&
سمعنا تعليق البيت الابيض حول قرار ليبيا بانهاء برامجها للتسلح ولكننا لم نسمع تعليقا عربيا حول هذا الموضوع اذ مر اعتراف العقيد القذافي بامتلاكه اسلحة للدمار الشامل مرور الكرام على اخواننا اصحاب نظرية المؤامرة، فقد عقد العقيد ألسن اخوتنا في العروبة باعترافه واقراره "بدون ارغام" وبـ "كامل ارادته" ومن اجل اسباب وعوامل اقتصادية لها علاقة بالكلفة فقط (وفق تعبير وزير خارجيته) انه يمتلكها فعلا وسيدمرها، ووفقا لتصريح البيت الابيض فان ليبيا كانت متعاونة جدا وكشف بوش النقاب عن ان القذافي وافق "فورا ودون قيد او شرط على السماح للمفتشين الدوليين بدخول ليبيا لاحصاء برامج ليبيا للاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والاشراف على انهائها". "اما بالنسبة لمجال الاسلحة الكيميائية"، فقال المسؤول الامريكي ان ليبيا "اطلعتنا على كمية كبيرة من عنصر غاز الخردل الكيميائي جرى انتاجها في منطقة الربطة منذ اكثر من عقد من الزمان، كذلك اطلعونا على قنابل جوية صممت لتعبئتها بعنصر الخردل بسرعة وفق إخطار قصير الامد"، ومضى المسؤول الى القول ان ليبيا اطلعت فريق الخبراء على "معدات وتجهيزات مخزونة تكفي لتجهيز منشأة ثانية لانتاج الاسلحة الكيميائية"، وكشف عن ان ليبيا وافقت، بناء على طلب من فريق الخبراء، على السماح للفريق بزيارة تلك المنشآت (وحسنا فعلت) انما المشكلة ان العقيد بهذا النبأ المفاجىء قد قطع رزق العديد من الاخوة الذين كان ممكنا ان يستفيدوا من هذه القصة، العقيد قطع الطريق على السيناريو التقليدي المتعارف عليه في مثل هذه الاحوال التي تبدأ عادة بنشر تقارير امريكية تتهم فيها امريكا دولة عربية بوجود مثل هذه الاسلحة في ارضها، يعقبها حملة شرسة دفاعية من اخواننا القوميين والاسلاميين على السياسة الامريكية واتهامها بالكذب وبالتآمر والتخطيط لوضع دولة عربية اخرى على قائمة الارهاب تمهيدا لاخضاعها او احتلالها تكرارا لتجربة العراق واستمرارا لنهج السيطرة والاستعمار الامبريالي، ثم يليها نشر تقارير امريكية اخرى بها مزيد من التفاصيل حول مواقع تلك الاسلحة فتزداد حملة الاتهامات ضراوة ويزداد التعاطف مع القطر العربي ويبدأ اخوتنا المحللون الفضائيون السياسيون والعسكريون والمفكرون اياهم (عنبر وبلال) في التلويح والتشويح والتزبيد وباستعراض مواقف النظام الليبي في مواجهة المخططات الاستعمارية الامبريالية والتي كانت السبب في تلك الاتهامات الملفقة والافتراءات الظالمة والمسرحيات المعدة سلفا له ولنظامه من اجل اسقاطه و... و... والقصة اياها التي تعرفونها وتحفظون السيناريو الوحيد الاوحد لها.
... قادتنا الثورجية الكرام انكم تيتمون ابناءكم وتتركونهم هكذا عرضة للفقر والعوز والانقراض، فقليلا من الرحمة و(شوي شوي) عليهم!!