"ايلاف"&موسكو : قالت& صحيفة (ازفيستيا) الروسية& الصادرة الاثنين" أن صدام حسين لم يتمكن من الموت بكرامة بالمقارنة حتى بولديه الفاسدين".واضافت" لقد كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير محقا عندما قال إن (ظل الشر) قد انقشع عن العراق بعد إلقاء القبض على صدام".& ويروق للاصدقاء الروس بعد الاصغاء& الى الجرائم البشعة التي ارتكبها صدام حسين ، واسلوب حكمه الاستبدادي ، ان يقارونه في تاريخهم بالدكتاتور& جوزيف ستالين . حقا ان ثمة قواسم ومواصفات مشتركة كثيرة بينهما . ولكنهم ينسون ان ستالين& على اقل تقدر& رحل وترك بعده دولة عظمى تشغل مكانا معتبرا في العالم، وشعب موحد& وتقوم على اساس اقتصادي متين ، رغم ان هذا لايصفح ابدا للدكتاتور جرائمه. اما صدام فما ذا خلف لشعب العراق وللعرب ، غير انقاض دولة وشعب ممزق& ، مطحون بالمتاعب والامراض والفقر ، وانهيار اقتصادي شامل ، وفلول وزمر من& الذين يمارسون ، وبجبن ، القتل اليومي مع سبق الاصرار. وحينما فضح الزعيم السوفياتي الاسبق نيكتا خروشوف رئيسه السابق ستالين، فقد نزلت الجرائم والتوصيفات التي كشف عنها ، منزل الصاعقة على سكان روسيا ، اما العراقيون فانهم يعرفون صدام، لانه كان يمارس& جرائمه ،علنا ودون خوف اوعاقبه وعلى مدى& 30 عاما .ان العودة الى المعطيات التي كشف عنها خروشوف في تقريره المشهور امام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في فبراير 1965، تكشف مع ذلك ان الدكتاتورية ، مثل الافات والاوبئة ، لها صفات مشتركة اينما حلت وسادت . وصدام حسين مثل ستالين كان يعاني من مرض نزعة& التسلط والاستبداد . ومتابعة سيرتهما الذاتية تكشف&& انهما تقدما بصورة سريعة من الخطوط الخلفية والظل ، في الاحزاب التي ينتمون لها الى المقدمة ، وكانهما ظهرا على غفلة من الزمن . ولكن ليس هكذا& ابدا . فان العقلية التآمرية التي تحلا& بها كلاهما ساعدتهما على المضي الى المقدمة على جثث "الرفاق ، وحلفاء الامس& " ، فستالين خلف وراءه جثث كيروف وتروتسكي وبوخارين وكامينيف وزينوفيف وعشرات الاخرين من قيادة الحزب والدولة السوفياتية ، وصدام : بذات الاسلوب اعدم في ليلة واحدة وايضا مثل ستالين على ايدى اخرين 31 من ( الرفاق ) ، وكان ستالين يقول ( اذا كان هناك انسان ، فهناك مشكلة ، تخلص من& الانسان تتخلص من المشكلة ) ، ولذل تخلص من مناهضيه& وكل من اثار شكوكه& ، ومن بزغ نجمه السياسي واحتمال ان& ينافسه على السلطة في المستقبل ، لا بالاوامر الادارية والاقصاء الوظيفي ،&& وانما& بطلقة في الراس . نعم مع عوائلهم . وتخلص& من& رفاقه الذي كانوا سابقين عليه حزبيا في الماضي كي لايدعو بحق السلطة .اليس هذا هو بالذات صدام حسين ؟. ولكن الطاغية العراقي ، وكونه عاش في زمن اخر ، متطور اكثر بكثير من الناحية التكنلوجية ، على عصر ستالين ،& وظف منجزات التقنية ، ليس من اجل تطوير البلد وسكانه بل من اجل تصفية الاخرين ، لا اقول من معارضيه فهناك قائمة طويلة من ضحاياه ، لايمكن ادراجهم في صف المعارضة . وقال خروشوف في تقريره ان ستالين الذي صعد بسرعة من الخطوط الخلفية ، وتسنم القياد في العشرينات بداء في الثلاثينات تحويل الحزب الى شبكة من المافيا ، خاضعة لاجهزة الامن والمخابرات التي كان يديرها بنفسه .& وصدام ايضا مر بهذا الطريق من حزبي من الخطوط الخلفية الى نائب رئيس الجمهورية ،وختفي وراء القيادة ، الى& ان اجهز في الثمانينات على كل& القطط الكبيرة ليبتلعها . وكلاهما& ستالين وصدام ، حول عمليات التطهير الحزبي الى عمليات ابادة&& ، طالت كافة الشرائح الاجتماعية وجرت في& الحالتين العراقية في السبعينات والثمانينات وفي الاتحاد السوفياتي في الثلاثينيات وما بعدها عمليات اعتقال لا للمعارضة بل ولالاف الاخرين الذي ادرجو في قائمة (اعداء الشعب)& . واستخدم ستالين وصدام اسلوب التصفيات الجماعية والارهاب لاقامة نظام الدكتاتورية الفردية ، التي اصبح& في ظلها فرد واحد يتخذ كافة القرارات ، ولم يعد& بوسع اعضاء القيادات في موسكو في ثلاثينات القرن العشرين وبغداد في الثمانينات الا ان يستمعوا ويوافقوا . ولايشترك صدام بستالين فقط في كونهما قادما من مناطق نائية ، وامضيا حياة معقدة تركت تاثيرهما بالغ السلبية ، على تكوينهما النفسي ، بل ان صداما ايضا مثل الدكتاتور السوفياتي& كان يضفي هالة على شخصه ويحب الافتخار،& وعمل كذلك على اعادة كتابة شخصيته بنفسه لتاكيد عظمته فكتبوا له الايام الطويلة ومثله مثل ستالين جرب الكتابة في الادب ، حقا ستالين في الشعر اما صدام ففي النثر ( الملك وزبيبة ).
واشترك ستالين وصدام في كونهما لايتحملان& نقد ولااعتراض ، وتميز كلاهما بمرض&& الشك والريبة بالاخرين والتعطش لسماع المدح والتمجيد بهما ، وخيل لكليهما ان احدا ما يحيك المؤامرات ضدهما .
انها حقا صورة الطاغية التقليدية في كل مكان وزمان، ولكن كل منهما اضفى عليها جوانب من شخصيته ورتوش وفقا للظرف التاريخي الذي كان يعيش فيه .
ان التعرف على الخصائص النفسية للطاغية وتطورها ، ودور الظروف التاريخية في ظهورها وطريق صعودها السلطة، يساعد دون شك على التطهر تاريخيا من هذا النموذج ، خاصة في المجال السياسي.&& والاكثر في& افساح المجال له لتسلم مهام قيادية ، لانه سيبعث بشعبه الى كارثة مدمرة كما فعل صادم وقبله ستالين وهتلر ، وقبلهم العشرات .&& وتنهض الان امام العراقيين ، مهمة خلق كافة الظروف قانونيا وتربويا واقتصاديا وبالاخص سياسيا ، لتكون ضمانة اكيدة بعدم ظهور شخصية& مشابهة& لصدام . ان&& التعددية واحترام قناعات الانسان وانتماءاته ، ومنع احتكار السلطة بيد حزب ، واعتماد ألية واضحة لاتخاذ القرار ، وتتثبيتها& في الدستور والقانون ، ربما تعد بعض الوسائل التي تساعد على ذلك.وان اعتقال صدام ، وانهياره ، كنهج سياسي وسقوطه الشخصي ، سيعزز من اصرار العراقي على المضي على& الخيار الديمقراطي.