بغداد: اسفرت المواجهات التي تدور في اطار تمرد انصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في المدن الشيعية، ومقاتلين معادين لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينة الفلوجة السنية عن مقتل 156 شخصا بينهم 30 عراقيا في الفلوجة (غرب بغداد).
وقتل 136 عراقيا على الاقل وعشرون من جنود قوات التحالف (18 اميركيا وسلفادوري واوكراني) خلال ثلاثة ايام من المواجهات بين قوات التحالف وانصار الصدر.&واعلنت مصادر طبية ان ثلاثين عراقيا قتلوا وجرح 25 آخرون في مواجهات عنيفة جرت ليل الثلاثاء الاربعاء في اثنين من احياء الفلوجة التي تبعد خمسين كيلومترا غرب بغداد، بين القوات الاميركية ومقاتلين معادين لقوات التحالف.
وكانت مواجهات جرت نهار الثلاثاء بين القوات الاميركية وهؤلاء المقاتلين في الحيين في المدينة السنية. وقال سكان في المدينة ان قوات التحالف اضطرت لاخلاء احد مواقعها في المنطقة بعد ان استهدفها اطلاق نار متواصل.
وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، اعلن مدير الصحة في المحافظة الطبيب صالح الحسناوي ان خمسة ايرانيين وثلاثة عراقيين قتلوا وجرح 16 شخصا آخرين في مواجهات ليل الثلاثاء الاربعاء في المدينة حيث جرح ثلاثة جنود بولنديين وثلاثة بلغار الثلاثاء.
وقد واصل الجيش الاميركي الثلاثاء عمليته واسعة النطاق ضد المقاتلين في غرب بغداد وخصوصا في الفلوجة حيث قتل اربعة مدنيين اميركيين الاربعاء الماضي، مثل السكان بجثتي اثنين منهم.
وصرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان مشاة البحرية الاميركية (المارينز) "اعتقلوا عددا من الاشخاص في المدينة (...) المعزولة وقتلوا عددا من الذين كانوا يقاومون".
وفي الرمادي غربا، قتل حوالى 12 من جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وجرح حوالى 24 آخرين الثلاثاء عندما هاجم ستون او سبعون عراقيا مسلحين بقاذفات قنابل يدوية ورشاشات، وحداتهم المتمركزة في مقر المحافظة، حسبما ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن.
وقالت الشرطة العراقية ان مدنيا عراقيا قتل واصيب اثنان آخران بجروح خطيرة مساء الثلاثاء في سقوط قذيفة هاون قرب قاعدة اميركية في كركوك (شمال).&وجرت اخطر المواجهات في الناصرية (375 كلم جنوب شرق بغداد) حيث قتل&الثلاثاء 15 عراقيا حسب الشرطة، وفي العمارة (قرب الناصرية) خصوصا، بين افراد الميليشيا الشيعية والجنود البريطانيين والايطاليين.
وقد اصيب 12 من اعضاء الدرك الايطاليين وقتل سائق بلغاري في الناصرية حيث استؤنفت المعارك مساء الثلاثاء بعد وقف لاطلاق النار اعلنه انصار الصدر واستمر ساعتين.&كما جرت مواجهات في الكوت (180 كلم جنوب بغداد) حيث قتل جندي اوكراني وجرح خمسة آخرون.
وكان اعتقال مصطفى اليعقوبي مسؤول مكتب الصدر في النجف (وسط) الذي تتهمه قوات التحالف بقتل رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي تسبب في هذه المواجهات.&ويسعى الاميركيون الى اعتقال مقتدى الصدر نفسه بموجب مذكرة توقيف صدرت بحقه.
واعلن الصدر الثلاثاء انهاء اعتصامه وغادر مسجد الكوفة (وسط) متوجها الى النجف "لتجنب هدر الدماء". ودعا شعوب الولايات المتحدة واوروبا الى الضغط من اجل "انسحاب قوات بلدانهم من العراق وانهاء القمع".&وقد وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الثلاثاء الصدر بانه "متطرف ومتعصب"، مؤكدا ان "لا مكان للميليشيات المسلحة" في العراق.
من جهته، دعا احد ممثلي آية الله علي السيستاني مجددا الى الهدوء والحفاظ على النظام. واكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي "نوجه نداء الى الهدوء والحفاظ على الامن، ونأمل في تسوية هذه المشكلة بالطرق السلمية".
وانتقد الشيخ الكربلائي الرد المتشنج لقوات التحالف على انصار مقتدى الصدر، مشيرا الى انه "كان ممكنا التحاور" وان "الوضع لم يكن يتطلب اطلاق النار بلا مسبب".&واعلنت ايطاليا وهولندا وسلوفاكيا وبولندا ورومانيا، وقبلها البرتغال والسلفادور والهندوراس، الابقاء على قواتها في العراق على الرغم من هذه المواجهات.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اكد الاثنين ان السلطة ستنقل الى العراقيين في الموعد المحدد في 30 حزيران/يونيو بينما اكد الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر ان حكومة انتقالية "ستشكل بالتأكيد قبل هذا الموعد".&من جهتها، دعت روسيا مجددا الى تنظيم مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، في اقتراح لقي تأييد فرنسا.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الاربعاء ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حين معتقل في قاعدة اميركية بقطر وليس في العراق، بدون ان تنسب هذه المعلومات الى اي مصدر.
واوضحت الصحيفة ان القوات الاميركية اقتادت صدام حسين بعد اعتقاله في كانون الاول/ديسمبر 2003 الى حاملة طائرات اميركية راسية في مياه الخليج، لاستجوابه ثم نقلته بسرية الى قطر حيث لم يبلغ المسؤولون فيها حتى بحضوره.