&
محمد فهمي من القاهرة: حالة من الترّنح والإنهيار، لم يشهد مثيلاً لها من قبل، سوق الكاسيت في مصر. تراجع المبيعات بشكل ملحوظ، دفع بعض شركات&الإنتاج الفني،&إلى الإغلاق أو تغيير نشاطها، بسبب الخسائر الفادحة التي&تكبدتها خلال العام 2003. ويلقي خبراء الموسيقى والغناء وسوق الألبومات الغنائية،&بظلال هذه&الأزمة على عاتق المحطات الإذاعية والفضائيات.
أمام هذا الانهيار الخطير استخلصت "إيلاف" آراء خبراء الموسيقى والغناء، للوقوف على أسباب هذه الزمة الحقيقة، التي يعاني منها سوق الأشرطة في&كافة أنحاء مصر.&
الموسيقار المعروف حلمي بكر، يؤكدّ على أن "الكاسيت"&يمرّ بحالة ترنح& واضح، ويقول أن التجار أصبحوا غير آبهين كثيراً بهذه التجارة، لأن المناخ الفني غير مشجع.&وأشار بكر، إلى أن إذاعة الأغاني وإذاعة نجوم "اف ام"، تذيعان الأغنيات الجديدة بصفة دورية، قبل طرحها في الأسواق، ما يجعل المستهلك يحجم عن شراء الشريط، بعد أن يكون قد حفظ الأغنيات عن ظهر قلب. وأوضح أيضاً، أن القنوات الفضائية سلاح ذو حدين لتجارة الكاسيت، فالأغاني تروّج للمطربة إذا كانت
أكثر عرياً، ويحقق شريطها توزيعاً كبيراً، مشيرا إلى أن الكلام ينطبق أيضاً على المطرب الذي يستعين بعارضات&أزياء&أكثر تحرراً.
أما الشاعر الغنائي سمير الطائر، فقد اتهم "إذاعة الأغاني"، بأنها السبب وراء تدهور مبيعات سوق الكاسيت، ويقول أنها أوجدت نوعاً من البلبلة الفنية، مشيراً إلى&أن أفضل المبيعات لم&تتجاوز
الـ 100 ألف شريط. كما أوضح أن التوقيت الخاطئ لطرح الألبومات، هو سبب مباشر في زيادة خسائر شركات الإنتاج،&ما دفع بعضها للإغلاق أو تغير النشاط.
ويقول المطرب الكبير محمد رشدي، أن إذاعة "نجوم اف ام"،&أوقفت حال التجار. كما أن الفضائيات أدت لتدهور السوق الغنائي. وأشار إلى أنه لم يسمع شريطاً على المستوى الجيد خلال العام 2003 .
وهو ما أكدّه الموسيقار هانى شنوده الذي أشار&إلى أن إذاعة الـ "اف ام"، سلاح ذو حدين. فبقدر ما تحققه من انتشار للمطرب، بقدر ما تتسبب&في تدني حركة شراء الألبومات، لأن المستهلك يسمع مزيجاً "كوكتيل"، متواصلاً من أحدث الأغنيات لمطربيه المفضلين، ما يجعله لا يفكر فى شراء الألبوم.
وأخيراً، يقول الموسيقار هانى مهنا، أن سنة 2003 كئيبة&لأن الأغنيات متشابهة، والأصوات الغنائية لا تقدم سوى أعمال تصلح فى الديسكو، وهو ما تبثّه إذاعة "اف ام"، والفضائيات .