معينا من الأنماط والأنظمة التي تتوافق مع نوع معين من الرياضيات.بحيث نجد أن الرياضيات المتوافقة مع مجال معين بمقدورها أن تمثل على مستوى الرمز،ما يمكن أن يجري في ذلك المجال على مستوى الواقع، وأن بمقدورها بالتالي، لكون أن خاصيتها الأساسية هي الاتساق الذاتي، أن تصل إلى نتائج صحيحة فيما يختص بذلك المجال. ولعل المهم هنا،بالنسبة للفكر الوضعي المنطقي، أن ذلك يدل أولا على أن الواقع لا يتكون من أشياء فقط بل من علاقات وعمليات أيضا، ويدل ثانيا علي أن تلك العلاقات والعمليات تتشكل في أنماط وأنظمة يمكن تمثيلها بأجهزة رمزية بمقدورها أن تنبئ بشيء عن هذا الواقع، على العكس مما ترى نظرية تحصيل الحاصل الوضعية.
كذلك فالعبارات العلمية (القانون أو النظرية أو الحقيقة العلمية) تقوم صحتها على قابليتها للتطبيق على جميع الحالات المماثلة للحالة التى حددت شروطها. ومن هنا بالتحديد قيمتها العلمية. فمن أين أتت هذه القابلية. أى كيف نفسرها على المستوى النظرى؟
لا مفر هنا من القول بوجود افتراضات أولية سابقة على الممارسة العلمية ذاتها تجعلنا نتقبلها كممارسة منتجة للحقائق. افتراضات مثل: موضوعية الظواهر القائمة فى العالم (الخارجى على الأقل)، ومثل انتظام حركة الطبيعة وتجانسها، ومثل قابليتها للمعرفة.
&و هذه الافتراضات، التى هى الأساس الأولى للعلم، لا تقبل أن ندخلها فى دائرة الحس المباشر لأنها مفاهيم عامة تتعلق بالواقع ككل.
وأكثر من ذلك فالعبارات التى تذهب إلى أنه"لا وجود إلا للحسيات المباشرة" والتى هى الأساس المحورى للنظرية الحسية أو الوضعية،هذه العبارة ذاتها، لا هى عبارة منطقية ولا رياضية ولا هى قانون علمى ولا هى واحدة من حسيات الواقع. فعلى أى أساس نظرى اذن يتم قبولها وتبنيها واتخاذها أساسا للبناء الوضعى بأكمله؟
&كل تلك التساؤلات والاشكالات الحقيقية للفكر الوضعى، لم تتم الإجابة عليها. وإن ظل زكي نجيب محمود يردد المقولات التى هى موضع تلك التساؤلات بحماس وايمان منقطع النظير.
&والأكثر من ذلك، أنه على الرغم من أن الوضعية المنطقية تجعل الفلسفة مقصورة تماما على تحليل العبارات الخبرية إلى عناصرها الأولية. إلا أن زكي نجيب محمود تبنى نظريات محددة، أي وجهات نظر عن العالم وليس عن اللغة،مخالفا بذلك المبادئ الأساسية لفلسفته، على الأقل فى ثلاثة مجالات: مجال الوجود، ومجال الادراك الحسى، ثم مجال اللغة.الأمر الذي يفصح عن أن عملية التفلسف لا يمكن لها، أيا كان مستوى التجريد والعمومية الذي تتحدث من خلاله، أن تنفصل عن موضوعات الواقع.
*&فبالنسبة لنظرية الوجود نجده يقرر أن:
العالم الذى نعيش فيه قوامه حوادث. وأعنى بالحوادث ما تحسه الحواس من لقطات متتابعة: لمعات الضوء، ولمسات الأصابع ونبرات الصوت.&( م و1. 51). " فالعالم كثرة من وقائع" (م و2: 48).
" ولست أنت بالجزئية الواحدة ذات الكيان الواحد المستمر المتصل، بل أنت تاريخ من حوادث ( أى لمعات ضوء ونبرات صوت ولمسات أصابع). أنت ما قد عشت من وقائع ولحظات، لك فى كل واحد منها حالة تختلف قليلا أو كثيرا عن سابقتها وعن لاحقتها، ولا تتوهم أنك أنت شئ قائم بذاته تطرأعليه هذه الحالات، بل انت هو حالاتك هذه" (ن. ف. ع.114).&
* وأما بالنسبة للنظرية الحسية فى المعرفة فهو يعلن صراحة أن:
معطيات الحس المباشر هى مصدر علمنا بالواقع وهى مقياس صدق هذا العالم.
&فهى مفردات ما يقع مباشرة على الحواس لفرد معين فى لحظة معينة (لمعة الضوء نبرة الصوت لمسة الأصبع).
&وهذه المفردات الحسية (الوقائع الأولية فى العالم) تتركب ذهنيا فى بناءات أو تركيبات وصفية (أشياء ذات صفات أو أشياء بينها علاقات ) تصاغ لغويا فى قضايا (قضايا أولية تتركب بدورها فى قضايا مركبة).
&كذلك فللادراك الحسى مضمون "ذاتي كيفى" واطار "موضوى كمى" و أطر أو هياكل الادراكات الحسية هى التى تشكل " المعارف " القابلة للتواصل. والتى هى موضوع العلم.
&على ان العلم لايصل بأدواته ومناهج بحثه إلى " نتائج" عن حقائق الكون، ذلك أن "القانون العلمى" ليس قضية حتى يجوز وصفه بالضرورة اِو الاحتمال، بالإطلاق أو الانحصار، بل هو "تعليمات" يسترشد بها الباحث فى طريق سيره خلال الظواهر الطبيعية (م و 2). ولنا أن نتساءل هنا أيضا: إذا كانت تلك "التعليمات" لا تختص بعالم الظواهر الطبيعية،،فكيف يمكن أن ترشدنا إلى طرق السير فيه؟
*&وأخيرا فبالنسبة للنظرية اللغوية فى الفلسفة،نجده يقول:
أن اللغة هى الواقع الملموس للفكر ولذلك فتحليل الفكر يكون عن طريق تحليل اللغة. ولذلك كانت مهمة الفلسفة هى تحليل العبارات اللغوية من حيث دلالتها ومن حيث تركيبها المنطقى:
&فإذا كان البحث فى الدلالة هو الهدف كان علينا أن نطابق بين الصورة اللغوية من جهة والمصدر العينى من جهة أخرى لنرى كيف تكون. على أن نفهم "المعنى" بأنه إما إشارة إلى أن شيئا يرمز إلى شئ، وكلا الشيئين يكونان من كائنات العالم الواقعى. أو يشير إلى طريقة أداء أتناول بها ما فى الطبيعة من أشياء.
&أما إذا كان التركيب المنطقى هو مدار البحث، فعندئذ لا نحلل مادة اللغة بل نحلل صورتها، ودراسة هذه " الصورة" لذاتها هى ما تبتغيه الفلسفة المعاصرة.
فوحدات تحليل المعنى أى وحدات المادة التى يصح أن نبحث فى معناها هى الجملة أو القضية باصطلاح المنطق وليست هى مفهوم الكلمة الواحدة. لماذا؟ لأن قوام العالم الخارجى هو كائناته الجزئية وهى مجتمعة بعضها مع بعض فى "وقائع" والواقعة الواحدة لا تصورها إلا جملة تكون كلماتها مقابلة للجزئيات التى هى أطراف الواقعة، وعلاقاتها مقابلة للروابط التى تصل هاتيك الأطراف فتجعل منها واقعة واحدة.
على أن هناك نوعا آخر من المراجعة، هى مراجعة الرمز- لا على مرموز هو خبرة حسية- بل على رمز آخر فى البناء الرمزى الذى أقمناه مثلما فى المنطق والرياضيات.
&وكل عبارة لا هى هذا ولا ذاك لغو فارغ من المعنى.
كذلك فهناك، إلى جانب تحليل الدلالة والتحليل المنطقى، تحليل فلسفي. وهو يستهدف اللفظة الاصطلاحية فيحولها إلى عبارة طويلة من الألفاظ الأخرى المألوفة فى الحياة اليومية. حتى نخرج العناصر التى كانت منطوية فى جوفها.
و يمكن ذكر بعض الأمثلة على التحليل الفلسفي كالتالي :
" الروح خالدة "
&| |
&س ص
&| |
&العنقاوات ليست موجودة < يستحيل بطبيعة الموقف ان نجد مثل هذا الفرد "س" إذن العباره كلام فارغ من المعني
"مدنية الغرب علمية"
تتحلل إلى عبارات تشير كل منها إلى مفرد واحد من مفردات مدنية الغرب.إذن هو قول لا يشير إلى واقعة ذرية واحدة ولا يكون له معنى إلا إذا تحول إلى جمل ذرية تتحدث كل منها عن شئ جزئى يمكن الرجوع إليه بالحس المباشر.
" هذا خير " قد نساوى بينها وبين قولنا مثلا "هذا أصفر" فنتصور أن كلمة "خير" تشير إلى كائن خارجى له وجود مستقل عن ارادة الانسان، بينما هما قضيتان من نوع مختلف، إذ يمكن تحليلهما على النحو التالي :
&"هذا خير" قضية علاقات تبين علاقة بين شيئين هما:
1. الشئ المشار إليه
2. أنا..
&بينما " هذا أصفر" قضية حملية تصف موضوعا بصفة قائمة فيه
" تركيا حاربت اليونان" قد نساوى بينها وبين " زيد قتل عمرا"، بينما حدود القضية الأولى عبارة عن تركيبات ذهنية ليس لها ما يطابقها في عالم الأشياء الخارجية.
وهكذا تصل الوضعية المنطقية إلى مأزق لا حل له :فجميع العبارات العامة التي نستخدمها بالضرورة في حياتنا اليومية والتي هي ركائز بديهية لمنظومة المعنى في كل مداركنا ومشاعرنا وسلوكنا الاجتماعي مثل "الإنسان" و"المجتمع" و"الشعب" و"الاستعمار" و"الحرية" و"الحضارة" و"الثقافة" و"الخير" و"الشر" وما إلى ذلك، ليست سوى عبارات فارغة من المعنى. ومعنى ذلك أن العلوم الإنسانية والاجتماعية بأكملها إنما تقوم على مفاهيم لا معنى لها وبالتالي يجب حذفها من دائرة المعارف بالكامل. بل الأكثر من ذلك أن المفاهيم التي نتداولها في حياتنا اليومية والتي بدونها يستحيل التواصل بين البشر،تدخل أيضا في دائرة الكلام الخالي من المعني. وهو أمر لو صدقه الوضعيون أنفسهم أو أخذوه مأخذ الجد لتوقفوا عن الجدال بل عن الكلام ذاته تماما. ولا عاد هناك بالتالي لا وضعية ولا منطقية.و يبدو أن زكي محمود قد أدرك ذلك مؤخرا لكنه بدلا من أن يعترف بذلك صراحة،أخذ يتبنى أفكارا متناقضة مع المفاهيم الوضعية ويضعها جنبا إلى جنب مع تلك المفاهيم دون حرج. مع الإشارة أحيانا إلى أنه لا بأس من أن يغير الإنسان من أفكاره إذا وجدها خاطئة.&