د. احسان الطرابلسي&
&
قال نقيب المحامين الأردنيين حسين مجلّي أن عدد الطلبات التي تقدمت لنقابة المحامين الأردنيين للدفاع عن "حارس البوابة الشرقية للقومية العربية" بلغ حتى الآن ستمائة طلب. وقال إن النقابة بصدد تشكيل لجنة عليا للدفاع عن صدام تضم خبراء قانونيين من كافة أرجاء العالم. وأشار مجلّي إلى اجتماع الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب في القاهرة لبحث مسألة الدفاع عن صدام. وكانت نقابة المحامين الأردنية بعثت برسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تناشدهما العمل لضمان تسليم صدام إلى بلد محايد، أو إلى الصليب الأحمر.
يتساءل القراء حيارى:
ما سر ُّهذا الغرام الطاغي بصدام حسين من قبل المحامين الأردنيين والإعلاميين الأردنيين من بعدهم، على وجه الخصوص؟
نعم هناك أسباب!
فإذا عُرف السبب بطلُ العجب!
وهذه هي بعض هذه الأسباب:
1-&& إن صدام حسين لم ينثر ذهب المعز المسروق من مال الشعب العراقي وعرقه على نقابة عربية كما نثر هذا الذهب المسروق على نقابة المحامين الأردنيين وعلى أفراد وعائلات المحامين الأردنيين. وسوف تكشف الأيام القادمة مقدار الأموال التي كان ينفقها صدام على هذه النقابة وعلى نقابة الصحافيين من بعدهم. وهو الذي بنى لهم مجمعاً سكنياً في عمان، وأهدى لهم السيارات، وخصص لهم الرواتب الشهرية، والمكافآت.
&
2-&& إن معظم المحامين الأردنيين إما أنهم تخرجوا من جامعة دمشق البعثية أو من جامعة بغداد البعثية. ومن المعلوم أن كلية الحقوق في هاتين الجامعتين كانت تقبل من الطلبة البعثيين العرب أدنى المعدلات العلمية. والطالب الحثالة الذي لا يُقبل في أي كلية، مصيره إلى صندوق زبالة الجامعة وهو كلية الحقوق. في حين أن معدلات قبول الطلبة في كليات الحقوق في الغرب وأمريكا هي أعلى المعدلات الدراسية وتماثل معدلات كليات الطب. مع احترامنا لباقي المحامين من غير هذه الفئات الضالة التي تخرجت من هاتين الجامعتين.
&
3-&& معظم المحامين الأردنيين بلا عمل في الأردن. وكثير منهم من يقبع في بيته طوال النهار يقشّر البصل وينقّى العدس، وهو بالبيجاما، من قلة العمل. والمحامون الأردنيون في عمان يباعون كربطة الفجل، كل عشرة بقرش. وقد وجدوا في قضية صدام الآن فرصة لممارسة المحاماة التي حرموا منها سنوات طويلة لقلة الفرص، وممارسة ما تعلموه وما حفظوه في كيفية الدفاع عن زعماء البعث، في كليات حقوق البعثيين في دمشق وبغداد قبل أن ينسوه.
&
والسؤال الآن هو:
-&& أين وجه هؤلاء المحامين البعثيين من الشعب العراقي الذي فقد مئات الآلاف من الضحايا من جراء حكم صدام؟
-&&أين وجه هؤلاء المحامين البعثيين من الشعب الكويتي الذي انتكب نكبته الكبرى من جراء حكم صدام؟
-&&&&& أين وجه هؤلاء المحامين البعثيين من الشعب السعودي الذي اعتدي على ارضه وخسر مليارات الدولارات من جراء عدوان صدام حسين؟
-&&&&& أين وجه هؤلاء المحامين البعثيين من الشعب الايراني الذي حاربه صدام حسين طيلة ثمانية سنوات ظلماً وعدوناً ومحا هذا العدوان بجرة قلم في 1991.
إن المحامين الستمائة الذين تقدموا للدفاع عن صدام فئة من المحامين الأردنيين التي لا تستحي، ولا وجه لها حتى يحمرَّ أو يصفرَّ من الخجل والحياء من الشعوب المنكوبة من جرّاء حكم صدام.
وإن لم تستحِ فاصنع ما شئت!
&
التعليقات