"إيلاف" من موسكو: قررت محكمة منطقة باسماني في موسكو تمديد فترة توقيف الملياردير الروسي، ميخائيل خودركوفسكي حتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل، ووافقت بذلك على طلب الإدعاء العام بهذا الشأن.
وخودوركوفسكي أغنى رجل في روسيا وكان رئيسا لشركة يوكوس النفطية الكبرى وهو احد العناصر الاولغارشية الذين ظهروا في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين وبدات حكومة بوتين ملاحقتهم والحد من نفوذهم .وبطلب من النيابة العامة جرى الاستماع الى الحكم وراء الابواب المغلقة دون حضور الصحافة او ممثلي الراي العام .في الوقت نفسه أصر محامو المتهم على إطلاق سراح موكلهم وتغيير ظروف حجزه إلى أن يتم الانتهاء من التحقيق إلا أن المحكمة رفضت ذلك الطلب.وفسرت المحكمة قرارها بتخوفها من ان تتاح لخودوركوفسكي في حالة اطلاق سراحه بكفالة فرصة للتاثير على سير التحقيقات والهرب من روسيا لانه يمتك جوازي سفر، احدهما اسرائيلي.
وكان عدة عشرات من الفعاليات الاجتماعية الروسية بينهم ساسة ورجال ثقافة ورجال اعمال قد طلبوا من النيابة العامة اطلاق سراح خودوكوفسكي لحين المحاكمة. وتقدموا بكفالة له والتعهد بعدم مغادرته روسيا، ومثوله للتحقيق حسب طلب النيابة العامة . ويشير انصار خودوركوفسكي الى ان الكرملين يسعى من استخدام اعتقال خودوركوفسكي لاغراض انتخابية وتعزيز شعبية الرئيس بوتين، الذي يقود حملته تحت شعار ملاحقة الاولغارشية، وهو الشعار الذي يجد دعم شعبي واسع.
وجرى اعتقال ميخائيل خودركوفسكي في الخامس والعشرين أكتوبر الماضي في مطار (تولماتشايفو) في مدينة نوفوسيبيرسك ونقل في اليوم نفسه إلى موسكو حيث قررت المحكمة المذكورة إيقافه حتى الثلاثين من الشهر الجاري.
وتوجه النيابة العامة اتهامات لميخائيل خودركوفسكي تشمل استحواذ حقوق الغير عن طريق التحايل، وعدم تنفيذ قرار المحكمة بشكل متعمد، والتهرب من دفع الضرائب بمبالغ نقدية كبيرة. كما يتهم خودوركوفسكي بشكل خاص بقيامه عندما كان رئيسا لمجلس إدارة شركة البنك التجاري (ميناتيب) وبالتعاون مع رئيس البنك المذكور بلاتون ليبيديف وغيره من الأشخاص بالاستيلاء عن طريق النصب والاحتيال على 20 بالمائة من أسهم شركة (اباتيت) التي تصل قيمتها إلى 283 مليون دولار.
وتشير تقديرات النيابة العامة إلى أن الخسائر التي سببها خودوركوفسكي وليبيديف تزيد على مليار دولار. ولم يعترف خودركوفسكي من جانبه بتلك الاتهامات كما أعلن في وقت سابق عن استقالته من منصب رئيس إدارة شركة يوكوس النفطية، واشارت دوائر في موسكو الى وجود اهداف سياسية وراء اعتقال خودوركوفسكي.
من جهة اخرى تعهد الرئيس بوتين لرجال الاعمال الروس باعادة النظر في عمليات التخصيص الروسية الا في تلك الحالات التي تم فيها التجاوز على القانون، وهدد بان من يلتف على القانون من رجال الاعمال فان لن يعمل في ظروف متساوية مع الآخرين.
وحث بوتين خلال اجتماع عقده مع كبار رجال الاعمال في روسيا على توظيف رساميلهم في استثمارات داخلية بما في ذلك في المجالات الصحية والتعليمية، ووعدهم بان الدولة ستقوم بتخفيض الضرائب على عوائد انشطتهم واعتبر مراقبون لقاء بوتين مع رجال الاعمال ، وشحن خطابه بمطالبة رجال الاعمال توظيفهم رساميلهم لخدمة الشعب والدولة ، او تحرك في حملته الانتخابية ، التي انطلقت رسميا اليوم الاربعاء.
التعليقات