"إيلاف" من لندن: زار الطيار الألماني الكهل فيلي شولوديكر (82 عامًا) قرية بريطانية أمس للاعتذار إلى أهلها لقيامه بقصفها بطريق الخطأ في العام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية التي أطاحت بالحكم النازي في ألمانيا، حيث كانت بريطانيا تلك الأيام تقود الحرب ضد طموحات الفوهرر النازي أدولف هتلر التوسعية.
وكان الطيار السابق قصف قرية بولام في مقاطعة نورث هامبارلاند في وسط بريطانيا عن طريق الخطأ بقنابل زنتها 500 كلغم، وسقط بعضها على أماكن عبادة ومنازل أخرى، ولا تزال آثار القصف ماثلة للعيان في تلك القرية.
ولدى وصوله إلى القرية البريطانية التي لم يقتل فيها ولم يصب أحد من ساكنيها بأذى خلال القصف الخطأ، استقبله السكان كضيف شرف، واصطحبه المسؤولون هناك في جولة حول أرجاء القرية بما فيها تلك التي قصفها بالقنابل، حيث شاهد آثار فعلته التي قدم اعتذارًا عنها.
وقالت صحف بريطانيا اليوم، إن الطيار الألماني الشاب في العام 1942 شولوديكر الذي عمره كان آنذاك 22 عاما كان من ضمن فوج طيران ألماني مقاتل نفذ غارة جوية ضد الأراضي البريطانية انطلاقا من قاعدة على الأراضي الهولندية بطائرات مقاتلة من طراز "دورنير 217 "، ولكنه أخطأ هدفه فقصف قرية بولام بدل الأهداف المحددة إليه في مناطق أخرى، من بعد أن طاردته طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني، حيث ألقى قنابله على تلك القرية للتخلص منها في هروبه من المطاردة وفي حال تمكن المقاتلات البريطانية من إسقاط طائرته.
وخلال لقائه مع سكان القرية البريطانية، أعرب الطيار الألماني الكهل عن شعوره بالصدمة لما كان فعله قبل 62 عاما من دون قصد، حيث أعرب أيضا عن ألمه لترويع الآمنين وساكني المعبد الديني الذي طاولته القنابل.
يذكر أن الطيار الألماني ظل إلى وقت طويل لا يعرف الهدف الذي قصفه خطأ إلا بعد أن اتصل به بيل نورمان وهو باحث بريطاني متخصص في تاريخ الحرب العالمية الثانية لإجراء مقابلة معه وابلغه عن الحادث والمكان الذي قصفه.
وفي الأخير، التقى الطيار النازي السابق بالناجين من قنابله، معلنا أمامهم عن سعادته "أن العالم يعيش في سلام الآن". وكانت ألمانيا النازية هزمت في الحرب التي شنها عليها الحلفاء، وانتحر أدولف هتلر بينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك الراحل السير ونستون تشرشل النصر بإشارة من إصبعيه "السبابة والوسطى"، وهي صارت معتادة لكل انتصار يحققه أي طرف على الآخر.