ماجد عزيزة

&
&

لماذا ينجح المطبوع أو الوسيلة الإعلامية؟ أسباب عديدة للنجاح أولها ( الرأس ) وأقصد المسؤول الأول عن تلك المؤسسة الإعلامية، فإذا كان من أصحاب الإختصاص ومؤهلا لقيادة مؤسسته، ومحبا للمهنة التي أتعبت الكثيرين، فإن سبل النجاح ستؤطر عمله.. هنا لا أود الإشادة بالأستاذ عثمان العمير وهو يستحقها، بل أود القول بأنه ( من أهلها ) كما يقول المثل العراقي الشعبي، أي انه من الوسط الإعلامي ومن أبناءه، لهذا فإن ترؤسه لهذه المؤسسة الإعلامية الفذة والمتميزة في الإعلام العربي كان أول اسباب نجاحها.
ثم أن الإتجاه الليبرالي ( كما اشار بعض الأخوة والزملاء ) كان سببا في النجاح وتصدر القائمة الإعلامية في الوطن العربي ( في الداخل والخارج ) اضافة إلى تنوع المادة الصحفية وتحديثها دائما. وللتاريخ أؤكد أنه لم يكن هناك حضور اعلامي، بل لم اشاهد خلال 30 سنة من حياتي الصحفية حضورا اعلاميا وسيادة على الساحة الإعلامية كالذي حظيت به ( إيلاف )، ان الذي يسجل لها هو دورها الرائد في احتواء الأقلام المتميزة كي تصبح مؤثرة لدى قرائها، والحق يقال أنها فتحت أبوابها لكل الأصوات العربية على تنوعها، هذه الأصوات التي لم تكن تجد هذه المساحة من حرية التعبير في دولها، حتى باتت ( إيلاف ) وبدون مبالغة ليست مجرد مؤسسة اعلامية عربية بل مدرسة تقدم خدمات إعلامية وتمد ( صاحبة الجلالة ) بالكثير من الكفاءات، مدرسة تنوعت فيها الجنسيات وهذا واحد من أسباب نجاحها فهي من أكثر وسائل الإعلام العربية التي تضم خليطا من الكتاب العرب بسبب سياستها التنويعية لتلائم العصر الحاضر، عصر الآراء المختلفة والمتنوعة، ولكي تبتعد عن الإنغلاق والأحادية الصحفية. إن الأمر المعروف الذي يشغل بال القائمين على أغلب الصحف ووسائل الإعلام العربية هو عدم إغضاب المسؤولين في الدولة التي ينتمون لها، ( وإيلاف ) ليست كذلك.. لهذا كان نصيبها النجاح.
لقد ملأت ( إيلاف ) الساحة عن جدارة بعد أن باتت صحافتنا العربية مقصرة جدا من كل الجوانب خاصة صحافة ( الداخل )، فهي لا تستطيع تغطية مواضيع كثيرة نظرا للقيود السياسية الاجتماعية التي تغلف المجتمع العربي والتي تعترضها عوائق عديدة تحول دون العمل بحرية. ولقد أصبحت ( إيلاف ) تعي بأن القاريء هو الطرف الأول الذي تحاول كل وسائل الإعلام في العالم استمالته واسترضاءه وتلبية مطالبه، ودونه لا تصبح أية جريدة أو موقع أو وسيلة إعلام ذات قيمة، ومقياس أهمية أية مطبوعة يقاس بعدد قرائها، ولقد باتت ( إيلاف ) خبزا يوميا للقراء العرب في كل مكان، وأنا أولهم، فالرقم الذي نشرته مؤخرا لعدد المتصفحين اليومي، كان سابقا مما يمكن أن نطلق عليه، عالم الخيال الصحفي العربي، فأكبر مطبوع عربي لم يكن ليرقى إلى بضعة آلاف، في اكثر الأحوال، لكن أن يصل الرقم لنحو مليونين وسبعمائة ألف قاريء يومي فهذا الأمور التي تقترب من ( الخرافة )!
أشد على أيدي كل من يضع حرفا في ( إيلاف ) من أساتذة وزملاء.. وأهنئهم في ذكرى الصدور، مع دعواتي لهم بالنجاح الدائم.
&

تورونتو