إسلام أباد: تعرضت ما يزيد عن 150 امراة في مدينتي إسلام اباد وراولبندي المتجاورتين لإلقاء الحمض الحارق علي وجوههن أو على أجزاء اخرى من اجسادهن في الشهور الستة الاولى من العام الحالي وتوفى منهن من جراء ذلك 110 إمرأة.
وتم تداول هذه الارقام بين المشاركين في اجتماع ضم ممثلين عن اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان ومنظمة النساء التقدميات .وقد طالب المشاركون باصدار تشريعات صارمة ضد مرتكبي هذه الجريمة .وتظهر التحليلات المتعلقة بالارقام اعلاه ان 69 من هؤلاء النسوة اي 49 % منهن كانت اعمارهن اقل من 20 عاما وانه لم يتم تسجيل بلاغ اولى لدى الشرطة الا في 3 % من هذه الحالات فقط .
وتناقش المشاركون في الاجتماع حول ماهية الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة التي تعرض النساء للانتقام من بعض اقاربهن او اقارب ازواجهن بهذه الطريقة الشنيعة وحول الطرق الكفيلة بخفض معدلات العنف الموجه ضد النساء في المجتمع الباكستاني والتي تشهد زيادة ملحوظة مع مرور الوقت. ونظرا لان الكثير من الحالات لم تدخل في سجلات الشرطة، فان هناك احتمالات قوية لان تكون الاعداد الحقيقية اكثر مما تبديه هذه الارقام.
وطالب المشاركون باصدار قانون دستوري يكفل الحماية للمرأة والاطفال وللبنات على وجه الخصوص في معترك العلاقات العائلية والاسرية المحكومة بالتمييز القائم على الجهل وعلى سيطرة الذكور على المجتمع وخصوصا في الجانب المتعلق بالاسرة.
وطالب المحامون المشاركون في الاجتماع بفصل المحاكم العائلية عن المحاكم الاخرى وذلك لتفريغ القضاة في تلك المحاكم للبت في قضايا العنف ضد النساء حيث يستطيع القاضي في اطار هذه المحاكم ان يصدر حكما ضد مرتكب هذا النوع من الجرائم حتى بدون قيام الضحية باطلاع الشرطة على ما تعرضت له.
ويفلت الفاعلون عادة من العقاب لان الشرطة ترفض اتخاذ اي اجراء في الخصومات العائلية .واذا توجهت اي امراة ضحية لسكب الحمض عليها فان الشرطة تتقاعس عن مساعدتها بل وتنحى باتجاه البدء في بناء الشكوك حول مسلكها ،ولهذا فان النساء اللاتي يتعرضن لهذه الجريمة يرفضن اطلاع الشرطة.
وفشلت الحكومات الباكستانية المتعاقبة في اجراء اصلاحات في نظام الشرطة الذي لا يزال خاضعا في اكثر جوانبه لقوانين ومخلفات سنوات الحكم الانجليزي لشبه القارة الهندية وبالكاد تجسر اي حكومة باكستانية على الاشارة الى انها ستخطط لاجاراء اصلاحات بين صفوف الشرطة والامن ؛ وتقف عند هذا الحد.
وحضرت الاجتماع برفين اختر التي تعرضت لالقاء الحمض عليها في عام 1998م من قبل زوجها وقالت انها لا تزال تنتظر تحقيق العدالة في قضيتها ولكن الشرطة قامت باخفاء ملف القضية وزعمت ان زوجها لا يزال يهددها بالقتل وقام في العام الماضي باحراق منزلها وفقدت على اثر ذلك كل مقتنياتها. وكل هذا يحدث بدون ان تحرك الشرطة ساكنا لردعه. كما حضرت الاجتماع سيدة اخرى تعرضت ابنتها للضرب المبرح من اقارب زوجها ثم قيدوا يديها وقتلوها بواسطة القاء الحمض عليها. وعانت الام من سوء المعاملة في المستشفى خلال محاولات الاطباء انقاذ ابنتها مما اصابها من حروق من جراء تعريضها للحمض القاتل.