"إيلاف"&من جزيرة حوار (البحرين): اختتمت فعاليات " ملتقى أصيلة البحرين " أمس (الجمعة) في أجواء احتفالية في جزيرة نائية كانت حتى وقت قريب محل نزاع بين البحرين وقطر إلى أن حسم الأمر أمام محكمة العدل الدولية لصالح البحرين .
نقلت "عبارة" جميع المشاركين في الملتقى من بحرانيين ومغاربة وعرب وأجانب في رحلة بحرية من مرفأ صغير يقع في نقطة قصية من البحرين إلى جزيرة "حوار" . خلال الرحلة تحول المشاركون إلى حلقات نقاش.كان بعضهم يردد أغنيات وأهازيج في رحلة دامت حوالي ساعتين .
طال النقاش تجربة نقل " موسم " أصيلة" إلى البحرين في رحلة ربيعية بمبادرة كان اقترحها عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة على محمد بن عيسى رئيس منتدى أصيلة أثناء رحلة بالسيارة بين أصيلة وطنجة (شمال المغرب) .
شمل النقاش الأوضاع في الخليج العربي على ضوء المتغيرات في دول الجوار خاصة العراق وإيران والظاهرة الأصولية والأعمال الإرهابية .
قال مثقف بحريني " لا حل للقضاء على مظاهر التطرف سوى العودة إلى الثقافة ومشاركة المثقفين& في السلطة " .قالت طبيبة تخدير كويتية كانت ضمن المدعوات " نحن لا نريد أحداً لا خليجيين ولا عرب ... نحن كويتيون فقط " . بيد أن صحافياً بحرينياً أجابها " يا أختي ...العروبة قبل أي شئ هي هوية ثقافية " . قال آخر " العروبة ليس نادياً ندخل اليه وقت نشاء ونخرج منه وقت نريد ".
&يبدو أن جرح اجتياح الكويت ما زال لم يندمل .
أنخرط آخرون في إيقاعات خليجية وبين الفينة والأخرى كانوا يرددون أغنية عبد الحليم حافظ " سواح وأنا ماشي في البلاد ... سواح " .
وصلنا إلى جزيرة "حوار" بعد رحلة بحرية ممتعة . نقلتنا حافلات صغيرة إلى حيث الفندق الوحيد في الجزيرة& يسمى " منتجع حوار " الطريق من مكان رسو العبارة إلى الفندق حديثة التعبيد . ثمة مبان قليلة في الجزيرة وفي الأطراف دوريات للجيش البحريني .والمفاجأة تمثلت في قطاعان من الغزلان صادفناها ترعى في اطمئنان . ذلك جزء من جهد لعودة الحياة الطبيعية لهذه الجزيرة التي ظلت مهجورة لعقود .
من الفندق انتقلنا إلى حيث صمم الفنان المغربي محمد المليحي& نصباً تذكارياً أطلق عليه اسم " جوار البحر " . ثمة لوحة إسمنتية كتبت عليها مقاطع من قصيدة للشاعر البحريني على عبدالله خليفة ثبتت بجوار النصب& . تقول بعض كلماتها :
بوابة على المحيط
بوابة على الخليج
"أصيلة" الألوان والأحلام والرؤى
تجئ ثرة إلى أصالة البحرين
تنتشي بها البلد
بعد عزف السلامين المغربي والبحريني قص الشريط التقليدي وطارت فوق المجسم بالونات بيضاء وحمراء وخضراء . مئات البالونات طارت باتجاه البحر واختفت في المدى .
القت شاعرة بحرينية قصيدة بالعامية ثم ألقى شاعر بحريني قصيدة أقرب ما تكون إلى الشعر الصوفي . ثم القت الشاعرتان المغربيتان فاتحة مرشد وثريا ماجدولين بعضاً من قصائدهما .
كان آخر المتحدثين الكاتب والإعلامي نجم عبد الكريم . يبدو أن العبارة التي تقول " فلان& له في كل عرس قرص " نحتت من اجل نجم .
استشاط نجم غضباً حين قدم على أساس أنه " مثقف خليجي " . قال للحاضرين " لست مثقفاً خليجياً ...لا يوجد مثقف خليجي يوجد فقط مثقف عربي " . قال أيضاً إن العروبة هي التي جعلت أصيلة تنتقل من المحيط إلى الخليج . ثم ختم على طريقته بقفشة . راح يسرع في إلقاء كلمته وكأنه قد ابتلع شريطاً مسجلاً .
هكذا نجم في البر والبحر .
انتقلنا بعدها إلى خيمة نصبت على عجل .& تناولنا الغداء من " السمك البحريني" كما أفاد عبد العزيز من اللجنة المنظمة .
عدنا إلى الفندق . ثمة إقبال واضح من طرف العائلات البحرينية على تمضية عطلة اندمجت فيها ثلاث عطلات " عيد المولد النبوي وعيد العمال ونهاية الأسبوع " في فندق " منتجع حوار " حيث أعدت مرافق للمصطافين وعشاق الألعاب البحرية .
بسبب زحمة الوافدين على الجزيرة تأخرت العبارة . تمدد كثيرون تلفحهم نسمات البحر وناموا أمام واجهة الفندق فوق عتبات اسمنتية . كنت أحد الذين ناموا لذلك لم أعرف ما حدث خلال انتظار العبارة .
مساء حملتنا العبارة إلى المنامة . خلال رحلة العودة غط الجميع في نوم متقطع .
انتهى " ملتقى أصيلة البحرين " تبادل المشاركون الهواتف والعناوين . تواعدوا على اللقاء . تفرق الجمع .
... وآه منك يا زمان النزوح .
&
تصوير حسين المحروس