&
&
يبدو ان القوى الوطنية الديموقراطية في المملكة السعودية اكثر نضجا من شقيقتها الكويتية. فعلى ذمة موقع "ايلاف" اعلن بعض الاصلاحيين السعوديين رفضهم للوثيقة الجديدة، وذلك لتضمنها نفسا دينيا يتعارض ودعاوى الاصلاح الوطنية. لقد عانت القوى الوطنية الديموقراطية في الكويت، ولا تزال تعاني، من "ارتباطها" غير القابل للانفكاك او الانعتاق سواء من التيارت الدينية او التراث الديني بشكل عام. لقد تم ومنذ التحرير "كروتة" القوى الوطنية بحيث استخدمت اداة لتلميع تيارات التطرف وتقنين وجودها الشعبي وحتى الرسمي ايضا. اضفت القوى الوطنية في الكويت على تيارات التطرف الديني ومخابيله مشروعية شعبية وصبغة سياسية ووطنية ايضا. فهي لم تُعتبر- اي التيارت الدينية- قوى "سياسية وطنية" وحسب، بل في معظم الاحيان، سُلِّم لها مقود العمل الوطني الديموقراطي وتم التحالف معها لحماية النظام الديموقراطي ضد الحكومة...! وكلنا يذكر ممثل المنبر الديموقراطي وهو يخرج من ديوان الصقر -حيث عقد اجتماع القوى السياسية لدعم مجلس الامة ضد الحل غير الدستوري - متأبطا شرا، والشر لم يكن غير ذراع ممثل السلفية العلمية، او الوجه العلني لتنظيم القاعدة في الكويت، فقد خرج الاثنان ليعدا بيان القوى السياسية الكويتية ضد الحكومة وضد حل مجلس الامة المزعوم. القوى الوطنية الديموقراطية في ذلك الوقت وجدت في السلفية العلمية حليفا ديموقراطيا ضد السلطة ..! ليس هذا وحسب، بل طالب بعض الوطنيين، ولا يزال، بالترخيص لتجمعات التطرف الديني وتياراته، باعتبارها احزابا سياسية من الضرورة اعلانها والسماح لها بالعمل السياسي العلني في مجتمع ديموقراطي.
ان القوى الوطنية الديموقراطية في الكويت لن تستطيع وليست في الواقع مؤهلة لتحقيق اي انجاز او دعم للنظام الديموقراطي، ما لم تع حقيقة الصراع وطبيعة المواجهة السياسية الحالية في المجتمع. ان التناقض او الصراع هو بين قوى الانفتاح وقوى الانغلاق، بين الحداثة والتراث، بين اطلاق الحريات السياسية والاجتماعية وبين تكبيلها. في هذا الصراع، قوى السلطة او الحكومة هي اقرب بكيلومترات للقوى الوطنية الديموقراطية من مجاميع التطرف الديني التي تتحالف معها. حتى في المملكة السعودية ـ ما دمنا في المقارنة ـ فان المشاع حاليا ان هناك معارضة "اجتماعية" لاي اصلاحات تتخذها القيادة الملكية. اي ان العقبة الاساسية في وجه اي تطور سياسي واجتماعي في الكويت، مثل ما هي في السعودية، هي القوى الاجتماعية وهو التراث القبلي الديني وليس الحكومة او السلطة.