&
محمد فهمي من القاهرة: يصور فيلم "حب البنات" للمخرج المصري خالد الحجر الذي يعرض حاليا في القاهرة نمو علاقات إنسانية بين ثلاثة شقيقات من أب واحد وأمهات مختلفات بعد أن جمعتهن الملايين الموروثة عن الأب. فظهر العامل الإنساني اعمق من المادي بعد أن ابتعدت حياتهن عن بعضهن لظروف مختلفة ترتبط بمغامرات الأب العاطفية.
لقي الفيلم إعجابا من النقاد رغم محدودية الفكرة التي يطرحها بسبب الأفكار المسبقة التي رسمت الخطوط العريضة للسيناريو الذي قام بتأليفه الكاتب تامر حبيب وهو نفسه الذي كتب سيناريو فيلم "سهر الليالي" الذي اعتبر بداية لعودة السينما الجادة وطرح إمكانية تحقيق التوازن بين الجدية وتحقيق الربح في مواجهة موجة السينما الكوميدية أو ما يطلق عليها سينما الشباب.
وعبرت عن ذلك الناقدة علا الشافعي بقولها "الفيلم من النوع الخفيف التجاري ولكنه المعقول في ظل الانحدار الذي تعيشه السينما المصرية في الوقت الحالي وتميز بأنه استطاع أن يمزج الموقف الإنساني بالموقف الكوميدي بشكل جيد وان بقيت أفكاره محكومة بشكل مسبق ضمن عالم يحلم به كاتب السيناريو فلم يجد عقدة تجمع أبطال الفيلم سوى أن تكون البطلات من النساء الثريات".
وأيدها في ذلك الناقد اشرف بيومي مضيفا "هل حقا يمكن لفيلم يركز على ثلاث فتيات فقيرات أن يأخذ نفس المنحى؟ فهذا الاصطناع وخلق حالة من الابتعاد الإنساني الذي يعيده إلي صفائه. العودة إلى المال لا يعبر عن غالبية الناس الذين يشكلون الغالبية في الواقع الاجتماعي ولا أموال لديهم تعيد إليهم صفاء حياتهم الإنسانية".
واتفقا أيضا على أن "الفيلم رغم وقوعه تحت التخطيط المسبق للكاتب إلا انه يغازل منطقة مهمة في الوجدان هي العلاقة الإنسانية التي يجب الحفاظ عليها وتحميل الأهل مسؤولية التسبب في المشاكل النفسية التي يتعرض لها أطفالهم ودعوة لاعادة تربية واقع مريض بشكل صحي في العلاقة بين الرجل والمرأة".
تتكشف هذه الوقائع من خلال أحداث الفيلم التي تبدأ بظهور الفنان اشرف عبد الباقي كطبيب نفسي يلتقي مع الفنانة ليلى علوي لحظة افتتاح عيادته وهي أيضا شقته السكنية في نفس العمارة التي تعيش فيها وهي تنقل أنبوبة أكسجين لوالدها المريض الذي يموت قبل أن تصله الأنبوبة .
ومع مسار الأحداث وحياة الوحدة التي يعيشها كل منهما تنشأ علاقة خاصة بينهما مبنية على نوع من التواصل الإنساني الذي يتزايد من خلال مواقف كوميدية بعيدا عن اللغة السائدة الآن في سينما الكوميديا. وتتطور العلاقة بعد أن تحضر شقيقتاها من والدها من أمهات مختلفات لحرصهن على الحصول على ميراثهن من أبيهن.
فالوالد قبل موته كتب وصية اشترط فيها أن تعيش الفتيات الثلاث (ليلى علوي وحنان ترك وهناء شيحا) تحت رعاية أكبرهن (ليلى علوي) لمدة عام تحصل كل منهن في نهاية المدة على حصتها التي تبلغ خمسة ملايين جنيه.
وخلال ذلك يقوم كاتب السيناريو حبيب بتعرية العالم الداخلي لكل منهن والمشاكل التي تركتها مغامرات الوالد العاطفية داخل كل منهن بمساعدة الطبيب النفسي والعلاقة العاطفية التي ترتبط كل منهن بها. فليلى علوي ترتبط مع احمد عز حنان ترك بأحمد برادة وهناء شيحا ترتبط في البداية بخالد أبو النجا ثم تكتشف أنها مرتبطة مع الطبيب الذي وصل لنفس النتيجة أيضا قبيل نهاية الفيلم.
فنرى ليلى علوي تضحي دائما بحبها وتبقى قرب والدتها المريضة التي تموت ويلحق بها والدها ليتبين فيما بعد أنها تهرب من الارتباط بحبيبها عز خوفا من أن تتعرض لما تعرضت له والدتها من خيانات الأب.
وتتحول الفتاة حنان ترك إلى امرأة كارهة للرجال نتيجة غرس والدتها لها ثقافة أن الرجال خونة لا أمان لهم فتتصرف كالرجال وبعدائية ضد كل من حولها وتشكل الحالة الأكثر صعوبة في التعامل مع شقيقتها الكبرى وتمر في الكثير في التناقضات الداخلية اثر لقائها ببردى.
أما هناء شيحة الشقيقة التي عاشت في الغرب مع والدتها وحضرت فقط من اجل الميراث فأنها تفتقد أي مشاعر تربطها مع والدها أو شقيقتيها. فرغم حضورها إلى مصر في اكثر من رحلة سياحية فأنها لم تفكر بزيارة أي منهم وتتعامل بانفتاح على من حولها مما يسبب لها مشكلة مع أبوالنجا الذي اعتقد أنها تحبه ويحاول السيطرة عليها إلا أنها تضع حدا له.
ينتهي الفيلم وحياة كل من الشقيقات قد حلت معضلتها إضافة إلى مشاعر تحمل مسؤولية كل منهن الأخرى وعودتهن إلى المشاعر الإنسانية الذي فقد بينهن بسبب الظروف التي أحاطت بنشأة كل منهن
واستطاع الفيلم أن يحقق حتى الآن نجاحا تجاريا جيدا بإيرادات تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه (950 ألف دولار أمريكي) .
&









التعليقات