"إيلاف" من عمان: أكد&العهل الأردني الملك&عبد الله الثاني خلال&جولاته الميدانية لتفقد الأردنيين في بواديهم وقراهم مترامية الأطراف، أنه على إتطلاع تام على جميع مشاكل وهموم الوطن وبالذات تلك التي تتصل بالفقر والبطالة، خاصة وانه خدم في القوات المسلحة وزار جميع المناطق ويعرفها تماما مثلما يعرف احتياجات ساكنيها.
وتحدث الملك الأردني عن مشروع جديد لبناء "مساكن الفقراء" ضمن مناطق واحدة بحيث تزود بكل الخدمات والمشاريع اللازمة لتكون نواة حقيقية لإحداث التنمية بدل من إقامتها في مناطق متناثرة.
وعملت حزمة الأمان الاجتماعي في وزارة التخطيط في منطقة وادي عربة الجنوبية على ثلاثة محاور، الأول كان في مجال المشاريع الإنتاجية حيث تم انشاء مشروع المزرعة المتكاملة والتي يتوفر فيها سد لحجز مياه الأمطار ومزرعة أغنام وزراعات متنوعة.
أما المحور الثاني فيتضمن انشاء مساكن للفقراء بدأت في قرى قطر وبئر مذكور ورحمة والرشية بكلفة 350 ألف دينار وتم الآن الانتهاء من إسكان فينان وقريقرة بكلفة 220 ألف دينار الذي تضمن انشاء 35 مسكنا في القريتين. وتتضمن المرحلة الثانية التي بلغت كلفتها 400 ألف دينار تزويد المناطق بالكهرباء وربطها بكهرباء العقبة وتوفير الإنارة للمنازل والشوارع. ووصل حجم الإنفاق في قرى وادي عربة وصل إلى نحو 6ر2 مليون دينار حتى الآن.
وأكد العاهل الأردني على أنه يتابع شخصيا&جميع المشاريع التي تخدم فئات فقراء بدو الأردن بهدف الاسراع في تنفيذ هذه المشاريع، مشيرا الى&"ان العمل في هذا الشأن لازال في البداية وهو مستمر في جميع أنحاء الوطن من الجنوب إلى الشمال".
وقال خلال زيارته&لقرية فينان في منطقة وادي عربة بعد ان تم الانتهاء من مشروع الإسكان للفئات الفقيرة فيها "ان المشاريع التي تنفذ لخدمة الفئات الفقيرة تأتي في سياق إستراتيجية واضحة للتخفيف من معاناة الفقراء وإيجاد بنى تحتية لهم وتوفير مشاريع تدر عليهم بالدخل المناسب"، معتبرا ان مثل هذه&المشاريع لها دور مهم في تجسير الهوة بين فئات المجتمع".
وحصلت 35 أسرة في وادي فينان والقريقرة على مساكن ملائمة أمر بها الملك قبل عامين حين زار المنطقة لإحداث تنمية شاملة لقرى منطقة الوادي وان يتم انشاء المساكن الملائمة للفقراء، فشكلوا جمعيتين تعاونيتين قبل نحو عام تعنى الأولى وهي جمعية سيل فينان الزراعية بتنمية المجتمع المحلي وجعل السكان يعتمدون على أنفسهم من خلال الزراعة.&ويبلغ عدد أعضاء الجمعية 110 أشخاص ثلثهم من النساء وينوي أعضاؤها شراء مضخات مياه للبدء بتنفيذ مشروع زراعي مشترك.
أما الجمعية الأخرى فهي جمعية حمزة السياحية التعاونية&وتعنى بإيجاد برامج سياحية في المنطقة خاصة وان وادي فينان غني بالمواقع السياحية والأثرية. وتؤمن الجمعية للسياح برامج سياحية من خلال انشاء بيوت شعر في الصحراء وتزويدهم بوسائل النقل البدائية كالهجن والخيل للتنقل إلى المناطق الأثرية سواء في وادي فينان أو في البتراء.
في هذا السياق، قال أحمد الرشايدة وهو احد المستفيدين من المشروع "ما أراه اليوم شيء كثير لم نكن نتوقعه فكنا نترحل هنا وهناك كانت الحياة صعبة وشاقة لكن من سنة ونصف دبت فينا الحياة فها نحن الآن ننعم بالماء والكهرباء والمسكن الملائم". ويجري العمل&حاليا على انشاء حديقة نموذجية في قريتي فينان والقريقرة لخدمة الأطفال حيث تسهم الوزارة بالتعاون مع بلدية فينان بتمويل المشروع الذي تقدر كلفته بنحو 70 ألف دينار.
وقال الرشايدة&ان القريتين مشمولتين الآن ضمن برنامج تعزيز الإنتاجية&(برنامج التجمعات الريفية الذي يتضمن الإسهام في إيجاد مشروع يدر الدخل على سكان المنطقة والذي تنطلق فلسفته من خلال دعم منظمات محلية كالجمعيات التي تتعاون مع منظمات غير حكومية لتنفيذ المشاريع المقترحة).
يشار إلى ان قريتي القريقرة وفينان تقعان في منطقة وادي عربة وهي إحدى التجمعات السكانية الخمسة الموجودة في الوادي وهي قرى ذات طبيعة زراعية يمكن تطويرها لتكون نموذجا للقرية الزراعية خاصة إذا ما استغلت مصادر المياه الموجودة في المنطقة أفضل استغلال.
ومن ابرز المشاكل التي تواجه سكانها البعد عن مراكز التسوق والتوزيع الرئيسة في العقبة وعدم استغلال الموارد المائية الاستغلال الأمثل وضعف خدمات الإرشاد الزراعي وتدني مستوى الخدمات الصحية.