يوسف جبرائيل (أبو سركون)
&
&
&
تكاثرت الأسباب لبروز مواضيع عديدة ومتشعبة تمس قضايا سياسية واجتماعية وبنيوية علمية وثقافية مصيرية ومعاشية حساسة للشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط لمواكبة حضارة العصر الحديث. وهي في تماس مباشر وعلى علاقة وطيدة بحكام الدول العربية الإسلامية وشعوبها الرازحة تحت ثقل قوانين وأحكام ديكتاتورية قمعية واستبدادية لا تتناسب مع روح العصر وتطور تقنية العلوم وأجهزة الاتصال والتواصل السريعة بين البشر على هذا الكوكب على الرغم من أساليب الحجر والمنع والمراقبة اللصيقة للفرد المعارض والناقد للسلطة الحاكمة من قبل زبانية الرعب والقهر التابعين للأنظمة القمعية للشعوب العربية. بغرض تكميم الأفواه والحجر على الفكر وشراء الضمائر الميتة والأقلام الرخيصة كأبواق دعائية للطغمة الحاكمة والمرتزقة. خاصة بعد أن ترنح مؤخرا رأس الهرم العروبي والإسلامي الجاثم على صدر الشعب العراقي منذ ثلاثة عقود، المتمثل بصدام حسين في عاصمة الرشيد بغداد حيث سقط كالفأر المذعور في قبضة الكفرة الأمريكان (من منظور إسلامي) وقد أتاحت لهم الظروف الدولية أن تكون أمريكا القوة الضاربة الوحيدة في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لتنقذ الشعب العراقي من براثن الأخطبوط الصدامي البعثي. وتحتل الأرض العراقية والنفط لتكون قريبة جدا من حليفها وابنها المدلل إسرائيل. كي يتاح لها تحطيم الجسر السياسي الذي يربط بين بلاد فارس الخمينية الإسلامية وجنوب لبنان الشيعي وبلاد الشام البعثوية العربوية المثقلة بسلبيات الحكام الذين يبررون لأنفسهم حق قيادة الأمة العربية والإسلامية إلى النصر المبين وتحرير المقدسات وهضبة الجولان المسكوت عنها والمنسية منذ عقود طويلة، ويعطون لأنفسهم حق احتلال لبنان واستخدامها كورقة ضغط في الساحة الدولية والإقليمية لتحقيق أطماع ومصالح الحكام المتبعثنين الذين لم يعترفوا حتى اليوم بدولة لبنان الفينيقية المسيحية المستقلة لضمها إلى سوريا وتهجير شعبها المسيحي كي تصبح دولة إسلامية جديدة تضاف إلى خريطة الدول العربية الإسلامية، مع إدخال اللونين الأخضر والأسود إلى العلم اللبناني المعروف بأرزة لبنان الراسخة الجذور منذ آلاف السنين حين كان الفينيقيون أسياد البحر المتوسط في النقل والتجارة على مراكبهم. وهم الذين أوجدوا أول أبجدية طورت الحروف الآرامية إلى اللغة السريانية أم اللغة العربية. ولا يفوتنا قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما أفرزت من هزائم وانكسارات وخذلان للأمة العربية الواحدة وللأمة الإسلامية المتخلفة ثقافيا وعلميا وحضاريا. فكان من نتائجها وجود فراغ سياسي وتربة خصبة لنمو أفكار متطرفة وعدوانية موجهة إلى الحكام وتحميلهم مسؤولية الفشل في التنمية الداخلية والسياسة الداخلية والخارجية، والعجز قي مواجهة العدو الإسرائيلي المحتل.
هذه المعطيات السلبية استغلته الحركات الإسلامية الحديثة تحت مظلة الإسلام السياسي لاستقطاب شرائح معينة من المجتمع بذريعة حق المطالبة بالديمقراطية وحرية الفكر والتعبير والدفاع عن المستضعفين في المجتمع للوصول إلى كراسي الحكم والسلطة وتحقيق أماني الأمة الإسلامية من منظور أن الإسلام هو المفتاح والفانوس السحري لحل جميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية والعسكرية المستعصية. علما أن ما يسمونه بالشريعة الإسلامية التي كانت تناسب رغبات وميول قبائل البدو الرحل في الجزيرة العربية منذ 1400 سنة في الغزو والسلب والسبي وملكات اليمين. والوعود المغرية بجنة مترعة بالحوريات والولدان المخلدون وأنهار العسل واللبن والخمر. اليوم أصبحت تلك الشريعة القائمة على تملك الأرض ومن عليها باسم الله والتي تذكرنا بحكم باباوات العصور الوسطى في أوربا وقد تخلصت منها الشعوب الأوربية بفصل الدين عن الدولة. وإقامة دولة الحرية والمساواة والإخاء في المجتمع الواحد على مبدأ الدين لله والوطن للجميع.
وتطبيق الشريعة كما تنادي وتطالب به حركات الإسلام السياسي. يعني إيجاد عدو جديد يحمل بيمينه سيف الله لقتل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان غير المسلم على أرض إسلامية. وهذه حقيقة تؤكدها (سورة التوبة آية 5 و 29 ) والعهدة العمرية المشؤومة التي تترجم على أرض الواقع الممارسة الحقيقة لكلمة ( صاغرون) لاستعباد وإذلال واحتقار مسيحيي وادي النيل وبلاد الشام والرافدين أصحاب البلاد الأصليين وقد تحولوا إلى (ذميين) بعد الاحتلال الإسلامي لوطن أجدادهم وأصبحوا مواطنين من الدرجة العاشرة وبلا حقوق كونهم أقلية مسيحية وسط غالبية مسلمة.
وهنا يبرز واجبي في تسليط الضوء على فكر الإسلام السياسي النابع من القرآن الكريم وتحديدا في (سورة الأحزاب آية 50 ) وقوله تعالى: (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما ) وحسب تفسير ابن كثير: فأما ما أحل الله للنبي صلى الله عليه وسلم فجملته ستة عشر: 1 - صفي المغانم 2 - الاستبداد بخمس الخمس أو الخمس 3 - النكاح بلفظ الهبة وبغير ولي وبغير صداق 4 - إذا وقع بصره على امرأة وجب على زوجها طلاقها، وحل له نكاحها 5 - وأبيح له أخذ الطعام والشراب من الجائع والعطشان لقوله تعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. سورة الأحزاب آية 6)
6 - وبعث إلى كافة الخلق 7 - وجعلت الأرض له ولأمته مسجدا وطهورا.
وما حرم عليه فجملته عشرة: أولها - حرم الله على النبي (ص) الكتابة وقول الشعر وتعليمه. لتبرير معجزة قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك. سورة العنكبوت آية 48 ) هذه الآية الكريمة كانت المبرر للخميني كي يدعوا كل المسلمين في العالم للتخلص من سلمان رشدي وأحلت دمه. وبهذه الفتوى جرى توسيع الحدود الجغرافية الإسلامية كي تضم دار الحرب أو دار الكفر أو دار العهد بموجب الفقه الإسلامي. مما أثار الحماس الإسلامي الوهابي السعودي المتخم بغنائم البترول لمنافسة الخميني على الساحة الأوربية والعالمية فاستخدمت السعودية ( فيلم الأميرة السعودية ) ذريعة لتشكيل الجمعيات الخيرية الإسلامية وبناء المساجد والمدارس الإسلامية بتكلفة وصلت إلى ( 70 ) مليار دولار خلال عقدين من الزمان، وهي بداية تسييس الإسلام في أوربا منذ عام 1980 لنشر الإسلام في الغرب. حيث استمرت المنافسة السعودية الإيرانية بلا هوادة حتى تاريخ 11 سبتمبر 2001 حيث أزهق الجهاد الإسلامي أرواح أكثر من ثلاثة آلاف إنسان بريء.
واليوم تطاول مد الإسلام السياسي للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة فرنسا الأوربية حين أصدر الرئيس الفرنسي جاك شيراك قانونا حضاريا يمنع بموجبه الرموز الدينية في المؤسسات الرسمية والمدارس وبما يناسب القانون العلماني الفرنسي عام 1905 بفصل الدين عن الدولة.
ولا أدري إن كان المسلمون يرحبون بتدخل دولة أوربية في شؤونهم الداخلية وفي سياسة دولهم الداخلية أو الخارجية. وعلى سبيل المثال إلغاء عبارة (دين الدولة الإسلام ) من الدستور وقبول التعددية الثقافية والدينية والعرقية ومنح حق المساواة لجميع المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم خاصة الأقليات المسيحية في الدول العربية الإسلامية. أو إلغاء الفرمان الهميوني العثماني الساري مفعوله حتى اليوم على أقباط مصر بخصوص بناء الكنائس، والتبشير بالمسيحية. أو قبول غير المسلم على أرض المملكة السعودية.
مع ذلك ينبري المفكر الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي في جريدة الشرق الأوسط لنقد قرار الحكومة الفرنسية بحظر ارتداء الحجاب ويعتبره مناقضا للحرية الشخصية الدينية.
وهنا يحق لي أن أقول إلى الشيخ القرضاوي: أخرج الخشبة التي في عينك أولا لترى القذى الذي في عين أخيك. وإذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الآخرين بالطوب. امنح أولا حقوق خمسة عشر مليون قبطي مصري في المواطنة الكاملة والمساواة، واحميهم من الاضطهاد والقتل المتعمد حيث لا زالت دماء 21 قبطي تنادي على أرض قرية الكشح وتبحث عن القاتل الحقيقي، والقضاء المصري في حالة عجز من إصدار قرار حاسم لأن القاتل (مسلم) والمقتول ( ذمي ) لتعارض نص الحكم مع القرآن الكريم (سورة البقرة آية 178: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) وتفسير الآية يقول: الحر لا يقتل بالعبد. أي المسلم المؤمن لا يقتل بالذمي الكافر. وهل تتكرم يا شيخ القرضاوي وتحمي الفتيات المسيحيات من عصبة الشباب المسلم المتطوع لخدمة الجهاد الإسلامي واختطاف الفتيات وإرغامهم على الزواج من شاب مسلم باستخدام أسلوب التهديد بقتل أهلها وأقربائها إذا نطقت بحرف واحد أمام القاضي، والقبول بتغيير دينها والدخول في الدين الإسلامي. وقد بلغ عدد المخطوفات على يد هذه العصابة المعروفة من قبل سلطات الأمن المصري الذي يساعدهم ويغض الطرف عنهم، ثمانية عشر فتاة قبطية مصرية مسيحية. إذهب يا شيخنا المبجل إلى أقسام مخافر الشرطة المصرية والأمن لتقرأ محاضر ضبط إختفاء الفتيات المسيحيات، وقم بزيارة أولياء الفتيات في السجون لا لشيء بل لأنهم أثاروا ضجة إعلامية بسبب اختفاء بناتهم. وأصبحت هذه القضية معروضة على البيض الأبيض الأمريكي وجورج بوش بالذات، وعواصم الدول الأوربية.
وقول الشيخ يوسف القرضاوي أن ( الحجاب ) أحد فروض الإسلام ولا يجوز التنازل عنه. أجد فيه جهلا من الشيخ القرضاوي أو تجاهلا لما جاء في القرآن الكريم بخصوص الحجاب تحديدا بدلالة آيات القرآن الكريم الصريحة وتفسيراتها الواضحة لكل قارئ باللغة العربية.
أرى من واجبي هنا أن أعلٌم الشيخ القرضاوي ما لا يعلم عن القرآن الكريم في موضوع الحجاب وأسباب نزول الآيات القرآنية المتعلقة بالحجاب. وليتكرم الشيخ بقراءة (سورة الأحزاب آية 53 ) تفسير القرطبي: هذه الآية وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، بدنها وصوتها. فلا يجوز كشفها إلا لحاجة. إذ روي عن ابن مسعود أن عمر بن الخطاب أمر نساء النبي بالحجاب فقالت له زينب بنت جحش: يا ابن الخطاب، إنك تغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا. وروي عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر. وعن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي (ص) حيسا في قعب فمر عمر بن الخطاب فدعاه فأكل فأصاب أصبعه أصبعي. فقال حسن أو أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب. وقالت عائشة أم المؤمنين وجماعة: سبب آية الحجاب أن عمر بن الخطاب قال: قلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن، أي للفرز بين نساء الرسول والنساء المسلمات أو الجواري والعبيد وملكات اليمين والسبايا. وأخرج البخاري ومسلم والترمزي وغيرهم أن الحجاب نزل يوم البناء (بزينب بنت جحش) وقيل: إن رسول الله (ص) كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصاب يد رجل منهم (يد عائشة) فكره النبي فنزلت آية الحجاب. وجاء في تفسير الطبري عن أنس بن مالك قال: بنى رسول الله بزينب بنت جحش فبعث داعيا إلى الطعام، فيجئ القوم يأكلون ويخرجون حتى جاء النبي ودخل على زينب فإذا هم جلوس لم يقوموا فضرب بينهم وبينه { سترا }. ثم خرج النبي منطلقا نحو حجرة (عائشة) حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخله والأخرى خارجه أرخى { الستر} بيني وبينه. حدثني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: إن أزواج النبي (ص) كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح، فخرجت سودة بنت زمعة زوج الرسول وكانت امرأة طويلة فناداها عمر بن الخطاب بصوته الأعلى: قد عرفتك يا سودة.
من هذه الآية يستدل أن كلمة الحجاب هي ( ستار ) يفصل بين النساء والرجال.
وأستأنس هنا بكتاب المستشار محمد سعيد العشماوي (حقيقة الحجاب وحجية الحديث) بأن الحجاب هو { الساتر } وحجب الشيء أي ستره، وامرأة محجوبة أي امرأة قد سترت بستر (لسان العرب، المعجم الوسيط، مادة حجب) والآية القرآنية التي وردت في حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن وتعني وضع { ستر } بينهن وبين المؤمنين، فلا يمتد إلى ما ملكت يمينه من الجواري ولا إلى بناته، ولا إلى باقي المؤمنات.
وجاء في (سورة النور آية 31) تفسير القرطبي. قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله (ص) يقول بأصبعه هكذا في { جيبه } فلو رأيته يوسعها ولا تتسع، فهذا يبين لك أن {جيبه} كان في صدره. لأنه لو كان في منكبه لم تكن يداه مضطرة إلى ثدييه وتراقيه، وهذا استدلال حسن. وقال مقاتل: (على جيوبهن) أي على (صدورهن ). وقال النقاش: أمر الله تعالى بلي الخمار على الجيوب، وهيئة ذلك أن تضرب المرأة بخمارها على جيبها لتستر { صدرها }.
ورواه أبو داود عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق فقال لها: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه. وبما أنك يا شيخ القرضاوي ملم باللغة العربية فعليك التمعن فيما تقرأ كي يكون تفسيرك للمعنى سليما وصحيحا وعقلانيا. فقد قصد النبي في قوله وتلميحه، أن الغطاء يكون { للصدر } وليس للوجه والكفين.
ولا أود تكرار ما قاله الدكتور رجاء بن سلامة والأستاذ أشرف عبدالفتاح عبدالقادر في موضوع الحجاب لأقول بأنك مصاب بالهوس الديني وأنعتك بالظلامي أسوة بالشيخ عبدالعزيز بن باز كبير علماء الوهابية الذي أفتى بأن المرأة التي تخرج من بيتها حتى لو كانت متحجبة ترجم كزانية. ولا تنسى يا شيخ القرضاوي أن (الحجاب) أصبح شعارا سياسيا فرضته جماعات الإسلام السياسي لتمييز بعض المسلمات المتخلفات والأميات التابعات لهم عن المسلمات المثقفات وغير المسلمات، وتمسكت بالحجاب الجماعات الإسلامية لتجعله { شعارا } لها. وهذا هو بعينه استغلال الدين لأغراض سياسية ومصلحة شخصية. واستخدام الشريعة في أهداف حزبية. لأن الدافع هو التعصب الأعمى والهدف هو السلطة والامتيازات والملذات.
بغض النظر عن الحجاب أو الستر فإن النقاب أو الحجاب هو جريمة إنسانية في حق المرأة العاقلة المثقفة والمتعلمة والمتخصصة في كافة ميادين العمل والانتاج. وعبودية لها واحتقار لأحاسيسها ومشاعرها وعواطفها وكرامتها كأنثى خاصة لدلالات (سورة البقرة آية 230) وأن لا تكون نظير الرجل ولا تبرز في مجالس الرجال (سورة النمل 26) والفقه الظلامي القائل بأن الرجال قوامون على النساء ويشرع القرآن الكريم ضربهم بالنعال حسب (سورة النساء 34) في تفسير الجلالين. وكما جاء في الصحيحين بخاري ومسلم بأنهن ناقصات عقل ودين، وشهادة المرأة نصف شهادة الرجل، في حين نراهم اليوم رئيسات حكومات ووزيرات ومقاتلات في الجيش، وقائدات للطيارة الحربية والدبابة والقطار والسيارة، وعاملات متخصصات في المؤسسات الخاصة والعامة والرسمية.
وكما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم على لسان الفقهاء أنهم شبهوا المرأة بالكلب والحمار تقطع الصلاة. وتحولت المرأة المسلمة إلى نعجة وشاة وناقة لأن الكل مركوب حسب (سورة ص 23 ) ولا يقرب المسلم الصلاة لو جاء منه الغائط أو لمس امرأة حسب(سورة النساء 23) أي أن المرأة والغائط سواء في النجاسة. وجاء في سنن الترمزي حديث 1079 قال النبي: لو كنت آمرا لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
وليعلم أصحاب الفكر الظلامي المتخلف من المتأسلمين السياسيين الجدد أن السبب الرئيس في تخلف الدول الإسلامية هو أن نصف المجتمع الإسلامي مشلول بسبب عدم تعليم المرأة وتزويجها مبكرا لحبسها في بيت الزوجية وتفريخ الأولاد مثل الأرنبة نزولا عند رغبة الرجل المسلم الذي يحق له جمع أربع نساء كما جاء في (سورة النساء 3) زائد ما ملكت يمينه من السبي والشراء والاستمتاع بالنساء ساعة يشاء كما دلت عليه (سورة النساء 24 وسورة المعرج 30 وسورة المؤمنون 6 ) ويتعامون عن فكرة أن الزمان قد تغير وأن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية قد تغيرت، وأن تطبيق هذه الشرائع المتخلفة لا تناسب زمن وظروف الألفية الثالثة التي نعيشها اليوم. بحيث أضحى سكان هذا الكوكب يعيشون في قرية كونية صغيرة بفضل تقدم العلوم وتقنية الاتصال والتواصل في دقائق معدودات. وأصبحت العلاقات بين الدول والشعوب والمؤسسات الاقتصادية متداخلة ومتشابكة كخيوط العنكبوت. وأصبح التفاهم وقبول الآخر والتعايش معه في مجتمع واحد مطلبا إنسانيا وحضاريا. كما أصبحت الشعوب منفتحة على بعضها ومتقاربة على كافة المستويات. وأضحى التعارف والتواصل بين الشعوب لتبادل المنافع والمصالح هو سيد الموقف لتوطيد العلاقات الإنسانية بين البشر جميعا على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وثقافاتهم ومعتقداتهم ودياناتهم لمواكبة روح العصر الذي نعيش فيه كآدميين بعيدا عن العنصرية والتعصب والتطرف انطلاقا من مقولة أننا خير أمة أخرجت للناس. وهذه مقولة عفا عنها الزمان وأصبحت من أساطير وأحلام الماضي.

السويد